اتصل بنا
 

المجسمات الحزبية في الاردن..

نيسان ـ نشر في 2021-03-07 الساعة 09:26

المجسمات الحزبية في الاردن.. ـ بقلم:
نيسان ـ لقمان اسكندر
النعي الذي لم يكتبه احد حتى الان رغم تحقق وفاة صاحبه، منذ سنوات طويلة هو نعي الحزبية في البلاد.
كأن الرائحة وحدها هي من تقول لنا ان هناك جيفة بالقرب منا.
حزبية لا وجود لها، سواء الاحزاب التاريخية او المصنعة في المختبرات الرسمية، باستثناء حزب واحد حديث عهد، يجري الان العمل على دفنه.
صحيح ان الأسباب التي أدت الى موت الحزبية في الاردن بدأت اولا في أروقة الحكومات المتعاقبة، لكنها ما لبثت ان استوطنت مقار الاحزاب.
نعم، كان الجهد الرسمي كاملا في ملاحقة أي نفس حزبي، في الشارع، والعمل، والمدارس والجامعات، وأخيرا النقابات المهنية.
لقد خنقت الحكومات الحزب والحزبيين. لكن أصبع الإدانة لا يجب أن يشير فقط إلى الجهات الرسمية، فقد استجاب الحزبيون أنفسهم للضغط الرسمي، وأبدعوا في إطلاق النار على أقدامهم.
لطول العشرة بين الطرفين الرسمي والحزبي، انتقلت الامراض التي تعاني منها مؤسسات الدولة الرسمية الى الحزبيين والحزبية، فايروس بفايروس، حتى رأينا كل الاخفاقات الرسمية التي نعاني منها، صورة طبق الأصل عنها في الحزبية.
القصة طويلة وتحتاج الى كتب وليس كتابا واحدا للحديث عن كل هذا وابعاده، على ان الإشارات التي يمكن خطّها هنا، هي في ادانتنا الكاملة لجهتين معا في موت الحزبية في الاردن: الرسمي والحزبي.
وكأن الحزبي وهو يدافع عن مقاره من هجوم الرسمي راح يطعن نفسه.
إن كل ما هو موجود اليوم من مظاهر حزبية اردنية مجرد مخلفات غير مشعة من الماضي. من البؤس ان يكون الاجداد اكثر تقدما وحضارة من احفادهم.
هذا واكثر منه ان لدينا كل المجسمات التي تبدو اننا امام حياة حزبية.
بل ان ما يدعو للقلق ان الامر تعدى ذلك نحو قتل كل مظهر حي لمؤسسات المجتمع المدني في الاردن.
الأردن عام 2021 متعب، يحمل على ظهره مجسمات كانت سابقا مظاهر حية وتتنفس، لكنها اليوم تحولت الى مجرد مجسمات كرتونية قابلة للطي.

نيسان ـ نشر في 2021-03-07 الساعة 09:26

الكلمات الأكثر بحثاً