اتصل بنا
 

لا تقتلوا فتاةً أغواها الحب..

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2020-12-27 الساعة 18:54

نيسان ـ أن تستيقظ مِن نومك المُتهالك، تنفض عنكَ غَُبار أحلامك البالية، تتصفح ما تمتلك من وسائل التواصل الإجتماعي علَّ إحداهُنَ قررت أن تمنحكَ سلاماً داخلياً، أو أنها أرادت الإطمئنان عليك لتبعثَ فيكَ أملاً تهشُ بِه على أحزانك ولك بِه مآربُ أخرى، لكنك تعود خائباً كعادتك دائماً.
تعود لتتصفح الفيسبوك فتجد خبراً حول مقتل فتاة عشرينية حامل وطفلها ذي الاربع سنوات، وفي خبر لاحق الأمن العام يلقي القبض على الأب القاتل ويعترف الاب بجريمة قتلهم إثر خلافات عائلية( هكذا بكل بساطة).
منظومتنا الأخلاقية، وأمننا المجتمعي باتت مصطلحات فيسبوكية لا أكثر، بات خبر القتل أمراً حتمياً تقرأه كلما تصفحت منصات التواصل الإجتماعي.
اووووف هكذا ببساطة، إثر خلافات عائلية ما أجمل التبرير، فصل رأسين عن جسديهما بدم بارد... هل سنبقى نُفجَعُ يومياً بهكذا اخبار؟!.
حسناً، نحن بحاجة لإعادة تدوير لما نحن فيه، انا الآن أقف بالقرب من إشارات المنهل في الجبيهة، ما حدث قبل الإشارة إن شابين في العشرين بسيارة بيضاء يضايقان شابا تجلس بجانبه فتاة، ضايقاه حتى أنهما ضربا سيارته وترجلا من السيارة وانهالا عليه بالضرب والشتائم.
اللافت قبل ترحلي من سيارتي ومحاولتي إنهاء هذه المهزلة الأخلاقية حبيبته او ربما خطيبته ترجلت قبلي وحاولت مساعدته ما جعلها تفقد رسمة الايلاينر ورسمة الحجاب الذي سقط عنها في محاولتها فك محمد من بين يدي الشابين...
ركضت انا بكل ما أوتيت من سرعة لأتلقى ضربة كانت موجهة لوجه هذا الشاب الرياضي الوسيم وقمت بحل الخلاف بمعية رجل أمن كان بسيارته خلفي مباشرة.
ما دفعني لذكر هذه الحادثة أنني لا زلت غير مدرك للحالة المجتمعية التي تدفعنا لنشاهد ونسمع عن ممارسات دخيلة على عرفنا وتقاليدنا واكيد طبعاً عن مثالياتنا اللامتناهية عبر منصات الفيسبوك.
ولذلك فأنا أقول وأدعو وأتمنى من الأمهات و الآباء ان يعيدوا النظر في طريقة تربيتهم لأبنائهم، أن يكونوا أكثر حزماً وعزماً لإنتاج جيل لا يقتل فتاةً أغواها الحب فكان طريقها نحو قبرها، ولأكرر ما تقوله ( عيدة المحمد دائماً) " الكلب الهامل يجيب لأهله المسبة".
أذكر ها هنا أيضاً ما قاله على عزت بيجوفيتش :"كل هزيمة تبدأ بانهيار أخلاقي" ونحن اليوم نشهد عديداً من العزائم الصماء التي تطيح بنا وباقتصادنا وسياساتنا و نقاباتنا وحرياتنا، لذلك أرجوكم أعيدوا منظومة الأسرة السعيدة والعائلة التي تفرز ورداً لا شوكاً ومشاريع مجرمين.

نيسان ـ نشر في 2020-12-27 الساعة 18:54


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً