هل صدر قرار بـ (تلطيف) اجواء مدرجات (الوحدات والفيصلي)؟
نيسان ـ نشر في 2015-08-19 الساعة 22:17
x
نيسان ـ لقمان إسكندر
جميع المؤشرات تقول إن قرارا أمنيا اتخذ من أجل تمرير آمن لمباراة كأس الكؤوس التي يشارك فيها قطبا كرة القدم الأردنية الوحدات والفيصلي.
دفعة واحدة وكأن هناك من أصدر الأوامر، برزت العديد من المؤشرات التي تدفع الى القول بذلك أولها اعلان التلفزيون الأردني انه ينوي- استثنائيا -بث المباراة ما يعني تخفيف الضغط على المدرجات وبالتالي تقليص أعداد الجماهير الراغبة بالحضور.
أمر آخر برز أيضا وهو الخطاب الذي وجهه رئيس نادي الوحدات النائب طارق خوري لجماهير النادي والذي أبلغهم فيه بأنه سيقترح على اتحاد كرة القدم (تخصيص جائزة للجمهور اﻷرقى خلال الموسم تمنح لجمهور النادي المتميز بتشجيع رياضي يمثل اﻷخلاق الرياضية العالية)، مذكرا إياهم بان الوحدات يريد الفوز بكأس كؤوس اﻷخلاق الرياضية وليس فقط بالمباراة.
فيما دخل المطرب الأردني الأشهر عمر العبداللات في أغنية ارتدى فيها قميصا شطره أزرق تمثلا بالنادي الفصيلي وشطره الآخر اخضر تمثلا بنادي الوحدات.
هي توجهات كثيرا ما طالبت بها العديد من الفاعليات الوطنية المتابعة لما يجري في المدرجات، عبر قيادة الدولة لمشروع لا مجال لفشله عبر انهاء الانقسام السخيف في المجتمع بين فيصلاوي ووحداتي.
نحن نتحدث اليوم عن وطن صار شبه جزيرة من المخاطر التي تحده. شرقا وغربا وشمالا. وهي مخاطر غير مسبوقة تهدد نيرانها المنطقة بأسرها وليس قطرا عربيا واحدا فقط. والمطلوب في هذه الحقبة الحاسمة حماية الأردن في البدء داخليا.
تدرك المنظومة الأمنية أن كلمة سر نجاحها أولا وأخيرا المواطن، وهذا يعني أن علينا أن ننسج علاقات متينة معه من أجل النهوض بسياج أمني عنوانه أولا المواطن.
لم تخرب الأقطار التي حولنا أولا لان داعش دخلتها، بل لان مجتمعاتها كانت تعاني من انشطارات فتت لحمتها وصار معها أي هزة تعني حربا أهلية كما هو حاصل اليوم في العراق وسوريا وليبيا واليمن.
ومهما كان السياج الأمني الداخلي لأي بلد قوي لا بد أولا أن يتعزز هذا السياج بجدار اجتماعي متين، تعجز كل المحاولات الإرهابية عن اجتيازه.
خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها بحاجة لان تتحول الى مشروع فكل الظروف الراهنة مواتية ليشعر الناس بأنهم أولا مسؤولون عن امن وطنهم قبل أن يأتي دور الأجهزة الأمنية.