اتصل بنا
 

لندفن ما تبقى منا مِن جُثثٍ تَنامُ فِي مستشفى السلط

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-03-09 الساعة 15:29

نيسان ـ فِي ظِلِ هذا القُبحْ، لا أعلمُ كيف سيكونُ مستقبلنا جميلاً...
سأمْسكُ بأيديكُمّ حتّى تَعبُروا الى بَرِّ الأمانِ
وسأشربُ فنجانَ قهوةٍ بِطعمكِ حُبِكُمْ
ثمّ سأعودُ الى الضفّةِ الأخرى كيْ أدفنَ ما أستطيعُ مِن جُثثٍ تَنامُ فِي مستشفى السلط الجديد.. هذا كان حالُ لِسان جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين قبل قليل وهو يسأل ويحاسِبْ مدير المستشفى... كانَتْ نظراتُهُ أقولُ أيضاً : " عَلّمني أبي أنّ الإنسانيّةَ هي المعيارُ الحقيقيّ لمَعنى الحياة"
الأخبار منذُ أسبوع تُقَصِّرُ المسافَةَ بينَ كُلِ نوبةٍ قَلبيةٍ واخرى،
يَحضرني الآن فلاديمير ماياكوفسكي في نصٍ يُشبِهُ حالَنا الآن:
هل تعتقدون
أن هذه حمّى،
حدث ذلك في أوديسا،
إذ قالت ماريا
سأجيء في الرابعة.
وها هو الليل في الاختناق الأسود
ابتعد الضوء عن النوافذ
متجهمًا،
وفي القفا
تضحك وتصهل
قناديل الشعاع،
وأنتم لم تسمعوا
أنيني،
ولم تعرفوا
أن القلب في الصقيع
مختبئ في الأنوثة،
وهاك ماياكوفسكي الضخم
يحدودب في النوافذ
مبحرًا برأسه
في زجاج النوافذ
متسائلاً:
هل يكون حب أم لا؟
ومن جديد
ومن جديد
أسير مطرًا
وجهي يأكل وجهي
ومع انتصاف الليل
أخرج بالخنجر
وإذ أنا أنهار
كرأس المحكوم بالإعدام.
اسمع!
هذا هو الهدوء كمريض قفز شريانه
من السرير.
والأعصاب كبيرة
صغيرة تقفز مسعورة
والليل في الغرفة
يمتد ويتطاول
والأبواب تئن من كثرة الفراغ
وهل تنظرين
هدوئي مثل جثة
مثل نبض الميت.
هل تذكرين؟
المال
الحب
الشهوة،
وهل رأيت ما أرى؟
أنا أرى الجوكوندا
التي ينبغي سرقتها.
هاي، أيها الأسياد
الذين تعشقون المقدسات
أيها المجرمون
هل رأيتم هدوء وجهي
هل رأيتم نوعية مرضي
أماه! عند ابنك حريق في القلب
ينام واقفًا كعاهرة عارية،
وعلى تشققات الشفاه
تبرز الأغاني المريضة،
أماه! لا أستطيع الغناء
ولا أستشعر اللحن
كالموسيقى الهاربة
من بناء يحترق
أو كالأفكار الطريّة
المنبثقة من جمجمة صدئة
مجِّدوني
أنا العظيم
لا أحبّ
قراءة الكتب،
اذ قديمًا فكرت:
الكتب؟
الكتب يكتبونها هكذا،
يأتي الشاعر فاتحًا فمه
يسير على يديه
يصغي إلى قلبه
وينهار على السأم.
ما حَدَثَ فجرَ اليوم، شبيهٌ بما حدثَ في جمهورية مصر العربية حيثُ مات جميع المرضى في قسم العناية الحثيثة والسبب كان (نفاذ الاكسجين)، واليوم ها نحن نُعيدُ المشهد ولكن بِصبغَةٍ أشَّدُ إيلاماً وذلك لأننا نحن أهل الحادِثَة، لا مُتضامنينَ معها.
المشكلة تكمنُ في فقدانِ الكفاءاتِ والخبرات في وزارة الصحة، فمنذ حكومة الملقي التي اتخذت قرار تقاعد الطبيب الاداري الذي يبلغ الستين عاماً من عمره. و تَبِعتها حكومي الرزاز والخصاونة ايضاً هذا ادى الى تآكلِ كوادرِ وزارة الصحة وخاصةً ان التعيين قليل. يجب تعيين أصحاب اختصاص ادارة المستشفيات بكثرة في وزارة الصحة وتسليمهم مواقع ادارية، لان ليس كل طبيب ناجح هو اداري ناجح.

نيسان ـ نشر في 2021-03-09 الساعة 15:29


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً