اتصل بنا
 

يا حكومة: جرّبوا (just in time)

خبير التدريب والتطوير

نيسان ـ نشر في 2021-03-16 الساعة 12:55

نيسان ـ اذا أرادت الحكومة تحويل ما حدث في مستشفى السلط من كوارث إلى خزان معرفي احتياطي، وتتفادى معه أية مخاطر وأزمات مستقبلية قد توصل الوطن الى مربعات صعبة، وجب عليها تطبيق استراتيجية الإنتاج او التوريد في الوقت المحدد.
هي سياسة انتهجتها أغلب المؤسسات والشركات الكبرى، وعلى مستوى دول العالم منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ بهدف تقليل التكاليف وتخفيض نسبة الهدر في المخزون، من خلال الربط الالكتروني مع الشركات المزودة للاوكسجين إلى المستشفيات.
إن الربط الإلكتروني هذا يعني تفادي أخطاء العنصر البشري، مثلما حصل في مستشفى السلط، وعليه فانه اذا تم الربط الالكتروني بتطبيق الإستراتيجية بين الشركات المزودة للاوكسجين والمستشفيات، فان التحذيرات سوف تصل مباشرة الى الشركة دون تدخل البشر او وسطاء وتقوم بواجبها.
هي دعوة لإعادة النظر بالاتفاقيات المبرمة مع تلك الشركات وصياغة التعاقد من جديد او اضافة هذا الشرط في العقد، اما اذا كانت الأخيرة، ايضا عاجزة عن تلبية احتياجات المستشفيات بالتوقيت والكميات المناسبة، وهذا الامر يستدعي إعادة النظر بعمليات التعاقد والشراء الحكومي مع الموردين برمتها، والبحث عن خيارات جديدة تستطيع الوفاء بالشروط والمتطلبات دون تأخير او مماطلة.
في الحقيقة، نحن لا نزال غير قادرين على الاختيار السليم للموردين، او ما يسمى بمزود الخدمة من حيث المواصفات والمقاييس والشروط، حتى ان أغلب مؤسساتنا ليس لديها قواعد بيانات شاملة ووافية عن الموردين، وان توفرت قواعد البيانات، نواجه بعجز الموظفين عن صياغة الشروط الفنية والقانونية المطلوبة، مع ضعف في وضع شروط المفاضلة عند الاختيار.
إضافة الى ذلك، فان هناك سوء فهم وتقدير لدى القائمين بالتنفيذ او الجهات الرقابية لشرط الاقل سعراً والمطابق؛ ما نتج عنه اختيار الأقل سعراً، ولكن بجودة ليست بالمستوى المطلوب، وهذا من شأنه تحميل مؤسساتنا أثماناً باهضة؛ جراء انتهاجها هذه السياسة.
وهنا اتحدث عن تكاليف الجودة (cost of Quality)، التي تعادل ١/٦ من تكاليف عدم الالتزام بها ، ما يعني ان خسارتنا بسبب عدم الإلتزام بتكاليف الجودة تساوي ستة اضعاف ما سندفعه بسبيل تحقيق الجودة، وهنا لا بد من التذكير بمسألة مهمة، وهي : أين مركز الملك عبدالله الثاني للتميز والشفافية من توضيح تفاصيل ذلك للمؤسسات في معيار الشراكات، من خلال الجائزة وأثناء مرحلة التقييم للمؤسسات؟.
على أن هذا النظام يطبق في مجالات متعددة ومنها الشراء والتخزين ويدعى بأسلوب الانية او الفورية وله فوائد اقتصادية كبيرة على المؤسسات وينجز أعمالها بالتوقيت والكميات الملائمة دون تأخير او نقص وباقل التكاليف وعلى مستوى عال من الخدمة المتميزة، والوصول الى مستويات من المخزون ملائمة، سواء كان ذلك بالنسبة للمواد الخام او الانتاج تحت التشغيل او الانتاج التام,على اعتبار ان اي تراكم في المخزون يعني تحمل المؤسسة تكاليف مرتفعة يمكن تجنبها اذا وصل المخزون الى الصفر، مثلما حصل في مستشفى السلط.
كم من التكاليف المباشرة وغير المباشرة والمعنوية والنفسية التي تحملها الوطن؟، أكاد أجزم أننا لو حولناها الى أرقام مالية لغطت احتياجات الأردن من الأوكسجين لعشر سنوات قادمة.

نيسان ـ نشر في 2021-03-16 الساعة 12:55


رأي: د.. توفيق العجالين خبير التدريب والتطوير

الكلمات الأكثر بحثاً