ملازمة سقف السيل.. بكتيريا الأحزاب المقاومة للسياسة
نيسان ـ نشر في 2020-12-12 الساعة 18:05
نيسان ـ إن كنت مخالطا لتنظيم ما، فإنك تحتاج إلى مسكنات خاصة، حتى يستطيع جسمك مقاومة البكتيريا الضارة المنتشرة في التنظيمات.
بالطبع الأمر لا يتعلق بالتنظيمات الأردنية خاصة، بل العربية كلها، باستثناءات قليلة، موجودة في فلسطين المحتلة، وتحديدا غزة.
تنظيمات صارت تعاني من بكتيريا مقاومة للسياسة، وإن ظنّ أصحابها أنهم يشتغلون بها.
هم على أية حال أقرب إلى تجمع في مقهى، يلعب فيه رواده الورق السياسي، والنرد السياسي، ويقامرون بما لديهم من بيانات نارية، ويتسلون، ثم يعودون إلى منازلهم مساء مرهقين.
للحق، هناك عناصر في تلك التنظيمات، أصحاب مناعة، لم يصابوا، لكنهم باتوا أغرابا، حتى عن "خلاياهم" و"أسرهم"، إن كان بقي من خلايا وأسر.
ما يدعو للأسف، وكما المريض النفسي، لا يدرك أفراد هذه التنظيمات، ومنها الأردنية، أن عدوى "الأمراض السياسية" التي انتقلت من "الخفافيش"، إلى "الشخصية الرسمية"، انتقلت إليها منذ زمن بعيد، وأن "الأعراض" التي ظهرت على "الرسمي" منذ عقود تسربت الى عناصر تلك "التنظيمات"، فصارت متلازمة.
أردنيا، اسمحوا لي أن أطلق عليها اسم متلازمة سقف السيل. هنا لا فرق جوهري بين يساري، وإسلامي، أو قومي.
ما يعنيه هذا أن الصراع الدائر بين الرسمي والمعارض اليوم ينقصه الجوهر، رغم أن الشكل كله موجود.
لقد طال على التنظيمات التاريخية الأمد، حتى تلطّخت عقول مخالطيها بما تلطخت فيه أيدي الرسميين، حتى لم يعد هناك من شيء حقيقي، يمكن أن يقدمه "المعارض" كبديل عن "الرسمي".
لو ترك الرسمي الرسن، وسمح للمعارض بالمشاركة، لأغشي على الأخير. فما يفعل وليس في بضاعته سوى بضع كلمات يكتبها في بضع بيانات، ويكررها كشعراء المناسبات.
أنا هنا لا أتحدث عن الأحزاب، بل التنظيمات، أعني التاريخية. وأردنيا هناك فرق جوهري؛ فالأولى دكاكين مفتعلة، انشاءها أصحابها لأهداف مالية، وهذه أقل من ان يجري قراءتها، فيما بُنيت التنظيمات التاريخية على "أفكار سياسية عظيمة".. اشتغل عليها رجال عظماء، ثم ماتوا، فخلف من بعدهم خلف أضاعوا ما كان عليه أسلافهم، الإسلاميين والقوميين واليسار، فلقوا حتف عقولهم، وإن كانوا يتحدثون سياسة.
بالطبع الأمر لا يتعلق بالتنظيمات الأردنية خاصة، بل العربية كلها، باستثناءات قليلة، موجودة في فلسطين المحتلة، وتحديدا غزة.
تنظيمات صارت تعاني من بكتيريا مقاومة للسياسة، وإن ظنّ أصحابها أنهم يشتغلون بها.
هم على أية حال أقرب إلى تجمع في مقهى، يلعب فيه رواده الورق السياسي، والنرد السياسي، ويقامرون بما لديهم من بيانات نارية، ويتسلون، ثم يعودون إلى منازلهم مساء مرهقين.
للحق، هناك عناصر في تلك التنظيمات، أصحاب مناعة، لم يصابوا، لكنهم باتوا أغرابا، حتى عن "خلاياهم" و"أسرهم"، إن كان بقي من خلايا وأسر.
ما يدعو للأسف، وكما المريض النفسي، لا يدرك أفراد هذه التنظيمات، ومنها الأردنية، أن عدوى "الأمراض السياسية" التي انتقلت من "الخفافيش"، إلى "الشخصية الرسمية"، انتقلت إليها منذ زمن بعيد، وأن "الأعراض" التي ظهرت على "الرسمي" منذ عقود تسربت الى عناصر تلك "التنظيمات"، فصارت متلازمة.
أردنيا، اسمحوا لي أن أطلق عليها اسم متلازمة سقف السيل. هنا لا فرق جوهري بين يساري، وإسلامي، أو قومي.
ما يعنيه هذا أن الصراع الدائر بين الرسمي والمعارض اليوم ينقصه الجوهر، رغم أن الشكل كله موجود.
لقد طال على التنظيمات التاريخية الأمد، حتى تلطّخت عقول مخالطيها بما تلطخت فيه أيدي الرسميين، حتى لم يعد هناك من شيء حقيقي، يمكن أن يقدمه "المعارض" كبديل عن "الرسمي".
لو ترك الرسمي الرسن، وسمح للمعارض بالمشاركة، لأغشي على الأخير. فما يفعل وليس في بضاعته سوى بضع كلمات يكتبها في بضع بيانات، ويكررها كشعراء المناسبات.
أنا هنا لا أتحدث عن الأحزاب، بل التنظيمات، أعني التاريخية. وأردنيا هناك فرق جوهري؛ فالأولى دكاكين مفتعلة، انشاءها أصحابها لأهداف مالية، وهذه أقل من ان يجري قراءتها، فيما بُنيت التنظيمات التاريخية على "أفكار سياسية عظيمة".. اشتغل عليها رجال عظماء، ثم ماتوا، فخلف من بعدهم خلف أضاعوا ما كان عليه أسلافهم، الإسلاميين والقوميين واليسار، فلقوا حتف عقولهم، وإن كانوا يتحدثون سياسة.
نيسان ـ نشر في 2020-12-12 الساعة 18:05
رأي: لقمان اسكندر