اتصل بنا
 

قرب ولادة خط (برليف شامي) لتقسيم سوريا بقوة الحضور العسكري (متعدد الجنسيات)

نيسان ـ نشر في 2015-09-03 الساعة 22:35

x
نيسان ـ

لقمان إسكندر

يبدو أن الجحيم السوري يجهز نفسه اليوم بعناية لئلا يسكن الشام سوى طرفين؛ قاتل أو مقتول. لن يكون هناك بعد عيد الأضحى وجود لطرف ثالث.

كل المعلومات المتدفقة من عواصم صنع القرار والعواصم الأمنية تتحدث عن أن درجة التسخين التي تغلي الشام فوق نارها اليوم ستكون مزحة أمام ما سيجري بعد "الأضحى".

مؤخرا نفت موسكو، ما نشرته وسائل إعلام عبرية حول أن مقاتلاتها العسكرية إنما هي توطئة لمشاركة الجيش الروسي على الأرض السورية جنبا الى جنب مع الجيش الايراني الذي لم يعد يكتفي بمشاركة عناصره الأمنية أو مليشياته فقط في النار السورية، على أن النفي الروسي يصطدم مع (التحضيرات) على الأرض.

وتتقاطع هذه المعلومات مع تحضيرات تجري لاشتباك الجيش التركي بصورة شاملة في الشمال، بينما أعلنت السفيرة الأمريكية في عمان أليس جي ويلز أن بلادها ستفتح مخازنها العسكرية للأردن، موحية للرأي العام الأردني أن كل الأمور معدة بعناية، وأنه لا داعي للقلق.

كل هذا يأتي في الوقت الذي نقلت فيه وسائل إعلام أمريكية عن بدء وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حملة سرية في سوريا لتصفية قيادات الصف الأول في تنظيم داعش، وفي الطريق سيكون على رأس القائمة بالتأكيد قادة جبهة النصرة أيضا والفصائل الإسلامية التي تراها واشنطن متشددة.

في الحقيقة إن "فرش" الساحة السورية لما تعد له، بدأ بالفعل، وما السيارة المفخخة التي زرعت في شوارع اللاذقية قبل أيام عما يجري ببعيد.

لكن بعد الأضحى سيجري تسخين سريع ليبدو المشهد كالتالي: أكثر من حرب شاملة ستندلع هناك بين أطراف متعددة ومتناحرة، وكأن العواصم الغربية تهرع بجيوشها نحو الشام لارتيابها من بعضها البعض، وخشية من استفراد جيش دون آخر بالشام. وهو ما يفهم منه الحركة السريعة التي صنعت فيها موسكو قطارا جويا عسكريا من المقاتلات وصلت بالفعل الى دمشق.

هو صراع سيفرض تقسيم سوريا بقوة الحضور العسكري متعددة الجنيسات، بين الدول الكبرى، وهو بالضرورة ما سيفرض على تنظيم داعش - الذي يجلس على مساحات شاسعة من العراق وسوريا – واقعا جديدا لن يتمكن معه من الصمود.

على الأرض السورية سيطأ الجنود الروس والإيرانيين كحليفين مرتابين لما تريده واشنطن وتركيا من سوريا، وهنا سيعاد رسم (خط برليف سوري أو الخط الأخضر) بثوبه الشامي هذه المرة فتنشأ دول وتزول أخرى.

نيسان ـ نشر في 2015-09-03 الساعة 22:35

الكلمات الأكثر بحثاً