اتصل بنا
 

عن شباب القرية

نيسان ـ نشر في 2020-12-06 الساعة 13:24

نيسان ـ كان شباب القرية وجه قريتهم المشرق، حين تقول شباب، أول ما يتبادر إلى ذهنك القوة والفتوة والسواعد المفتولة والزنود القاسية. الشباب يعملون طيلة النهار، يحرثون، يزرعون يحصدون يقلعون يبنون أسوار الحجر يشذبون الأغصان يحفرون قنوات الماء يحتطبون ويطينون البيوت.
وقت الراحة قليل، لكنهم مبادرون دائمًا. إنكَ لن ترى جدةً تمشي وبيدها شيء وزنه أكثر من كيلو غرام واحد، سيركضون ويحملون عنها. إنكَ لن تجدَ سقفًا يدلف الماء منه إلا وطينهُ الشباب، كذلك حين ينتشر خبر عن ضبع لئيم يحوم حول القرية، يتربصون به ثم يخلعون حنكه في مغارته.
شباب القرية، يعني السُمرة الشهية التي تشبه تشهد الجدات عند الضُحى، يعني البياض شقّ اللّفت، يعني حين ينظفون ساحة القرية قبل العرس بيوم، يعني الدبكة وفن ركل الأرض فرحًا والذبح والسلخ منذ منتصف الليل، يعني المشارة والزفة و"عُق بَالك" التي تملأ سماء العرس.
كان جدك الثالث شابًا مبادرًا لا يأخذ أجرًا على عونة الحصاد والفراط، كان يحفظ السلم المجتمعي قبل أن تولد المؤسسات الغربية لحماية المجتمعات. وك انته ابن مجتمع عريق.. بس مش عارف.

نيسان ـ نشر في 2020-12-06 الساعة 13:24


رأي: علي عبيدات كاتب

الكلمات الأكثر بحثاً