اتصل بنا
 

القبر الأبيض المتوسط

نيسان ـ نشر في 2015-08-29 الساعة 21:43

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

اليوم سأكتب عن لاجئ مجهول. أعني سأكتب عن ميت، وغريق وحريق ومسجون، ومدفون تحت منزله، ومهاجر ومتعب.

وسأروي لكم انه بينما كان يجلس في بيته وحوله أسرته. شعر بفرحة غامرة وهو يرى شعبه يخرج في مظاهرات ككل الشعوب للمطالبة بشيء ما. لا يهم ما كان يطلب هؤلاء وهم يخرجون في الشوارع ينادون بالحرية أو بالخبز أو حتى بالسكر. المهم أنهم شعروا بالكرامة وخرجوا. مدنيون بصدورهم العارية خرجوا. بكلماتهم خرجوا بشعاراتهم خرجوا. ثم كان ما كان.

سأكتب عن غريق ابتلعته أمواج القبر الأبيض المتوسط، بينما كان يهرب من نار اشتعلت عندما قرر جالس على كرس الرئاسة انه إله.

سأكتب لكم عن مديني دمشق، وطبيبتي حلب. سأكتب لكم عن دلع حمص، شقاوة درعا. ورجولة حماة. وكيف أراد محتل جثم على صدرها عقود طويلة أن يبقى عقودا أطول، فاقترح مواطنون أن يكفي ما قد سرقت. فجزّ، إذ سمع ما سمع الرؤوس، وفجر النفوس، وهتك وفتك. كان قاتلا فصار قاتلا.

سأكتب عما جعل رجلا يحمل أسرته على كف عفريت، إلا أن يكون البديل أنهم يعيشون فوق كف العفريت نفسه. الموت واحد سوى أن هناك بصيص من أملٍ مغامر، لعله فيه ينجو وتنجو معه أسرته.

وسأروي لكم بداية الحكاية، أعني نزيف أول قطرة دم سورية.

في أية حال الجميع يعلم كل شيء، والجميع ينتظر حكاية ولدت ولا أحد سواه يعلم متى ستنتهي.

ويكيبديا بتصرف

لاجئو الحرب الأهلية السورية أواللاجئون السوريون، مواطنون سوريون فرّوا من سورية مع تصاعد الأزمة السورية. بحلول مايو 2013، سجل أكثر من 1.2 مليون لاجئ سوري في دول الجوار خصوصاً الأردن ولبنان وتركيا، لكن مع مرور الوقت لم يتبق في سوريا الوطن سوى اثنان: قاتل ومقتول.

قبل الثالث من أيار/مايو 2011، قدّر عدد السوريين الذين يعبرون الحدود التركيّة يوميّاً بحوالي 300 شخص. قال الرئيس التركي عبد الله غول: أن تركيا تستعد "لأسوأ السيناريوهات"، في إشارة واضحة إلى إمكانية تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين القادمين من سورية، وبالفعل فقد أقامت تركيا مخيّماً صغيراً في محافظة هاتاي جنوب تركيا الحدوديّة مع سورية، استقبل 263 شخصاً فرّوا من بلدهم الجمعة 29 نيسان/أبريل الماضي.

في منتصف شهر أيار/مايو فر حوالي 700 شخص من سكان مدينة تلكلخ إلى بلدة المقيبلة في منطقة وادي خالد شمال لبنان، ووفقاً لمختار القرية استقبلت المنطقة بحلول 13 أيار/مايو أكثر من 1350 لاجئ خلال عشرة أيام، وهم بمجملهم من النساء والأطفال، مع توقع تزايد أعداد اللاجئين.

في 14 أيار/مايو، قالت ميليسا فليمينغ المتحدّثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن تدفق اللاجئين إلى لبنان كان محدوداً والأعداد كانت قليلة للغاية، وأردفت أن أعداد اللاجئين الفارين إلى تركيا كانت قليلة نسبيّاً حوالي 250 لاجئ.

اليوم اعني عتبة أيلول سبتمبر 2015م وبعد أن تحولت سوريا الأرض الأسوأ التي يمكن أن يعيش فيه الإنسان على وجه الأرض، سيقرر السوريون أن المنافى هو الحل، عله يجد أمان وكرامة ومنزلا يأوي إليه أطفاله.. لكنه في الطريق نحو هذا سيغرق أو يقتل أو يهان أو يسجن.

نيسان ـ نشر في 2015-08-29 الساعة 21:43

الكلمات الأكثر بحثاً