اتصل بنا
 

جدل (الحاسوب)..من يهدئ روع المعلمين؟

نيسان ـ نشر في 2015-08-17 الساعة 17:17

x
نيسان ـ

وصال أبو عون

في الوقت الذي نلهث به لمواكبة التطورات في العالم وترجمتها على واقعنا يأتي قرار مجلس التربية بعدم احتساب علامة مبحث الحاسوب في معدل الطلاب. لماذا؟

أسئلة كثيرة تبحث عن إجابات لتبرير القرار ليس فقط أمام معلم الحاسوب عبد الله الكور- الذي وضع شكواه وزملائه على طاولة نيسان بعد أن طرق أبواباً عديدة من دون أن يسمع جواباً-، بل أمام الرأي العام الأردني الذي رأى في وزير التربية الدكتور محمد الذنيبات حارساً أميناً على مصالح أبنائه.

كأن ما يجري هو تحويل مادة الحاسوب الى مادة تشبه الفن والرياضة تلك التي لا تحتسب في الشهادة. ونسأل هل إن تكاليف هذه المادة هي التي دفعت صاحب القرار الى اتخاذ مثل هذا القرار غير المنصف والذي يتعارض مع كل ما نادى به الجميع وعلى رأسهم القصر منذ اكثر من عشرين عاما؟

بينما العالم الخارجي يتجه نحو مزيد من التحول التعليمي باتجاه (الديجتال) ووضع الاوراق والأقلام جانبا باعتماد الحاسوب نقول نحن: لا لمادة الحاسوب. وللمفارقة جاء القرار متزامنا مع صدور قائمة الجامعات الـ 500 الافضل في العالم والتي بالتأكيد ليست كل جامعاتنا منها. ما الحل بأصحاب القرار وهم يتخذونه استنادا الى معايير لا علاقة لها بالعلم وببناء وانشاء العلماء الذين يضاهون اقرانهم خارج الحدود؟

مصدر في وزارة التربية قال لصحيفة نيسان إن مجلس التربية هو من أقر الخطة الدراسية لاعتبارات متعلقة بتحقيق أفضل المعايير الدولية في الدراسة، خاصة لطلاب تخصص الفرع العلمي والراغبين في دراسة الطب في الخارج، حيث تلزمهم القوانين بدراسة مساقات الفيزياء والكيمياء والأحياء للمرحلة الثانوية ليتمكنوا من دراسة الطب في العديد من الدول.

يدرك المجلس - والذي يضم عشرين شخصية، من بينهم نقيب المعلمين، حسام المشه الذي لم يتحفظ على القرار أو يبد اعتراضاً، وفق تصريح مسجل لمصدر مسؤول في الوزارة طلب عدم ذكر اسمه - كما يدرك الوزير وطاقمه أن للقرار تبعات لا تقف عند حدود وزارته، بل تتعدّاه إلى الجامعات وحتى سوق العمل.

القرار اتخذ وسيصبح نافذاً بعد أيام قليلة. لكن المعلمين غير مقتنعين بما يقدم لهم من تبريرات للقرار علمياً وتربوياً؟.

المسألة ابعد من هذا السؤال غير اننا سنسأله في اية حال: ماذا عن 1600 معلم يدرسون الحاسوب في المدارس الحكومية؟ ألا يعلم المجلس أن مستقبلهم بات مهدداً خاصة وأن قرارهم يأتي بعد إلغاء تخصص الإدارة المعلوماتية وحصر خيارات طلاب الصف العاشر بـ(الأدبي أو العلمي)، اعتباراً من العام الدراسي الحالي.

تجيب الوزارة وعلى لسان ناطقها الرسمي وليد الجلاد على تساؤلات المعلمين: "لا أحد من الزملاء المعلمين سيتضرر والقرار اتخذه المجلس بعد دراسات ومشاورات مستفيضة وضعت أمامها الطالب وبنيته العلمية معياراً حقيقيا قبل اتخاذ القرار".

وبدءاً من العام الدراسي الحالي أدخلت الوزارة مبحث "مال وأعمال" للصف السابع وستعهد الوزارة تدريسه لمعلمي الحاسوب، حسبما يقول الجلاد لصحيفة نيسان، الذي أكد أن مادة الحاسوب ستكون ماده إجبارية وتدخل بالمعدل في امتحان الثانوية العامة لفروع الادارة المعلوماتية والشرعي والصحي والصناعي والزراعي والفندفي والاقتصاد المنزلي لهذا العام.

وعلق الجلاد على قرار مجلس التربية والتعليم تعديل الخطة الدراسية قائلاً: "التعديل للفرعين الأدبي والعلمي فقط، بحيث تكون مادة الحاسوب إجبارية لطالب التوجيهي ويجب عليه اجتيازها بنجاح في الامتحان الوزاري دون ان تدخل في المعدل".

وزاد الجلاد على ذلك : مادة الحاسوب تدرس كمادة مستقلة في المدارس كافة من الصف السابع وحتى التوجيهي.

كنا ننتظر أن ينهمك مجلس التربية والتعليم في تطوير المبحث خاصة بعد أن بات جزءاً لا يتجزأ من منظومة الدراسة والعمل، لكن مدرسين للمبحث في المدارس قالوا إن ذلك ينطوي على إشارات واضحة لنسف تكنولوجيا المعلومات برمتها، متسائلين عن عدم عقد لقاء مع معلمي المبحث والمختصين في الجامعات وأخذ رأيهم؟.

اليوم، مبحث الحاسوب متطلب إجباري يدرسه جميع الطلاب في جامعاتنا وبغض النظر عن تخصصاتهم، لا بل إن جامعة من وزن الجامعة الأردنية تفرد له أكثر من خمسة تخصصات في تأكيد واضح على أنه علم قائم بذاته، وليس مهارة ثانوية.

نخشى كما يخشى آخرون من قتل بنية التكنولوجيا وجوانبها الإبداعية لدى الطلبة بعد أن يصبح همهم النجاح في المادة، فضلاً عما يبعث به من إشارات واضحة للأجيال القادمة بعدم أهمية المبحث بعد وضعه بسلة (ناجح- راسب) فقط.

نيسان ـ نشر في 2015-08-17 الساعة 17:17

الكلمات الأكثر بحثاً