اتصل بنا
 

الأمير الحديث فرج الطميزي.. وشعار أردن وطني ديموقراطي!

نيسان ـ نشر في 2020-11-04 الساعة 23:24

x
نيسان ـ نيسان- خاص
لابد بداية من توضيح أمر في غاية الأهمية؛ أنّ هذا الحديث لا يندرج ضمن المناكفات الحزبية، أو الانتخابية الضيقة، بل هو محاولة لإعادة الاعتبار للجدل السياسي، وبما أن الانتخابات عملية تداولية صرفة، أو هكذا يفترض أن تكون، فإن من واجب أطراف العملية، مرشحين وناخبين ومستنكفين عن حضور هذا الاحتفالية الكبيرة، التي يحلو للبعض وسمها بالـعرس الوطني، أن يتجاذبوا أطراف حديث حول ما يطرح من شعارات، تعبر، أو هكذا يفترض، عن برامج سياسية ستدير البلاد في المرحلة القادمة.
موضوعنا هو الشعار اليساري "من أجل أردن وطني ديمقراطي" والذي رفعته مجموعة من القوائم اليسارية والقومية، وهو شعار يحاكي شعار الحزب الشوعي الأردني في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي " من أجل حكم وطني ديموقراطي" والذي رُفع كشعار مرحلي لصعوبة طرح الشعارات الحقيقية للحزب، والتي كانت الظروف الدولية والإقليمية والمحلية، أو ما يمكن تسميته بالظرف الموضوعي، لا تساعد على إشهارها.
وكما عكس ذلك التنصل التاريخي من رفع الشعارات الحقيقية للأحزاب ضعفها النظري والابداعي بترجمة شعارات تناسب خصوصية منطقتنا العربية، فإن الحال ذاته ينسحب اليوم على التيارات التي ترفع الشعارات ذاتها بتحريف أوقعها بخطأ فادح، فالكل يسأل اليوم باستنكار: كيف يكون البلد وطنيا!؟
ومع الاحترام الشديد للأمين العام للحزب الشيوعي الأردني فرج الطميزي، فإن غلطته لا تغتفر، وتعكس حالة من التردي والبؤس التنظيري للحزب، وأُميّة فكرية وسياسية منقطعة النظير.
قال يعقوب زيادين ان الحزب اضطر في منتصف القرن الماضي للممارسة الواقعية السياسية، فقد رفع حينها شعار توطين البدو وإسكانهم في قرى وبيوت تراعى فيها شروط الحياة الكريمة، في وقت كان معظم الأردنيين يسكنون بيوت الشعر ويرتحلون وراء الكلأ والماء، وقد كانت خطوة في غاية الذكاء، وعندما سأله محدثكم عن المقصود بحكم وطني ديمقراطي، قال أي حكومة وطنية ديموقراطية، وهذا مفهوم تماما، أما أردن وطني ديموقراطي! فهذا لغز لا يمكن فكه.
المشكلة الأساسية اليوم التي تواجه الاحزاب اليسارية هي الجمود والجهل، وليس المقصود أن نثقل عليهم في هذه الأيام وهم يخوضون الانتخابات البرلمانية، لكن هذه المقالة لن تؤثر عليهم انتخابيا، فخسارتهم فادحة ومحققة ومقروءة من العنوان.
لا بد لليسار من إعادة قراءة الماركسية وأدبياتها الحديثة، خصوصا الأوروبية، وقراءة تجربة الديموقراطية الاجتماعية في أوروبا، ودراسة النمط الاقتصادي والاجتماعي في بلداننا العربية، من أجل بناء فهم حقيقي للواقع وتقديم البرامج المناسبة التي تطرح الحلول، لكن لا بد من تكون القدرة على التفسير قبل التوجه للتغيير.

نيسان ـ نشر في 2020-11-04 الساعة 23:24

الكلمات الأكثر بحثاً