يلتحفون البلاستيك

نيسان ـ قدر هذا الوطن أن تكون مقدراته الطبيعية محدودة وليست كغيرها من الدول المحيطة بنا, لهذا تسعى أجهزة الدولة كافة أن تؤمن وتلبي مطالب ابناء هذا الوطن في جميع مناطقه, التوزيع العادل للمقدرات ليس بالعدالة والطموح المطلوب, تجد مناطق تحظى باهتمام ملفت في تنفيذ مشاريع تسهم في التخفيف عن الناس بالمقابل تجد مناطق اخرى تصيبك الدهشة من حالها، وسوء أحوالها، وتردي الخدمات العامة، وحاجة تلك المناطق لتوفير سبل العيش المقبول لاستمرارية البقاء والوقوف أمام الهجرة الداخلية، وترك تلك المناطق دون تنمية مما يجبر السكان على ترك مناطقهم والبحث عن جهات أخرى للعيش بها والبحث عن فرصة عمل تؤمن متطلبات معيشتهم.
دائماً نذهب الى أهلنا في مناطق الفقر والحاجة والأطراف بحكم عملنا يحزننا هذا الحال المؤلم الذي يدمي القلب ويتعب المطلع على هذه الأحوال ويصاب بألم حاد مما يراه ما يحير بأن هذه الناس رغم وضعها المؤلم تجدها ترفع الأكف لله تعالى أن يحفظ وطننا وقيادتنا, أحدهم استمر وأطال في الدعاء لجلالة الملك لأنهم على يقين بأن جلالة الملك هو الوحيد دائم التفكير بأحوالهم وأوجاعهم, ما أطيب هؤلاء الناس، وما أعذب أحاديثهم رغم ضيق ذات اليد عتبهم الودود يحمل رسائل للجهات الرسمية بأنهم بحاجة للمساندة والوقوف إلى جانبهم والتخفيف عنهم وطأة البؤس والحرمان, إحدى المناطق قمنا بزيارتها ويحدثني زميلي في صندوق المعونة راضي العلاونة بأن سكاناً في هذه المنطقة بحاجة إلى مساكن ومتطلبات للعيش بمبلغ لا يتجاوز ثلاثة ملايين دينار، ووضعنا عدداً تقريبياً لعدد المساكن يقارب مئتي عائلة, مبلغ بسيط ننهي سوء معيشتهم تجد البعض بيته من البلاستيك, دخلنا إلى مسكن من البلاستيك وهو لشاب متزوج حديثاً وبعد معاناة للوصول إلى الداخل, لم نجد إلا (سريراً) عفا عليه الزمن!!
صدقوني.. إنا نستطيع انهاء مطالب ابناء تلك المنطقة وغيرها، من بناء مساكن أو ترميم. سيدة في نفس المنطقة تحتاج فقط لمسكنها شبابيك وبعض المتطلبات الأساسية, والله قطعة قماش تضعها السيدة على الشباك في هذا البرد، وأن كان للمسؤول المرافق لنا كلمته في تقديم ما يمكن لها.
تفقد حاجات الناس والوقوف عليها رغم أنه من أساسيات عمل أي مسؤول ووجد لأجلها لكنه بالمقابل هو عمل تؤجر عليه وتدخل الفرح والأمل لهذه الأسر التي لا يوجد حاجز بينها وبين الله، دعوة في منتصف الليل لمن يقدم لها ما يخفف عنها تعادل الدنيا, تلك القرى المنسية تود من يمتلك القرار أن يجلس معها ويستمع لوجعها، وأن يقدم ما يمكن لها من وسائل البقاء والستر, كل مسؤول يقدم ما يمكنه عندها خلال سنوات بسيطة ننهي معاناة ابناء هذه المناطق.