اتصل بنا
 

وإن فعلت روسيا... أمريكا لن تتخلى عن الأسد

كاتب سوري

نيسان ـ نشر في 2015-08-28 الساعة 19:28

نيسان ـ

اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما في السابع من الشهر الحالي "أن روسيا وإيران باتتا تدركان أن الرياح لا تميل لصالح حليفهما في دمشق"، وأن البلدان يتجهان للتخلي عن بشار الأسد.

كعادتها، فإن تصريحات البيت الأبيض تتسم بالوقاحة السياسية واحتقار الشعوب العربية التي ثارت للتخلص من الظلم والاستبداد، والتمتع بالحرية والديمقراطية التي من المفترض أن الولايات المتحدة تدعو إليهما.

لا يهمنا أن تتخلى روسيا عن الأسد، فبوتين مستعد للتخلص من أي حليف سياسي مقابل مصالحه الاقتصادية، وقد كان مستعداً لبيع بشار منذ بداية الثورة، لو قايضته بعض الدول الغنية على ذلك. وللحق فإن بعض الحكومات العربية فكرت بشراء الأسد من بوتين، إلا إن واشنطن عارضت الصفقة بشدة للحفاظ على حليفها الذي يعمل كلبَ حراسة للكيان الصهيوني.

كم من مرة أرعد الكرملين بشأن صربيا، لكنه لم يفعل شيئاً عندما بدأت العمليات العسكرية في البلقان، وكم ادعت موسكو وقوفها إلى جانب الرئيس صدام حسين، ولكنها تخلت عنه مقابل تسويق بعض مصالحها الاقتصادية.

نحن نريد أن تتخلى الولايات المتحدة عن الأسد وليس روسيا التي لا تأخذ قراراتها إلا برضا البيت الأبيض، والتي لا تجرؤ أصلا على استخدام ما يسمى بحق النقض لولا رغبة واشنطن بذلك.

صحيح أن السفن الروسية كانت تنقل السلاح لقوات الأسد، ولكن الصحيح أيضاً، أن البوارج الحربية الأمريكية كانت ولا تزال تؤمن سلامة سفن موسكو من جهة، وتحاصر ثوار سورية من جهة أخرى فتمنع عنهم وصول السلاح، وكم من مرة حولت البوارج الأمريكية مسارات سفنٍ جاءت لمساعدة الثوار، فأجبرتها على العودة إلى قبرص أو اليونان.

أوباما هو الذي تعهد بقصف بشار إذا استخدم السلاح الكيماوي، لكن الأخير استخدمه حتى اليوم أكثر من ستين مرة، ولم يحرك أوباما ساكناً، بل كان على الدوام معارضاً لأي عمل عسكري ضد الشبيحة، وهو الذي صرح بذلك في الشهر الثامن من العام 2013 "لم نفكر بقصف قوات الأسد أبداً، إلا عندما استخدمت السلاح الكيماوي والسلاح الكيماوي اليوم في مأمن" فلا حاجة للقصف إذاً.

الرئيس الأمريكي، هو الذي قال في الشهر الخامس من هذا العام، إنه لا حل واضح للنزاع في سوريا، وإن الأسد باق في السلطة على الأقل حتى انتهاء ولايته هو في البيت البيض، ألا يعني هذا أنه لن يتخلى عن حليفه، خاصة بعد أن لبس العمامة الإيرانية وأطلق يد طهران في المنطقة العربية كلها.

واشنطن هي التي تسمح بتمرير السلاح الروسي والإيراني لشبيحة الأسد، وهي التي أوعزت لوسائل إعلام عربية وإقليمية ودولية بتجاهل الملف السوري،. وهي التي أمرت دولا عربية باتخاذ مواقف معادية للشعب السوري.

فوق كل ذلك، فإن الطيران الأمريكي هو الذي يتناوب مع طيران بشار الأسد في قصف المدن السورية وقتل الأبرياء وتدمير البنية التحتية في البلاد بحجة محاربة الإرهاب. وكيري لا غيره، هو الذي تحدث صراحة عن ضرورة التعاون مع بشار الأسد والتحاور معه للخروج من الأزمة.

وأخيراً فإن واشنطن لا غيرها هي من شكل الائتلاف والمجلس الوطني قبله من مجموعة من الأميين في العمل السياسي كي تستطيع التحكم بهم، فمرة تقذفهم إلى موسكو ومرة إلى جنيف. واستطاعت بذلك تفتيت العمل السياسي، كما فعلت بالعمل العسكري من قبل إذ حولته أو كادت، من محاربة الأسد إلى محاربة الثورة نفسها.

نيسان ـ نشر في 2015-08-28 الساعة 19:28

الكلمات الأكثر بحثاً