هل تغير قواعد اللعبة الكفيفة روان بركات في انتخابات 'عمان الثالثة'؟

نيسان ـ ذوي الاحتياجات الخاصّة :... من المعروف أن هذه الكلمات تعني أن هذه الفئة الاجتماعية هم ممن أُصيبوا بمرض أو حالة ما؛ ما سَبّب لهم صعوبة بإنجاز كل ما يفعله الآخرون، كما يُطلق هذا المُصطلح على الشّخص الذي يعاني من الحالة الجسدية، أو العقليّة التي قد تَحدّ من حركاته، أو حواسه.
تمّ اعتماد هذا المُصطلح في النّصف الثّاني من القرن العشرين؛ لاعتباره مُناسباً، ولخُلُوِّه من الأثر السّلبيّ، أو من المُصطلحات العُدوانيّة، كما يُعرَّف اصطلاحاً على أنّهم الفئة من الشّباب والأطفال الذين يحتاجون نوعاً خاصّاً من الاهتمام.
قامت هيئة الأُمم المُتّحدة بوضع تعريف لهذا المُصطلح وإطلاقه على الأشخاص المُصابين بالاعتلال العقليّ أو الفيزيائيّ بشكل دائم، وذلك في تعاملاتهم المُختلفة مع كلّ من البيئات والمُعوِّقات لمساعدتهم في الانخراط في المجتمع، والتّفاعُل فيه بالقدر الذي يجعلهم مُتكافئين مع الآخرين.
روان بركات هل سمعتم بهذا الإسم من قبل؟! حسناً هذه الفتاة هي مكفوفة وهي أول مرشحة للانتخابات النيابية في الأردن، روان التي تجلس في صدر قائمة ( بكرا) في الدائرة الثالثة عمان.
روان بركات التي شدتني بقوة خطابها، وانتقائها كلماتها، هذه الفتاة التي تبنت ملفاً لم ينتبه له أحد منذ بداية أزمة كورونا (الطلبة المكفوفون هم الأكثر تضرراً من التعليم عن بعد فكيف للصفوف الثلاثة الأولى تعلم خط برايل عن بعد؟!) روان التي تتحدث باسم 11٪ من عشرة ملايين مواطن أردني يحتاجون للرعاية والإهتمام.
اختلاف روان هو الذي قادها لكسر الصورة النمطية للمكفوفين و لذوي الاحتياجات الخاصة، اللافت في الأمر أن روان فتحت الباب أمامنا لنستكشف هذا العالم أكثر.. حيث نجد أن 36٪ من الاميين في الأردن أعمارهم اقل من 13 سنة وهم من ذوي الاحتياجات الخاصة او ذوي الإعاقة.
يجب أن يكون الاهتمام بذوي الإعاقة نابعاً من الإحساس بالمسؤولية اتجاههم، لأنّ من حقّهم أن يعيشوا كباقي الأشخاص وأن تتوفر لديهم سبل الراحة التي تخفف من معاناتهم اليومية، خصوصاً أن الشخص المعاق يعاني من صعوبات كثيرة في يومه، بدءاً من حياته في بيته ومروراً بالشارع والمرافق العامة ومختلف الأماكن، لذلك يجب ألا يكون إحساسه بالنقص بأقل قدر ممكن، (دعوا مثالياتكم الفيسبوكية جانباً وكونوا إنسانيين أكثر هذه الترجمة الحرفية للفقرة السابقة)
يوجد الكثير من الأسماء الكبيرة من علماء وأدباء وفنانين وموسيقيين عانوا من اعاقة لكنهم في الواقع نجحوا كثيراً في مجالات لم ينجح بها الأشخاص العاديون، ومن أهم العلماء الذين كان لديهم إعاقة لكنهم تميّزوا جداً العالمة هيلين كيلر التي كانت فاقدة لحاستيْ البصر والسمع، ورغم ذلك تفوقت وأبدعت، بالإضافة إلى بتهوفن المؤلف الموسيقي الشهير الذي كان يعاني من الصمم، وطه حسين وأبو العلاء المعري اللذان تميزا في الأدب رغم أنّهما فاقدان لحاسة البصر، هذا مثال بسيط على بعض الشخصيات التي تحدّت وتميزت وأبدعت.
كفاكم تنمراً وتصويراً لذوي الإعاقة بأنهم عالة ولا يستطيعون تحقيق شيء، ساندوهم، وعبدوا الطريق أمامهم، كونوا عينهم او حتى أقدامهم، ساعدوا عقولهم وسترون إبداعهم وصدقهم وشفافيتهم و مدى تفوقهم علينا جميعاً... نحن المُعِيقون لأحلامهم.
اليوم، تتجه الحكومة نحو الدمج التربوي وهو منح ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة للانخراط في نظام التعليم الخاص، واتباع الأساليب والوسائل التعليمية التي تُساعد الطفل حتى يُصبح قادراً على مواجهة المشاكل والتحديات التي يتعرض لها في المدارس العادية، ويتم ذلك من خلال شمل جميع الطلبة في فصول ومدارس التعليم بغض النظر عن الإعاقة، ومعاملة الأطفال ذوي الإعاقات في صفوف تعليم عامة، وتقديم الخدمات التربوية لهم على صعيد متكامل وناجح يُراعي ظروفهم.
و لتبسيطها كمثال واقعي وحقيقي.... دخلت ام الى مدرسة خاصة وقالت للمدير :" انقل هذا المعاق من الصف اللي فيه ابني، انا ما بقبل ابني يكون بصفه ناس معاقين"..