محمد بن عبد الوهاب.. هل كان إصلاحيا؟ أم دمويا تكفيريا؟
إحسان الفقيه
كاتبة أردنية
نيسان ـ نشر في 2015-08-19 الساعة 17:52
لمن يقرأ المبتدأ دون الخبر…
يقرأ نصف مقالة…
نصف جملة…
نصف كاتب…
نصف إحسان…
لتأطيره وتقويله ما لم يقل…
وقد كنتُ أرجو منكمُ خير ناصرٍ على حينِ خذلان اليمينِ شمالها
فإن كنتمُ لا تحفظون مودتي ذمامًا فكونوا لا عليها ولا لها
قفوا وقفةَ المعذور عني بمعزلٍ وخلوا نبالي للعدا ونبالها
“لم يخلُ قرن من القرون التي كثر فيها البدع من علماء ربانيين يُجددون لهذه الأمة أمر دينها بالدعوة والتعليم وحسن القدوة، وعدول ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المُبطلين وتأويل الجاهلين.
ولقد كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب النجدي من هؤلاء العدول المجددين؛ قام يدعو إلى تجريد التوحيد وإخلاص العبادة لله وحده بما شرعه في كتابه وعلى لسان رسوله خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم، وترْك البدع والمعاصي، وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حُرماته المُنتهكة المنهوكة؛ فنهدت لمناهضته واضطهاده القوى الثلاث: قوة الدولة والحكام، وقوة أنصارها من علماء النفاق، وقوة العوام الطغام“.
تلك شهادة بحق الشيخ محمد بن عبد الوهاب أدلى بها الشيخ محمد رشيد رضا، رحمهما الله، وإنما عمدتّ إلى البدء بشهادة لهذا الرجل لأنه عَلَمٌ من أعلام الإصلاح من غير الأراضي الحجازية التي تشبّعت بمنهج ابن عبد الوهاب، بالإضافة إلى أن نشأته كانت صوفية، وهي الطائفة التي تُناصب الشيخ ابن عبد الوهاب العداء، وأخيرًا لأن الشيخ (رضا) يُعد أبرز تلاميذ محمد عبده صاحب المدرسة العقلانية -إلا أنه النسخة المُنقّحة منه-؛ وهو ما يعني أن تكون شهادته ذات قيمة تاريخية كبيرة.
محمد بن عبد الوهاب النجدي، ذلك الرجل الذي ظهر في وقت كانت فيه جزيرة العرب قد غرقت في أوحال الخُرافات ودعاء الأموات والتعلق بالقبور، فقطع رحلة طويلة من الكفاح من أجل رد العباد إلى النبع الأول والمنهج الصافي؛ وهو ما جعل كثيرًا من العلماء يعتبرونه أحد مُجدّدي الإسلام في عصره.
وكحال أي دعوة إصلاحية يستغربها الناس، ويُناصبونها العداء، أطلق خصوم الشيخ على دعوته “الوهابية”، وهي تقال في معرض الذم، استخدمها كذلك المُستشرقون في كتبهم، حتى صارت الكلمة عَلَمًا على دعوة الشيخ يطلقها مبغضوه، وصارت تنسحب لديهم على كافة التيارات السلفية، والتي يسميها الغرب الأصولية الإسلامية التي تنزع إلى العودة للمنابع والأصول الأولى.
لقد شن المستشرقون حملات التشويه ضد الشيخ ابن عبد الوهاب، منهم أمثال “بوركهارت” و”لي ديفيد” و”مارجليوث”، وغيرهم، من ذلك ما ذكره الكاتب الفرنسي “روسو” في عام 1808 م أن الوهابيين أتوا بدين جديد، ومع اعترافهم بالقرآن منعوا الحج، فيما رد عليه “برايدجيس” بقوله: “إن محمد بن عبد الوهاب ومحمد بن سعود يأمران بالحج، ولكن طبقًا لما ورد في أداء هذه الشعيرة في القرآن الكريم، وإنهما يُحرّمان الأعمال البدعية مثل تعظيم الصالحين“.
