اتصل بنا
 

الفساد..طفل حرام أنجبه فراش غير شرعي بين المال والسلطة فغدا وحشاً كاسراً

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2021-03-20 الساعة 13:09

نيسان ـ ربما يكون أبسط تعريف للفساد هو أنه "الطفل الحرام" الذي أنجبه فراش غير شرعي بين المال والسلطة، فكبر واشتد عوده وتحول وحشا ضاريا يفتك في شتى جوانب الحياة؛ الاقتصادية، والسياسية، والصحية، والاجتماعية.
حين يصبح النفوذ محصوراً بفئة صغيرة متكئا إلى جدار عصبوي أو طبقي أو سياسي أو حتى عسكري ويتحكم بمصير دول وشعوب بأكملها، يصبح الحديث عن الحقوق والحريات مجرد أكاذيب سخيفة لا تنطلي على طفل في المهد.
إن هذه الفئة والتي تعرف باسم الأوليجاركية" الطغمة المنتفعة"، تتكون في الغالب من مزيج بين الطبقة الثرية والطبقة السياسية، واللتين تحكم علاقتهما المصالح المتبادلة والمنافع المشتركة، على مبدأ المثل القائل: "حكلَي، تحكلَك.
إذ تبدأ هذه الفئة الصغيرة رويدا رويدا باحتكار أدوات النفوذ، وتحصر نفسها في شلة على نحو ضيق، فتتحكم بالقرار السياسي لتحافظ على بقائها.
عرف الفيلسوف أفلاطون الأوليجاركية في كتابه (الجمهورية) على أنها حكم الأقلية للأكثرية، وجاء من بعده أرسطو، ليؤكد أن الأوليجاركية ما هي إلا مسخ للأرستقراطية، الذي انتهى الأمر بها إلى حكم الطغيان واستئثار القلة بالسلطة.
كما لخص ميكيافيللي مصطلح الأوليجاركية في كتابه (المطارحات)، بأنها الأرستقراطية إن هي فسدت.
اليوم، يستخدم هذا المصطلح لوصف الحكومات التي لا تمتلك رصيدا جماهيريا، بحيث تعتمد على التأثير في السلطة، مثل رجال المال والعسكر والعائلات المتنفذة.
أما بعض الشركات التجارية والمالية، فهي أيضا نوع من أنواع الاوليجاركية متعددة الجنسيات العابرة للقارات، والتي تعمل فقط من أجل تأمين مصالحها، حيث يتركز القسم الأكبر من المال بأيدي قلة تسيطر على السلطة الاقتصادية في بلد ما.
اليوم، تمارس الشللية "المافيوية" شتى الموبقات في حق الشعوب والأوطان، فتسلب الحقوق وتنهب المقدرات وتهربها في جنح الظلام الى "ملاذاتها الآمنة" عبر أنبوب خفي لا يعرف أوله من آخره وبمساعدة بنوك أجنبية لا تحلل ولا تحرم، بينما لا تزال الشعوب المغلوبة على أمرها تقاوم الفقر والجوع على أرضها التي لا ينوي الفاسدون تركها قبل أن يجعلوها من خلفهم "أرضا يبابا".

نيسان ـ نشر في 2021-03-20 الساعة 13:09


رأي: إسماعيل ياسين كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً