ونحن نحتفل بالمئوية علينا أن نشعر بالخجل..تعليمنا مسخرة

نيسان ـ إبراهيم قبيلات...من يستطيع من المسؤولين أن ينام الليل من دون أن يرتعب من الحال الذي وصلت اليه العملية التربوية في البلاد؟.
أظنهم ينامون ليلهم الطويل حتى أنهم لا يحلمون أحلاما مزعجة .
على أن نومهم وإن بدا عميقا لا يعكس نصرا وراحة؛ فحجم الإضرار الجسيمة التي تكبدها القطاع الاكاديمي الاردني ستتحول إلى لعنة تطاردهم في حلهم وترحالهم.
ما يخيف حقا ليس في أننا بحاجة عاجلة لإعادة طلبتنا الى المدارس، بل فيما أعددنا من خطط لما بعد العودة.
ماذا نفعل بسنة احترق فيها التعليم وصار أضحوكة بين الصغار ومشقة للكبار، وعرفنا فيها أننا غير مستعدين لأي طارئ.
وهذا مجرد نموذج يمكن أن نقيسه على جميع القطاعات، وأن الكلام الذي قاله المسؤولون منذ سنين وسنين عن التعليم وغيره خيانة عظمى للأردن وللأمة.
إذا، اليوم عرفنا أن اضرار الفساد ليس في سرقة مالنا وحسب، هذا امره هين.
لقد حولنا الفساد وهو يسرق مقدراتنا الى خواء، لا شيء فيه سوى الظلمة.
ونحن نحتفل بالمئوية، علينا أن نشعر بالخجل من أجدادنا تحت التراب، بأننا أضعنا كل جهودهم المهدورة، وأعدنا البلد الف عام الى الوراء.
من يظن ان التطور هو في البنيان وفي التقليد الاعمى جاهل، ومن يعتقد أن التطور في الثقافة الاستهلاكية التي ندمنها جاهل أيضا، ومن يعتقد ان التطور تكمن في أدوات العيش المعاصر وأنها ما يحدد هويتنا وحالنا من التطور واهم .
حبة البندورة تتفوق على الكريما وعلى البيتزا إذا سلمت من فم جاهل وأدارها عقل راجح.
على أننا اخترنا الأسهل دائما ثم إذا تفصحنا قليلا مزجنا ما لدينا من جهل بقليل من الانجليزية، ثم منحناه جهازا الكترونيا وقلنا له: اذهب انت الان متطور.
الكارثة المصيرية التي سنواجهها في اقل من خمس سنين جراء سنة جائحة كورونا لا اظن ان احدا يستوعب خطورتها ومآلاتها.
اضف الى ذلك لعبهم السابق بالمناهج.. هنا تستطيع القول: العوض بسلامتك على الاجيال كلها.
لو ان العدو فكر بالف خطة ليدفع اجيالنا الى التجهيل ثم نقعهم في قعر الفوضى ما صنع مثلما صنعناه نحن بايدينا.
طبعا ستجد من يستهجن كل ذلك ويقول: (إنها كورونا).. حسنا وماذا فعلنا للكوارث التي صنعتها منذ 12 شهرا؟ الاجابة: لا شيء، لا شيء على الاطلاق.