فلئن كانت خصومة الغرب مُتوقعة لأي دعوة إصلاحية أو حركة تجديدية في ديار الإسلام؛ إلا أن أشد الخصومات والعداوات قد وجدها الإمام ابن عبد الوهاب لدى قومه وبني جلدته من أهل الإسلام، وكما يقول طرفة بن العبد في معلقته:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على المرء من وقْع الحسام المهندِ
وهكذا ظُلم محمد بن عبد الوهاب من ذوي القربى، وتم تشويه دعوته الإصلاحية وإلصاق أبشع التهم بها وبمؤسسها، حتى لكأنَّ الرجل أشد الناس عداءً للإسلام.
فلقد اتهموه بأنه يدّعي النبوة…
اتهموه بسب النبي صلى الله عليه وسلم.
اتهموه بمنع الصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم.
اتهموه بمنع أتباعه من مطالعة كتب المذاهب الفقهية والتفسير والحديث وإحراقها والإذن لأتباعه بتفسير القرآن وفق فهمهم ولو كانوا جُهّالًا…
تهمة التكفير واستحلال الدماء
فأما أعظم التُّهم والفِرى التي أُلصقت زورًا وبهتانًا بابن عبد الوهاب هي تهمة تكفير المسلمين واستحلال دمائهم، وهي صُلب الموضوع الذي نتناوله في هذا المقام؛ نظرًا لأن هذه التهمة ممتدة مُتعدية الأثر، تطال كل أصحاب المنهج السلفي الذي تُمثّل دعوة الشيخ ابن عبد الوهاب حلقة بارزة فيه، بما اشتملت عليه من ثورة على الخرافات والشركيات.
فأن تكون شيعيًا ستجد من يتأوّل لك ويعتذر عنك، ويتحدث عن وحدة الصف.
وأن تكون صوفيًا فستجد من يدافع عنك ويصفك بالصفاء والسمو الروحي، ويزعم لك أنه الدين الصحيح.
أما أن تكون سلفي المنهج تدعو إلى تصحيح الاعتقاد ونبذ الخرافات واتّباع النصوص، فأنت إذًا وهابي تُكفّر الناس وتستبيح دماءهم؛ وقطعًا أعني بالسلفية منهج اتباع السلف الصالح لا أعني تيارًا محددًا أو اتجاهًا فكريًا معينًا.
ومن يطالع التهم المُلصقة بالشيخ ودعوته يجد أنها كلام تمّ تأويله أو اجتزاؤه أو بترُه من سياق تام، أو أنه مجرد كلام مرسل في مقابل النص الصريح الكامل؛ بمعنى أنهم يقولون: فعل محمد بن الوهاب كذا وقال كذا، بينما كل ما سطّرته يداه ونُقل إلينا عبر الكتب المطبوعة الموثقة يعارض وينسف هذه التلفيقات والتهم؛ فهل كان ابن عبد الوهاب يؤلف كل هذه الكتب التي تُبين منهجه للعالمين تُقية؟
فما هو المنهج الذي يريد أن ينشره ابن عبد الوهاب إذن؟
مسائل ضرورية لفهم منهج الشيخ
وحتى نرد على هذه التهمة، لا بد أولًا من التطرق إلى عدة مسائل؛ حتى نتمكن من فهم منهج الشيخ ابن عبد الوهاب في التعامل مع الآخرين في قضية التكفير.
المسألة الأولى: لا دين يخلو من التكفير
فهذه مسألة قطعية، ليست هناك شريعة أو مِلّة إلا ولها أصولها التي يَكفر من يُخالفها، وحتى أصحاب الملة الواحدة كالمذاهب المسيحية يُكفّر بعضهم بعضًا لاعتقاد خروجهم عن الأصول.
