اتصل بنا
 

كمن خشي على نفسه الموت برداً فأشعل النار في ثيابه ليتدفأ

نيسان ـ نشر في 2021-03-08 الساعة 14:08

كمن خشي على نفسه الموت بردا
نيسان ـ كتب لقمان إسكندر
المتابع لشؤون وأخبار المملكة يرى ما يعجب له.. يرى عجبا يقلقه حقا.
تعالوا نسأل هذا السؤال: أين هي الملفات والتحديات والاخفاقات و"البلاوي" التي كانت تعاركنا ونعاركها "تبطحنا ونبطحها"، قبل عصر فايروس كورونا؟ هل أنجزناها كلها؟ الاجابة لا.
حسنا هل كفت هذه التحديات عن التأثير على حياتنا سلباً، ومنحتنا وقتا مستقطعا تعاطفا منها على حالنا، حتى ننتهي من معركة الفايروس؟ الاجابة أيضا لا.
إذا، ما المصير الذي ننتظره يا سادة؟.
حين نستفيق من فايروس كورونا أين ستكون خشبة الملفات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية قد أوصلتنا في هذا البحر المتلاطم من الملفات المعقدة؟
ما على صانع القرار التنبه له أن مستوى الضغط في كل الملفات المنسية في عصر فايروس كورونا لا يتقلص، بل يزداد انتفاخاً، ويوما ما سينفجر في وجوهنا دفعة واحدة فما نصنع حينها؟.
البطالة تزداد بشاعة، والفقر يتفاقم قهراً، والمتعثرون ما زالوا يرتطمون بالارض مرة بعد مرة.
حتى الامراض الوخيمة فينا لم نعد نكترث لها في عصر كورونا، فاغلقنا العيادات الخارجية خشية من كورونا وأبطأنا عجلة العمليات رعبا من كورونا، وكأننا نسينا ان ما نخشاه من "خوازيق" كورونا، هو تماما ما "نخزقه" في كل الملفات الاخرى.
كمن خشي على نفسه الموت برداً، فأراد ان يتدفأ فأشعل النار في ثيابه.
اسر منهكة، ورجال متعبون، ونساء أتعبهن الوجع، وأطفال صار فك الخط تحديا صعبا عليهم، فما المصير بعد كل ذلك؟.
بعد أن كانت ازمتنا قبل عقود هجرة الناس من الريف الى المدينة، صار عدّ المعضلات الوطنية ورطة غرقنا بها جميعا.
تقزمت خططنا في معركة الفايروس - وهي وخيمة بالطبع - لكن ما يرفع ضغطنا ويدخلنا في الكابوس هو في تراكم الملفات علينا.
ما سنقول لانفسنا بعد عام، وقد فشلنا او نجحنا في معركة كورونا؟
دعونا قبل كل شيء ان نتذكر ان محددات نجاحنا او فشلنا في هذه المعارك ليس فقط الخلاص بأقل قدر من الضحايا، هناك الاقتصاد وهناك الفقر والبطالة.

نيسان ـ نشر في 2021-03-08 الساعة 14:08

الكلمات الأكثر بحثاً