الهدف مرصود.. فمن هم ضحايا الرشاش الجاهز؟!
نيسان ـ نشر في 2020-11-14
نيسان ـ جورنيكا لوحة فنية شهيرة رسمها الفنان الإسباني بيكاسو، ليخلد مآسي الحرب والحقد النازي الذي دمر قرية جورنيكا عن بكرة أبيها في العام 1937 ولامست اللوحة القلوب؛ فصارت أداة ضد الحرب وجرائم الحرب،.واللوحة محفوظة في متحف الملكة صوفيا في إسبانيا.
وأبو ريشة في قصيدته التي ألقاها في سوريا أمام رئيس وزرائها العام 1948:
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للعلم
إلى أن وصل إلى:
إن أرحام البغايا لم تلد مجرما في مثل هذا المجرم
مشيرا بذلك إلى جميل مردم بك الذي هرب من الباب الخلفي وقدم استقالته ولم يعد يعمل بالسياسة.
رصد الشاعر الهدف وأصابه مباشرة.
ما يدفع إلى هذه المقالة ما أثارته أغنية: الهدف مرصود والرشاش جاهز لدى الأردنيين – علما أن المحتوى سعودي والمطرب غزاوي- والمفعول به أردني. فلماذا كان لها هذا التأثير؟
لوحة بيكاسو جاءت في سياق تاريخي أو لحظة تاريخية أرخت للحرب الأهلية الإسبانية، وما جرته من ويلات .
وقصيدة أبو ريشة جاءت في لحظة تاريخية قيلت عن تخاذله في حرب فلسطين 48 وما " قيل" عن عمالته لفرنسا، فانسحب جميل مردم بك من الحياة السياسية.
فالشاعر رصد الهدف ورشاشه كلمات.ومن لا يؤمن بأهمية الكلمات عليه أن يدرس ما تعرض له الشعراء والمفكرون والفنانون منذ سقراط وكعب بن زهير وابن رشد والنابغة الذيباني والمتنبي وحنظلة!!.
ومن لا يؤمن بأهمية الفن عليه أن يطلع كيف أثارت لوحة بيكاسو الجورنيكا أو لوحة دافنشي في الموناليزا من مشاعر! أو حتى ما أثارته رسوم ناجي العلي من أثر على القضية الفلسطينية!
فالهدف مرصود والرشاش جاهز!
وأخيرا أغنية عبد الله السعايدة " الهدف مرصود والرشاش جاهز" جاءت أيضا في لحظة تاريخية أردنية غريبة، فبعضنا فرح، وبعضنا متألم . بعضنا فقد الأمل ، وبعضنا " حقق الأمل" ولو مقعد بمجلس غير فاعل !!.
واللحظة الأردنية كانت هي المتفجرة وليس الأغنية هي من فجرها. اللحظة الأردنية كانت مزيجا من خيبات الأمل، والأمل الكاذب، والأمل المسكوب هدرا.
ليست الأغنية هي من أطلق الرصاص وليس المطرب، وهو فنان من وجهة نظري، من حمل الرشاش!
علينا أن ندرس اللحظة الأردنية بكل أبعادها:
التوتر والخيبات والمخزون الثقافي. لا يلام الطفل حامل الرشاش وعناية الله، ولا تلام النشمية حاملة الفرح الكاذب. ولا يلام النائب الذي لم نسمع به قبل نجاحه!
هم ضحايا مثلنا.ضحايا الهدف المرصود والرشاش الجاهز!
هل ستدخل أغنيتنا التاريخ كما دخلتها لوحة بيكاسو وقصيدة أبو ريشة؟
المصدر: تنوير الأردن
وأبو ريشة في قصيدته التي ألقاها في سوريا أمام رئيس وزرائها العام 1948:
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للعلم
إلى أن وصل إلى:
إن أرحام البغايا لم تلد مجرما في مثل هذا المجرم
مشيرا بذلك إلى جميل مردم بك الذي هرب من الباب الخلفي وقدم استقالته ولم يعد يعمل بالسياسة.
رصد الشاعر الهدف وأصابه مباشرة.
ما يدفع إلى هذه المقالة ما أثارته أغنية: الهدف مرصود والرشاش جاهز لدى الأردنيين – علما أن المحتوى سعودي والمطرب غزاوي- والمفعول به أردني. فلماذا كان لها هذا التأثير؟
لوحة بيكاسو جاءت في سياق تاريخي أو لحظة تاريخية أرخت للحرب الأهلية الإسبانية، وما جرته من ويلات .
وقصيدة أبو ريشة جاءت في لحظة تاريخية قيلت عن تخاذله في حرب فلسطين 48 وما " قيل" عن عمالته لفرنسا، فانسحب جميل مردم بك من الحياة السياسية.
فالشاعر رصد الهدف ورشاشه كلمات.ومن لا يؤمن بأهمية الكلمات عليه أن يدرس ما تعرض له الشعراء والمفكرون والفنانون منذ سقراط وكعب بن زهير وابن رشد والنابغة الذيباني والمتنبي وحنظلة!!.
ومن لا يؤمن بأهمية الفن عليه أن يطلع كيف أثارت لوحة بيكاسو الجورنيكا أو لوحة دافنشي في الموناليزا من مشاعر! أو حتى ما أثارته رسوم ناجي العلي من أثر على القضية الفلسطينية!
فالهدف مرصود والرشاش جاهز!
وأخيرا أغنية عبد الله السعايدة " الهدف مرصود والرشاش جاهز" جاءت أيضا في لحظة تاريخية أردنية غريبة، فبعضنا فرح، وبعضنا متألم . بعضنا فقد الأمل ، وبعضنا " حقق الأمل" ولو مقعد بمجلس غير فاعل !!.
واللحظة الأردنية كانت هي المتفجرة وليس الأغنية هي من فجرها. اللحظة الأردنية كانت مزيجا من خيبات الأمل، والأمل الكاذب، والأمل المسكوب هدرا.
ليست الأغنية هي من أطلق الرصاص وليس المطرب، وهو فنان من وجهة نظري، من حمل الرشاش!
علينا أن ندرس اللحظة الأردنية بكل أبعادها:
التوتر والخيبات والمخزون الثقافي. لا يلام الطفل حامل الرشاش وعناية الله، ولا تلام النشمية حاملة الفرح الكاذب. ولا يلام النائب الذي لم نسمع به قبل نجاحه!
هم ضحايا مثلنا.ضحايا الهدف المرصود والرشاش الجاهز!
هل ستدخل أغنيتنا التاريخ كما دخلتها لوحة بيكاسو وقصيدة أبو ريشة؟
المصدر: تنوير الأردن
نيسان ـ نشر في 2020-11-14
رأي: الدكتور ذوقان عبيدات