فأن يقوم العالم بتكفير شخص ما، توافرت فيه شروط التكفير وانتفت عنه عوارض الأهلية من جهل وإكراه ونحوهما؛ فلا يُطلق عليه أنه (مكفراتي) مُستحِلّ للدماء.
فلا ينبغي أن يكون التكفير فزّاعة تحمل المسلمين على إثبات براءتهم من هذه التهمة بتمييع الدين، والرضى بكل ما يخالف أصول الديانة.
المسألة الثانية: التفريق بين وصف الفعل ووصف الفاعل
فمما هو معلوم من منهج أهل السنة والجماعة أن وصف الفعل بالكفر لا يستلزم إطلاقه على الفاعل، بمعنى: إذا رأيت رجلًا يطأ مصحفًا فهو فعل كفري، لكن لا يُطلق على الفاعل المعيّن أنه كافر إلا بعد إقامة الحجة؛ فربما كان جاهلًا بكونه مصحفًا أو أنه مُكره على هذا الفعل.
المسألة الثالثة: الاعتقاد في وجود الله وربوبيته على خلقه ليس كافيًا في إثبات الإيمان
فمشركو مكة كانوا يعتقدون أن رب العباد والخالق والرازق هو الله: “ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله”، لكنهم توجهوا إلى الأصنام بصنوف العبادات من دعاء واستغاثة وذبح ونحوه ليُقرّبهم إلى الله “والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى”، ومع ذلك سماهم الله مشركين.
المسألة الرابعة: ليس كل من يقاتله الإمام كافرًا
فكل طائفة لها شوكة امتنعت عن تطبيق فريضة وجب قتالها بعد دعوتها؛ فأبو بكر الصديق قاتل مانعي الزكاة بعد وفاة رسول الله وأجمع الصحابة على صحّة فعله، مع أنهم لا يكفرون بفعلهم هذا.
وأدعو القارئ إلى استحضار هذه الأربع في أثناء قراءة السطور القادمة؛ لأنها تعتبر أرضية لفهم منهج الشيخ في نشر الدعوة، وتفسيرًا للمعارك التي خاضها مع الإمام محمد بن سعود ضد القبائل.
دعوة إصلاحية وسيف يحمي الحق
“قلب يطل على أفكاره، ويد تُمضي الأمور، ونفس لهوها التعب“.
فكأني بقول البُحتري هذا يجسد شخصية المُصلح المجدد محمد بن عبد الوهاب.
لك أن تتخيل أوضاع الجزيرة العربية التي نشأ في كنفها محمد بن عبد الوهاب:
قبور مزعومة لأنبياء وصحابة دون أدنى دليل على صحة نسبتها إليهم.
هذا يستغيث بالشيخ الميت، وهذا يستشفي بتُربته، وهذا يتعلق بضريحه طالبًا الغوث، وتلك تتمسح بالمقام تطلب الإنجاب؛ ظلمات من الجهل بعضها فوق بعض.
فانبرى ذلك الشاب محمد بن عبد الوهاب ابن العُيَينة يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، متنقلًا من مكان إلى مكان حتى وصل إلى الدرعية، مستمرًا في دعوته الناس إلى صحيح الاعتقاد؛ حتى بايعه أمير الدرعية محمد بن سعود على الدعوة إلى الله والتمسّك بالسنة المُطهرة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فأصبحت الدرعية تحكم بشريعة الإسلام، وتغيرت حياة الناس فيها تغيُّرًا جذريًا، وصارت مركزًا للدعوة الإصلاحية.
وظل الشيخ بعدها في مساندة محمد بن سعود يُراسل رؤساء القبائل ويدعوها إلى نبذ الشرك والخرافات؛ فاتخذ الكثيرون منهم موقفًا عدائيًا تجاه الشيخ، ومنهم من أغارَ على القبائل التي دخلت في حلف ابن عبد الوهاب وبايعته.
