اتصل بنا
 

السلطة لا تحضر الا للاعتقال.. في مخيم جنين.. حضرت المقاومة وغابت سلطة فتح

نيسان ـ نشر في 2015-09-01 الساعة 10:09

x
نيسان ـ

جاءت الأحداث التي شهدها مخيم جنين شمال الضفة الغربية الليلة الماضية لتكشف تصاعد المقاومة بالضفة ووحدتها وحضورها، فيما تغرق السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني.

فالهجمة التي شنها جيش الاحتلال على المخيم الصامد، شهدت ملحمة بطولية وفزعة مقاومة بامتياز، حيث تنادى المقاومون من أكثر من محور لفك حصار منزل الناشط في حركة حماس مجدي أبو الهيجاء وإخوته.

وقالت مصادر محلية إن المقاومين المسلحين باغتوا القوة العسكرية الصهيونية في أكثر من محور وبشكل منظم أربك حركتها، وجعلها غير قادرة على السيطرة على الهدف الذي جاءت من أجله، فيما أكدت مصادر لمراسلنا أن أحد المطلوبين من كتائب القسام تمكن من الانسحاب من المنطقة بسلام رغم ضراوة الاشتباكات.

تنادوا للمقاومة

وأثناء اقتحام منطقة الهدف ومحاصرة منزل أبو الهيجاء تنادى الشبان عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمخيم وتشكلوا في خلايا نحل، وشرعوا بمقارعة الاحتلال، وكل هدفهم تشويش عملية حصار منزل أبو الهيجاء.

وبحسب شهود عيان؛ فإن ما جرى كان ملحمة بطولية رائعة، حيث استبسل الشبان في تشتيت جنود الاحتلال، وخاضوا معهم المواجهات من مسافة صفر، وهاجموا الدوريات المصفحة بشكل مباشر، مما استفز جنود الاحتلال وجعلهم يدهسون الفتى إسلام ضبايا " 15 عاما" من أجل تخويف باقي الشبان في المنطقة دون جدوى.

"م. س" والذي شارك في تلك المواجهات قال لمراسلنا: قسم منا ضرب الحجارة، فيما آخرون حضروا زجاجات المولوتوف، وألقوها على السيارات العسكرية والجرافات التي حاصرت المنزل.

وأضاف: هناك من راقب الجنود، وهناك من هاجم، وما أن يتحرك الجنود لمنطقة حتى يكون الشبان قد باغتوهم، وأوصلوا عبر الفيس بوك أماكن تجمعهم.

وأكد: نريد أن نعيد أمجاد المقاومة؛ فهذا الاحتلال لا يرحل إلا بالقوة، ويجب أن يتوحد الجميع في الميدان عندها نطرد الاحتلال كما أربكناه سابقا وحاليا.

غياب السلطة

وتساءل أحد المقاومين "ق . أ" عن دور أجهزة السلطة الأمنية في التصدي للاحتلال حيث حضر الجميع، وغابت هذه الأجهزة.

وأضاف: "قبيل دخول الجنود المنطقة انسحبت جميع عناصر أمن السلطة من الشوارع مما يعني أنهم أبلغوا مسبقا بعملية الاقتحام، ولم يبق لهم أثر، وفي الوقت الذي كان فيه الشبان يخرجون من منازلهم ويأتون من أحياء جنين المختلفة للمشاركة في المواجهات كان عناصر أمن السلطة ينسحبون إلى المقرات ويخلون الشوارع".

وقد أثار ذلك، ورغم انه مشهد معتاد، غضب المواطنين الذين انتقدوا بشكل واسع الليلة الماضية استمرار هذه الحالة التي تفرض فيها السلطة سطوتها على شعبها وتختفي عند دخول الاحتلال.

ملاحقة السلطة للمقاومين

وبحسب مصادر مختلفة لمراسلنا؛ فإن المقاومين المسلحين الذين خاضوا الاشتباكات المسلحة في المخيم بعضهم غير معروف، ولكن بعضهم مطلوب للاحتلال ولأجهزة السلطة الأمنية، مما يطرح تساؤلات عن استمرار ملاحقة المقاومين الذين يتصدون للاحتلال بهذه الطريقة.

وتشير المصادر إلى أن أحد هؤلاء الملاحقين من أمن السلطة من أكثر من عام وهو من كتائب القسام تعرض منزله وعائلته وحتى جميع أصدقائه للاعتقال والاستجواب والتنكيل من أمن السلطة؛ بهدف تسليم نفسه، ولوحق كثيرا طوال الشهور الماضية.

وما تعرض له المقاتل القسامي تعرض له مقاومون من حركة الجهاد الإسلامي ممن يلاحقون من الاحتلال والسلطة ليل نهار.

ولكن ما شهده مخيم جنين في هذه الملحمة الجديدة يؤكد أن روح المقاومة لن تطفأ جذوتها، وأن جيلا جديدا من الشبان قرر أن يتمرد على الواقع.

نيسان ـ نشر في 2015-09-01 الساعة 10:09

الكلمات الأكثر بحثاً