المسألة أكبر من محاولة قتل رئيس الجامعة الاردنية .. هناك تطور جرمي ستتوقف عنده الأجهزة الأمنية طويلا
نيسان ـ نشر في 2015-08-20 الساعة 19:41
x
نيسان ـ
ايراهيم قبيلات
في سابقة هي الأولى من نوعها على التطور الجرمي في المجتمع الأردني، أوصل موظف في الجامعة الاردنية ظرفا يحوي متفجرات للرئيس د. خليف الطراونة.
يبدو الخبر صادما. وهو في ظني صادم للاجهزة الأمنية أيضا فعينها ترى ما لا نراه نحن المدنيين.
كنا قد اعتدنا في خلافاتنا على أن نحمل أولاد عمومتنا وأصحابنا ونذهب للخصم. نرميه بالحجارة ونهجم عليه بالقناوي، ونشتمه بأبشع الالفاظ المسموحة وغير المسموحة.
كل هذا كان تحت السيطرة بالنسبة الى الأمن. ولاحقا سنذهب بعطوة عشائرية لمن (انفشخ) خلال فورة العصبية وتنتهي الأمور.
اليوم تطور الأمر، وصار الاستخدام الأبرز للأسلحة بشتى أنواعها، باستثناء الدبابات والطيارات طبعا والأسلحة الثقيلة.
وكل ذلك كان مسيطرا عليه، أو يكاد. رغم أن انفلاتات هنا وهناك ظهرت وسقط فيها للأسف ضحايا ومنها شواهد مؤتة وغير مؤتة.
اليوم العقلية الجرمية تطورت وصارت الجريمة تقع في الخفاء. تماما كما الافلام البوليسية. ورغم أن حادثة الدكتور الطراونة مرت بسلام، لسوء صناعة المتفجرات، لكن من منا مطمئن أن الجناة سيطورون (فنياتهم الجرمية) ويصنعون جريمة بكامل تفاصيلها.
المشهد اختلف بعد أن جنح البعض الى التكنولوجيا في إدارة أزماتهم وهذا ما علينا أن نرتعب أمامه.
الكارثة ليست في هذا فقط، بل في تطور مؤسسات الدولة والمجتمع بأسره.
فخلاف (الطرد الملغوم) لان الجامعة رفضت تجديد عقد الجاني. من سيجرؤ بعد اليوم على إنهاء خدمات موظف؟ ومن سيمتلك القرار بنقل آخر من مكان الى مكان لصالح العمل؟
هذا شأن يؤكد بان البعض في المجتمع مستعد أن يذهب بالعنف الى إنهاء حياة شخص لخلافات وظيفية.
الخشية ان نشهد حالات أخرى غير الحالة فردية التي أقدم عليها موظف أنهى الستين من عمره وانفق جل وقته في الجامعة، و ما يزال اثنان من أبنائه موظفين رسميين في الجامعة ذاتها. ويفعل ذلك دون أن يتحرك له جفن؟
كان رد الرجل على قرار الجامعة بعدم تجديد العقد له للمرة الثانية على التوالي أكبر من حجم توقعات الجميع.
نتفهم حاجة الرجل للوظيفة وقد يكون مارس كل ألوان الضغط على الجامعة للحصول على سنة إضافية يودع بها ربيع القلب، لكنه بفعلته هذه يكون فتح نافذة أمام المتعطشين للأفكار الشيطانية فكيف سنغلقها؟