وإزاء هذا الإعراض عن تطهير البلاد من الشركيات الجليّة، لم يجد الشيخ وحليفه ابن سعود بُدًّا من قتال أولئك المُعرضين؛ حتى يفيؤوا إلى الحق، بالتوازي مع دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وتعليم الناس أمور دينهم.
إذا لم تكن إلا الأسنة مركبًا فما حيلة المضطرّ إلا ركوبها
منهج الشيخ في التكفير
لم يكن الشيخ كما أُشيع عنه يكفر عموم المسلمين، أو يُكفر المُعيّن دون إقامة الحجة عليه وبعد دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان الحق فيما يعتقده في الأولياء والأضرحة والشجر والحجر.
وهذه التهم أُثيرت في حياته وبعد مماته، وقام هو بالرد عليها بكلام صريح، وأرسل بها إلى الأقطار يتبرّأ من هذه التهم المنسوبة إليه زورًا، ويُبيّن منهجه الذي استقاه من الوَحيين، فمن ذلك قوله: “وقولكم إننا نُكفّر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين”.
وقوله في رسالة إلى أحد مطاوعة ثرمداء: “أما ما ذكره الأعداء عني أني أُكفّر بالظن، والموالاة، أو أُكفر الجاهل الذي لم تُقم عليه الحجة؛ فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله”.
وقوله في الرد على أحد خصومه “ابن سُحيم/ سليمان الحنبلي”: “والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أمورًا لم أقلها، ولم يأتِ أكثرها على بالي؛ فمنها قوله إني أقول إن الناس من ستمئة سنة ليسوا على شيء، وإني أُكفّر من توسّل بالصالحين، وإني أكفر البوصيري، وإني أُكفر من حلف بغير الله… جوابي عن هذه المسائل أن أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم”.
وقال الشيخ: “نُشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نُكفّر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك”.
وقال ردًا على أحد علماء العراق: “ما ذكرتم أني أُكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكِحَتَهُم غير صحيحة؛ ويا عجبًا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون؟!”.
واقرأ قوله في البوصيري، صاحب “قصيدة البُردة” التي احتوت على أمور مخالفة للعقيدة الصحيحة، قال: إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلوّ في الدين، وماتوا، لا يُحكم بكفرهم؛ وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيُردّ أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرّض للأموات؛ لأنه لا يُعلم هل تاب أم لا.
وردّ على من يتهمه بتكفير من لم يُهاجر إليه قائلًا: “وإذا كنا لا نكفر من عبد القبور من العوام لأجل جهلهم، وعدم من ينبههم؛ فكيف نُكفّر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا، (سبحانك هذا بهتان عظيم)”.
النقولات الموثقة عنه كثيرة، وتُوضّح أنه لا يُكفر عموم المسلمين، ولا يُكفر أحدًا من المسلمين لمجرد فعله دون بينة على كفره، وأنه يُفرق بين إطلاق وصف الكفر على (الفعل) وبين إطلاقه على (الفاعل) كما بينا في المسائل السابقة.
ومن ذلك؛ نعلم أن تكفيره للبعض، كابن سحيم، كان لإصراره على اتخاذ الأولياء وأهل القبور وساطة بين المخلوق والخالق ودعائهم، وذلك بعد أن أقام عليه الحجة بالعلم.
الذين ناصبوا الشيخ العداء
أولهم الصوفية القبوريون؛ لأن الشيخ كان يهدم القباب والأضرحة التي كان الناس يصرفون إليها الدعاء والذبح والنذر والاستغاثة، وهو أمر لا جدال في شرعيته؛ ولذا يسميه القبوريون هو وابن تيمية وابن القيم “ثالوث الكفر”، وإذا ما تحدثتَ أمام صوفي عن تحريم دعاء الأموات والاستغاثة بالأموات والأولياء فعلى الفور يقول لك وهو منتفخ الأوداج: أنت وهابي.
