الصين والعرب
رضا احمودى
كاتب تونسي
نيسان ـ نشر في 2015-08-21 الساعة 19:28
وأنا أقرأ عدد نيسان 2015 من مجلّة "الصين اليوم" لفت انتباهي عنوان "الشّوامل الأربعة تحكم الصّين في المرحلة الجديدة" في الصفحة 12.
الصين التي عدد سكانها خمس سكان العالم واكثر من سكان كل الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية واليابان !!!
احتلّ الموضوع أربعة صفحات نصفها صور جميلة عن الصين.
وتكرّرت فيه كلمة "إصلاح" 21 مرّة .
أهم المصطلحات الموجودة في الموضوع : الاستراتيجيّة - البناء الشامل - حكم القانون - الانضباط الحزبي - القوّة الوطنية الشاملة - العدالة والانصاف بالمجتمع - العدالة والتّنمية المستدامة - التّجوّل والارتقاء - الديموقراطية الشعبية - الارتقاء بالقوّة الثقافية الناعمة - الحضارة الايكولوجيّة - النهضة العظيمة للأمّة الصينيّة - الحكم والادارة - مجتمع رغيد الحياة - تعزيز الوعى بسيادة القانون - التّناسق بين الكلّى والجزئى - تعزيز النزاهة الحكومية ودفع الاستقامة والشفافيّة والسياسات العقلانية المعتدلة وتلبية ارادة ومطالب الشعب وكسر الهيكل المزدوج بين الحضر والريف وبناء بيوت جميلة للفلاحين وتعزيز القوة الوطنية المادية والمعنوية وتحسين مستوى الحياة الروحية والمادية لابناء كل القوميات وتجسيد العدالة والانصاف - التطور المتزامن للتصنيع وتكنولوجيا المعلومات والتحول الحضرى والتحديث الزراعى - بناء مجتمع رغيد الحياة هو هدف استراتيجى يحتل المكانة القيادية - التفيذ الشامل لحكم القانون يتجاوب مع الاصلاحات العميقة الشاملة وهما يشكّلان معا جناحي طائر وعجلتي مركبة - مساهمة هامة فى الافكار الادارية العالمية - التخطيط الشامل -شهدت العديد من الدول فى منطقة غربى آسيا وشمال افريقيا اضطرابات وتغييرات وتحوّلات (لم يستعملوا مصطلح ثورات) وتسعى تلك الدول لاستكشاف طرق التنمية المتفقة مع احوالها الواقعيّة .
لاحظت غياب كلّي في الموضوع لمصطلحات : امبريالية - رجعية - صهيونية - استعمار - ثورة - طاغوت - قوى الاستكبار العالمى -تفدّميّة - اجتثاث - عمالة - خيانة - ذكتاتورية - تجفيف منابع - حرب .
الخطاب السياسي الصيني اليوم يريد أن يكون خطابا حضاريّا وواقعياّ ومنهجيّا ومنطقيّا. فيما يصر الخطاب السّياسي العربي على الاستحمار وإعادة إنتاج الإستحمار .
المواطن العربي مصدوم من الخطاب الهزيل لساسة يعانون من الهزال الفكري ومن فقر دّم وطني حار!