اتصل بنا
 

أضيئوا قناديل عمان!

نيسان ـ نشر في 2021-02-02 الساعة 14:23

نيسان ـ قد تخلد عواصم في العالم للنوم بعد ساعات الليل الاولى، وهناك عواصم لا تنام بسبب الحروب والدمار ، إلا أن عمان كثيراً ما خرجت عن النص لتمنح الاردنيين وغيرهم وقتاً إضافياً لإسعادهم ولو على حساب راحتها.
هل نقول أن عمان لا تعرف التعب، وأن جدائلها قد أرختها فوق كتفيها، كما قال فيها شاعر ، وتغزل فيها شعراء وأُدباء، وغنّى لها فنانون وفنانات؟
هكذا سمعنا من فيروز وقرأنا لحيدر محمود وسعيد عقل وغيرهما فيها الكثير.
سكنت عينيك يا عمان، وعمان في القلب،
" كلمات مغنّاة تستدعيها ذاكرة كل من وطأة قدماه ازقتها القديمة، وبوح ياسمينها المتعلق بشوارعها وارصفتها ودكاكينها المرصوفة بين أحياء ادراجها العتيقة وجبالها المكسوة ببيوت عائلاتها الذين افضوا عليها جمالاً وتنوعا ودفئا.
عمان العالقة في المنتصف وهو المكان الأسوأ على الاطلاق بين ذاكرة الأجيال وتعاقبها، تحاول منذ سنوات ترميم بنيتها وعتادها لتبقى المدينة الحاضنة لصورة ماض عريق و مستقبل أجيال يستهويهم عالم الحداثة والتغيير والتجديد المستمر.
ومع ذلك، تستوقفنا جميعاً، حال عمان في الآونة الاخيرة فباتت مزدحمة المكان والإنسان ، واضفت الظلمة على شوارعها وزقاقها، واعتلت الحجارة مبانيها المكدسة، و استبدلت رائحة الدخان والاراجيل ياسمينها، وأكمل الوباء شره على ساكنيها فالتمس سكون العمانيين سكونهم.
ورغم حالة التذمر للكثيرين حول ما تشهده عمان من تعزيل ونفض لغبارها، الا انها عاصمتنا التي احتضنت آمالنا وطموحنا، وأضفت كرما على ضيوفها الباحثين عن دفء الأمان، فكانت وما زالت الوعاء الممتلئ، الذي يفيض خيراً وتجديداً رغماً عن النظرات الشاردة والمتأفئفة من كل صوب.
ستبقى عمان في عيون من أحبها المسكن والمغطس والحصن والملاذ، وهي عتادنا المحمول بالأمل والفخر الذي نخترق به صعابنا ،وهي في أرقى مراتبها الممر والممشى لأحبة عانقوها بوشاح العز والكرم، فهذه عمان المتنوعة والموشّحة بنسيجها، والتي دخلت مئويتها التاريخية.
أرخت جدائلها فوق الكتفين، فاهتز المجد وقبّلها بين العينين
بارك يا مجد منازلها والاحبابا، وازرع بالورد منازلها بابا بابا.
نعم انثروا الياسمين في قلبها ، واتركوا قناديلها مضاءة بالأمل والعطاء.

نيسان ـ نشر في 2021-02-02 الساعة 14:23


رأي: د. آمال جبور

الكلمات الأكثر بحثاً