والشيعة كذلك يناصبونه العداء؛ لأنه يخالف منهجهم في عقيدة الإمامة، ويُنزل الصحابة والخلفاء بحسب منازلهم التي أنزلهم الله تعالى، ويُخالفهم في موالاة الصحابة، ويتصدّى للشيعة الذين يُكفرون الصحابة، ويقذفون عرض السيدة عائشة زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فصارت كلمة “وهابي” لدى الشيعة عنوانًا على كل من يخالفهم في هذه الأمور.
وأما الغرب فعداوته ظاهرة، وبرزت في تناول المستشرقين للشيخ ودعوته بكثير من الخُبث المألوف في مناهجهم، والتحريف في الجانب التشريعي والسلوكي، وإن كان البعض منهم قد أنصفه.
ودعوة الشيخ لدى الغرب هي امتداد للدعوة الأولى الصافية، التي ترتعد فرائصهم من التفكير في عودتها. ولذا؛ ينعتون الإسلاميين الذين أُشربوا هذا المنهج بالأصوليين، كما أوضحت سابقًا.
وأما العلمانيون والليبراليون فعداوتهم معروفة لكل فكرة إسلامية، وتجاه أي هيمنة للشريعة الإسلامية على مناحي الحياة.
قالوا عن الشيخ:
“أول ما دعا إليه كلمة التوحيد وسائر العبادات التي لا تنبغي إلا لله، كالدعاء والذبح والنذر والخوف والرجاء والخشية والرغبة والتوكل…؛ فلم يَبْقَ أحدٌ من عوام نجد جاهلًا بأحكام دين الإسلام؛ بل كلهم تعلم ذلك بعد أن كانوا جاهلين“، محمود شكري الآلوسي.
“كان الوهابيون في عقيدتهم ومذهبهم على طريق أهل السنة والجماعة والأساس الأصلي لمذهبهم هو توحيد الله“، محمد بن قاسم في كتاب “تاريخ أوروبا”.
“وإذا ذهبنا نبحث في الدعوة في مصادرها ونتولاها بالنقد والبحث والتحقيق وجدنا أنها لا تختلف عن مذهب الإمام أحمد بن حنبل إلا في بعض التبسيط والتطويل، وليس للوهابيين مذهبٌ خاصٌ يُدعى باسمهم كما يقول بعض الحاملين عليهم“، عمر أبو النصر في كتاب “ابن سعود”.
“ولم يكن للإصلاح الذي بدا زعيمًا له هدفٌ سوى إعادة شريعة الرسول الخالصة إلى سابق عهدها“، المستشرق سيديو في “تاريخ العرب العام”.
“الوهابية اسم لحركة التطهير في الإسلام، والوهابيون يتبعون تعاليم الرسول وحده، ويهملون كل ما سواها، وأعداء الوهابية هم أعداء الإسلام الصحيح“، دائرة المعارف البريطانية.
وأخيرًا:
أرى كالعادة عندما أتحدث عن رموز الإسلام أنني لم أقدم شيئًا، لكن عزائي أنها محاولة بجُهد المُقل في الذبّ عن أعلام الأمة، وإنني لأنتظر في العادة هجومًا عنيفًا يشنه أعداء الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكل منهم يأتيني بمقطع يتم تأويله أو اجتزاؤه من سياقه لكي يُثبت أن الشيخ كان (مكفراتيًا) ضالًا يستبيح الدماء، ووَددتُ من كثرة مطالعتي عن الشيخ لو أنني أرد عليها كل تعليق على حدة، غير أنني لن أضيع الوقت والجهد الذي أوجهه لقضايا أخرى في الوقوف عند شأنٍ بعينه، وحسبي ما كتبتُ، فربي أعلم بما في قلبي ونيتي.
ولن تكون هي الحلقة الأخيرة في الذب عن الإمام، ولا الأئمة الأعلام ورموز الأمة؛ فهي إحدى جبهات النزال في معركة الوعي وتصحيح المفاهيم.
التقرير