تريّثوا بأوهامِنا
محمد جميل خضر
قاص واعلامي اردني
نيسان ـ نشر في 2020-12-14 الساعة 09:17
نيسان ـ ألحظُ، بكثرةٍ، وشكْلٍ تعمُّه الفوضى، تناسلَ المؤسسات والمراكز والهيئات والمنظّمات والنوادي وما لم يُنزَّلْ به، حتمًا، من توصيفات، وبما يزيد، ربّما، على تناسلِ الجرادِ في مواسمِ القَحْل. هذه للثقافة، وتلك للسابلة، وثالثةٌ للسّلام (البعيدِ عن أحدِ أسماءِ الله الحسنى)، وتاسعةٌ للطفولة، وبما بدأَ يغصّ به فضاءُ العمِّ مارك.
قد يقول قائلٌ: لا بأس بذلك، دعهم يعملوا. دعهم يمرّوا. قد يعلّق آخر: أغلقتم دونهم أبواب المؤسسات المكرّسة (رباطة الكتّاب، رابطة التشكيليين، نقابة الصحافيين، نقابة الفنانين، منابر وزارة الثقافة، وغيرها، وغيرها)، فهربوا يبحثون عن بديل. قد يرى ثالثٌ في مُلاحظتي تعجْرُفًا وعنترَةً ليس إلّا.. قد.. وقد.. وقد. ولكن (لا تضعوا، لو تكرمتم، ثلاثة خُطوط تحتها)، لا بدّ ممّا لا بدّ منه، ألا وهو إدراج بعض المخاوف من هكذا ظاهرة، والتعبير عن القلق (غير قلق أمين عام الأمم المتحدة)، من ركوبِ قناطرِ الوهم، ولا بدّ، كذلك، أن أنقلَ لكم خَشْيَتي من دخولِ الغثّ على السّمين (ليس بالمعنى البيولوجي).
أمّا الأخطر ضمن قائمة مخاوفي، فهو أن يرْكَنَ من يحصلُ على جائزةٍ.. درعٍ.. شهادةٍ.. اعترافٍ من هكذا مسمّياتٍ غيرِ مُغَطّاةٍ، غالبًا، بِبُعدِ قانونيّ، إلى الكَسَل، ويظنّ خاطئًا، ومتوهِمًا (وإن بعض الظنّ إثم) أنه (خلّص اللي عليه) وخَتَم ورديّتَه من العملِ والكدِّ والقراءةِ والمحْوِ والتجاوزِ والتجريبِ والتطوير، والحفرِ داخلَ مناجمِ المعرفةِ والعلمِ والثقافةِ، في سبيل بناءِ وعيٍ جوهريٍّ جذريٍّ عضويٍّ رشيد. وفي سبيل بِناء منظومةٍ إبداعيةٍ إن كانت غايتَه، أو تطوعيّة إن كانت تطلّعاته هناك، أو اجتماعيةٍ إن كان يسعى لبذرِ بذورِه في تلك الساحة/ المساحة، تستحقّ الالتفات، وتشكّل فارقًا، وتبقى، وتنفعُ الناس.
تريّثوا بأوهامِنا يا صانعي وَهْمَ العالَمِ الجديد، فنحنُ، والعياذُ بالله، نغرقُ في شبرِ وحْل.
قد يقول قائلٌ: لا بأس بذلك، دعهم يعملوا. دعهم يمرّوا. قد يعلّق آخر: أغلقتم دونهم أبواب المؤسسات المكرّسة (رباطة الكتّاب، رابطة التشكيليين، نقابة الصحافيين، نقابة الفنانين، منابر وزارة الثقافة، وغيرها، وغيرها)، فهربوا يبحثون عن بديل. قد يرى ثالثٌ في مُلاحظتي تعجْرُفًا وعنترَةً ليس إلّا.. قد.. وقد.. وقد. ولكن (لا تضعوا، لو تكرمتم، ثلاثة خُطوط تحتها)، لا بدّ ممّا لا بدّ منه، ألا وهو إدراج بعض المخاوف من هكذا ظاهرة، والتعبير عن القلق (غير قلق أمين عام الأمم المتحدة)، من ركوبِ قناطرِ الوهم، ولا بدّ، كذلك، أن أنقلَ لكم خَشْيَتي من دخولِ الغثّ على السّمين (ليس بالمعنى البيولوجي).
أمّا الأخطر ضمن قائمة مخاوفي، فهو أن يرْكَنَ من يحصلُ على جائزةٍ.. درعٍ.. شهادةٍ.. اعترافٍ من هكذا مسمّياتٍ غيرِ مُغَطّاةٍ، غالبًا، بِبُعدِ قانونيّ، إلى الكَسَل، ويظنّ خاطئًا، ومتوهِمًا (وإن بعض الظنّ إثم) أنه (خلّص اللي عليه) وخَتَم ورديّتَه من العملِ والكدِّ والقراءةِ والمحْوِ والتجاوزِ والتجريبِ والتطوير، والحفرِ داخلَ مناجمِ المعرفةِ والعلمِ والثقافةِ، في سبيل بناءِ وعيٍ جوهريٍّ جذريٍّ عضويٍّ رشيد. وفي سبيل بِناء منظومةٍ إبداعيةٍ إن كانت غايتَه، أو تطوعيّة إن كانت تطلّعاته هناك، أو اجتماعيةٍ إن كان يسعى لبذرِ بذورِه في تلك الساحة/ المساحة، تستحقّ الالتفات، وتشكّل فارقًا، وتبقى، وتنفعُ الناس.
تريّثوا بأوهامِنا يا صانعي وَهْمَ العالَمِ الجديد، فنحنُ، والعياذُ بالله، نغرقُ في شبرِ وحْل.
نيسان ـ نشر في 2020-12-14 الساعة 09:17
رأي: محمد جميل خضر قاص واعلامي اردني