مسابقة أجمل قطة...حين يصبح الغنى بعضا من إرهاب

نيسان ـ بقلم لقمان اسكندر
جائحة الموت تخطف ارواحنا.. وبعضنا أقام حفلة لاجمل قطة في الاردن.
ربما مثلي من كوكب آخر او عصر مضى.
معقّد؟ ربما عقّدني جوع الناس. ربما عقلي قاصر عن فهم أن يصرف البعض ثلاثة رواتب على تربية كلبته فيما على بعض "مقرط عصا" اطفال مصابون بفقر الدم وانعدام الخبز واختفاء الكاز .
ربما. وربما عقّدني مريض يتأوه ولا يجد في جيبه ما يأخذه الى المستشفى، ثم اذا نظرت رأيت بعضنا مشغول باحتفال وفعاليات جادة لملكة القطط.
معقّد؟ ربما عقدني فقر يتسع، وجوع انهك الاسر، وبطالة سقفها السماء، وشباب تائه لا يدري ما المصير، ورجال لا يسعون الا أن يكونوا مثل آبائهم يغادرون صباحا الى اعمالهم، ثم يعودون مساء.
مسابقة لاجمل قطة في الاردن، هي مسابقة في وجهها الاخر لأكثر رجل شعر بالغضب من هذه الفعالية.
هي دعوة لتحويلنا الى مجتمعين: الاول يهش طربا لجمال قطته، وفي الثانية رجل ينظر لطفلته الجائعة تتلوى، او ربما هي تشتاق لارتداء شيئا يقيها برد هذا البرد.
معقّد؟ او ربما مثلي من كوكب آخر او من عصر مضى.
لا عيب في الغنى، فبعضه متعة، الا اذا صرف على متعة الكلاب. هنا يصبح الغنى بعضا من الارهاب.