البارحة - لـ (سهير التميمي)
نيسان ـ نشر في 2015-09-01 الساعة 22:27
استيقظت باكرا تريد ان تحدث احد ... فالبارحة كان قاسي على براءة انوثتها ... لا تملك في طيات ثنايا عقدات لسانها اي كلمات ... لكن هي بحاجة لمن تحدثه حديثا طويل ...
يهز كيان الوجع في قلبها ويخرجها بفرحه ... لم تجد من تحدثه بصمتها ... ومضت الى عالم الطبيعة وجلست تحدث كل الطبيعة بصمت ... وتضرب الحجر بقسوة ودمعها يحاكي الوجع حتى ضن الحجر ان هو من اذاها واسكن ليلها الوجع والقسوة ...
ومضت الى تلك القشة الساكنة على حب وهدوء قطرات الندى ... وبدت تكسر باطرافها وتبعثرها في هبات الندى ... فتعجبت القشة وسكن بالها انها من كسر فتاة برق النسيم ... .. وتلك الشجرة وصلت لها برفق ...
وبدأت تداري جمالها وصمتها وانين كبرها وعجزها ... وبيدها تهادي على اغصانها بحب ... وتدور بها اقدامها حول هذه الشجرة بعشق وتبتسم ابتسامة لا تتركها الدموع تكتمل لتصاحبها بوجع ... وتمضي على رق النسيم في ارجاء الشجرة ... وتحدثها بصمت وتمضي ... وتمضي بوجعها اي ركن اخر ... هذا الركن الذي اطلق صمتها وجعل الحديث بالدمع قاسي ويحمل بعد الكلام المآسي ... ..
هنا حفرت حرفا بات الوجع من حفره على جذع الشجرة قاسي .. وذكرياته اوجع وجعا من الدمع او حتى لحظات التناسي ... ... بنسمات هواء اشتدت على شدة المها عادت لاول قطرة تحت هذه الشجرة ... تطلق عنان الصمت بكلمات تحمل من ذاك المساء المليء بالذكريات الوجع والمآسي ... .. وبدت تحدث الشجرة عن اول بسمة كانت ها هنا وضخمة وحرف اصبح للموت ذكرى وعن حجارة قست عليها لانها كانت سبيل للطريق الذي اسعدنا ليوجعنا .. وعن قش حين كنا نعبر من جانبه ينحني لسعادتنا ...
هو الان وجعي وهو الان ذكرياتي التي لا اطيقها ... وهو الان دمعي الذي لا يجف ...
... فردت الشجرة بحفيف اوجع الاسماع وجعا وألما ... غادري هذا العالم فتفاصيله لا تطيق دمعك ... فهي لم تكن الا لتسعدك .. وهي الان لا تطيق بكاءك والوجع ... ولا تعودي الى هنا ... واحرقي نارا في بستان الذكريات وامضي بصخب الانوثة الى عالم السعادة ... فانت هكذا اقوى ... .. صمتت الفتاة لصخب الحفيف وردت .. وان غادرت عالمي هذا ... اتظنين ان لا تخونني نافذة غرفتي ... فاين اكون من انين الوجع البعيد