الـ (جيم) عضلات أكبر وعقول أصغر .. عندما تصبح الرياضة هوساً
نيسان ـ نشر في 2015-08-22 الساعة 09:07
تقول الحكمة اليونانية «العقل السليم في الجسم السليم»، ولكن.. أين عقول شبابنا اليوم؟ ومع انتشار موضة الـ«جيم» والعضلات، وهوس «سيلفي» الجيم، انقلبت هذه الحكمة رأساً على عقب!
هُناك فئة من الشباب تمارس الرياضة باستمرار للمحافظة على الصحة واللياقة، كما اوصانا رسولنا الكريم: «إن لبدنك عليك حقا».
وفئة أخرى من الشباب، ظهرت عضلاتهم واختفت عقولهم، باستخدامهم حقن الهرمونات التي تساعد على نمو العضلات اسرع واسهل، مما يؤدي إلى تعرضهم للإصابة بأمراض خطيرة. فهل يدرك الشباب ما يفعلون بصحتهم؟
وكيف نحمي شبابنا من هذه الأمراض الخطيرة؟
في التحقيق التالي نتعرف على آراء عدد من الشباب وطبيب متخصص لتوضيح الصورة الصحيحة والاسلوب القويم لممارسة الرياضة خاصة في وقت تتزاحم فيه مواقع التواصل الاجتماعي بصور من نفخ عضلاته متباهيا ومشجعا باقي الشباب على التوجه الى صالات الرياضة لنفخ عضلاته.
في حين ان ممارسة الرياضة تعني اكساب الجسم اللياقة البدنية السليمة التي تزيد من قوة الجسم وتحمله ولا تضر بالعضلات كما يفعل بعض الشاب وهم على خطأ.
جميل ان يكون الشاب قويا لكن الأجمل الا تتحول الرياضة الى هوس يشغل عقله ويشوه مظهره.
أنت ما تأكل
في لقاء مع دكتور التغذية أحمد حسن قال «التغذية هي الأساس، أنت ما تأكل، فما تأكله هو الذي يشكل جسمك، هي معادلات طردية ..
طعام صحي = جسما صحيا
طعام كثير = جسما كبيرا
طعام قليل = جسما نحيفا
إذا اردت جسما صحيحا، فعليك أن تأكل طعاما صحيا».
واضاف، إذا كان الشاب يعاني من النحافة، فهذا يعني ان لديه قصورا في الجانب الغذائي، فعليه اولاً بمعالجة هذه النقطة ومن ثم الذهاب إلى الصالة الرياضية.
ويجب أن يتوفر في طعامه المكملات الغذائية وهي البروتينات، والفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات الطبيعية، مثل البيض والالبان والاسماك واللحوم وهناك الكثير من البروتينات الطبيعية التي تقوي الجسم.
وانصح الشباب بالابتعاد عن حقن نمو العضلات التي تبرزها بشكل سريع، فهي هرمونات تدخل إلى الجسم زيادة عن اللازم بشكل غير طبيعي، وبالتالي تؤدي إلى نتيجة سريعة ولكن تسبب الأمراض على المدى البعيد، مثل تلف الاعصاب، والعقم، وبعد ذلك لم يعد للشاب قدرة المحافظة على عضلاته، فتتحول العضلات إلى دهون مرة أخرى.
لذا لابد من الاشارة الى ضرورة استشارة الطبيب في حالة الجسم النحيل اذ يمكن كشف السبب بسوء التغذية او غير ذلك عندها يجب الاهتمام بالتغذية اولا قبل التوجه لبناء الجسم في الصالات الرياضية.
رأي الشباب
يقول سعود كروز، «كنت ابلغ من العمر 16 عاما عندما بدأت ممارسة الرياضة والذهاب إلى الصالة الرياضية بعد إصابتي بقطع في الرباط الصليبي، وهي بسبب لعب كرة القدم دون تسخين. فاصبح الجيم شيئا ضروريا في حياتي، للمحافظة على لياقتي وصحتي والوقاية من الأمراض».
واضاف انه بعد الإصابة ادرك ان كل عضلة في الجسم لها وظيفة، وكل عضلة تساعد العضلة الأخرى وتكملها. وقال ضاحكاً لا الوم الشاب الذي ينشر صورته في الصالة الرياضية أو صور عضلاته، لأن الشخص يشعر بسعادة تطوره ويحب ان يرى الجميع ذلك ويشجعهم. وأوضح انه ضد حقن العضلات بالهرمونات لأنها عملية ضارة جدا وتغير في الهرمونات الطبيعية في الجسم، وتجعل شكل الجسم غريبا.
حلم الطفولة
من جهته، قال شريف ولي الدين ذهابي إلى الصالة الرياضية هو بداية حلمي منذ الصغر، وهو التحاقي بالكلية الحربية. واضاف، انه لم ولن يفكر في حقن تضخيم العضلات، لأنه يضر الجسم ويسبب الأمراض. لكن للأسف يوجد بعض الشباب الذين يفضلون ذلك اما لجهلهم بمدى ضررها او لإرضاء رغبتهم بالظهور امام العلن بأجسام منفوخة. ونرى بعض الشباب الذين يختالون في مشيتهم لإبراز عضلاتهم او يلبسون قميصا دون اكمام للفت النظر الى ما صنعوه بعضلاتهم.
مكملات غذائية
من جهته، قال أحمد مصطفى أحب الاهتمام بنفسي وبشكل جسمي ولذلك قررت الذهاب إلى الصالة الرياضية، وما زلت مستمراً منذ ثلاث سنوات.
وأضاف مصطفى، انه لاعب كرة قدم، وكرة القدم هي حلم حياته ومستقبله ويجب عليه المحافظة على الصحة واللياقة البدنية. لكن هناك العديد من الدعايات حول المكملات الغذائية المعلبة المنتشرة في المحلات او الصيدليات ومنهم من يتناولها يوميا بعد التمارين، لكن الأطباء ينصحون الشباب بتناول المواد الغذائية الطازجة والطعام الصحي، ورغم ذلك هناك الكثير من الشباب يتناولون المكملات الاصطناعية.
التوازن بين الصحة واللياقة وكمال الأجسام
لا شك ان التوازن بين الصحة واللياقة وكمال الأجسام مطلوب وجيد ان يتمتع الشخص بقوة ومظهر جميل لكن دون مبالغة، كل ما زاد عن حده انقلب ضده.
في لقاء مع الشاب عمرو مكي قال السبب الرئيس الذي جعلني افكر في الذهاب إلى الصالة الرياضية هو نحافة بدني، فقررت الذهاب واتباع نظام غذائي، وما زلت مستمرا منذ ثلاث سنوات.
وأضاف مكي، انه لم يفكر في حقن تضخيم العضلات، لأنه لا ينفع الجسم بل يمرضه. واقتنع بان الغذاء السليم يحقق الجسم السليم.
الصحة أولاً
من جهته، قال الشاب اسماعيل صابر عندما كنت صغيراً ذهبت مع أخي الكبير إلى الصالة الرياضية، ومنذ ذلك الوقت أحببت الرياضة، وبدأت بالذهاب إلى الصالة الرياضية باستمرار، واتباع نظام غذائي مع المكملات الغدائية، ولم اعرض صحتي للخطر بحقن جسمي بمواد تضر صحتي في المستقبل، لأن المبدأ الذي أتبعه هو الصحة اولا والمظهر الرياضي لجسم الشاب جميل وملفت للنظر وأفضل من النحيل، لكن يجب الا نضيع وقتا في بناء الجسم وننسى بناء العقل والمطلوب التوازن في بناء الجسم والعقل معا.
حقن الهرمونات
قال صالح كريم، اذهب إلى الصالة الرياضية باستمرار منذ ثلاث سنوات، ويرجع ذلك إلى نحافة بدني، كنت نحيفا جدا، لكن مع الرياضة المستمرة، تكونت عضلات جسمي بشكل سليم ومتناسق. وذكر كريم، كثير من الناس يعتقدون أن حقن تضخيم العضلات هو حقن يحتوي على مواد ضارة، ولكن من وجهة نظري ان كثرة استخدامها يجعلها سببا رئيسيا في التعرض إلى الامراض.
وهنا تلعب الدعايات دورا كبيرا في الترويج لمثل هذه الأدوات ويمكن للإعلام ان يلعب دورا كبيرا في توعية الشباب حول ما هو صحيح وسليم وما هو ضار.
يقول الفنان الشاب شادي شامل امارس الرياضة منذ الطفولة، وما زلت مستمراً في الذهاب إلى الصالة الرياضية يومياً منذ 6 سنوات، ولم افكر يوماً في حقن هرمونات نمو العضلات، بل اعتمدت على النظام الغذائي والمكملات الغذائية.
وأضاف، ان الرياضة مهمة للصحة أولاً، والفنان يجب ان يظهر بصورة حسنة امام الجمهور.
وقال شامل انصح الآباء أن يعلموا أطفالهم التمارين الرياضية، وممارسة الرياضة مثل السباحة وكرة المضرب «التنس» والاسكواش، فالرياضة ليست مفيدة للصحة فقط بل تبعد الانسان عن السلوكيات السيئة والطرق غير المستقيمة.
سلبيات الحقن
ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية، حقن شاب برازيلي عضلاته بمادتي الزيت والكحول، في محاولة منه ليصبح شبه الرجل الأخضر أو ذا هالك، في مخاطرة كبيرة بحياته.
وأشارت الصحيفة إلى أن حقن العضلات بمثل تلك المواد قد يتسبب في تعرضها للبتر، إلا أن روماري دوس سانتوس ألفيس، البالغ من العمر 25 عامًا، حقن عضلاته بهذا المزيج القاتل، حتى أصبح محيط عضلاته ما يقرب من 64 سنتيمترًا، ما تسبب بإصابته بعدد من الأمراض، لدرجة أنه حاول الانتحار عندما كانت زوجته حاملًا في الشهر السادس.
وقال ألفيس للصحيفة البريطانية، إن الأطباء قالوا إن ما يفعله قد يتسبب في بتر يديه، لأن عضلاته تحجرت، حتى أخبره أحد الأطباء أنه لا داعي لذلك ومن الممكن استئصال العضلات المتحجرة فقط.
واضاف ألفيس والذي عمل كحارس من قبل، إن عضلاته الضخمة تخيف الأطفال في بلدته، والذين ينادونه بالوحش، ويهربون عندما يظهر أمامهم، إلا أنه مع ذلك فخور بما فعله، ويرى أن عضلاته وشكل جسده مذهل!
آلاء محمود العجوز - جامعة عجمان - كلية الإعلام
احد التحقيقات الفائزة بجائزة كليات الإعلام في الامارات