اتصل بنا
 

حكومة الخصاونة تدوس على دمامل منتفخة حد الغثيان

نيسان ـ نشر في 2021-03-22 الساعة 08:17

نيسان ـ لم تختلف الحكومات المتعاقبة خلال العقد الاخير في شكلها ومضمونها عن حكومة الخصاونة الحالية، التي تدوس الأخيرة على دمامل ملتهبة ومنتفخة برواسب وأخطاء الحكومات السابقة.
ليس في محيط هذه الحكومة( راهب أو شيخ) ولا قيادات مؤهلة حقيقية تدير دفة شراعها الذي يموج بتخبط في محيط ملتهب من الأزمات الداخلية والخارجية في الملفات كافة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والصحية، مُسَلِمة نفسها لموجات الجهل والتغابي، ولا نعلم على اي شط سترسو سفينتها التي كثر فِتَاقها، وتصطدم بين الحين والآخر بجرف رملي تُخير قواها، فعلى اي شط يا ترى سترسو حكومة الخصاونة ؟
والسؤال الذي يمكن طرحه اليوم وله امتداد الأمس، من أين تأتي هذه القيادات الفذة ؟
منذ عقود بدأ الفساد الإداري ينخر مؤسسات الدولة
فمنحت فرص التقدم للموظف الأقل كفاءة ومهارة والأكثر تسلقاً وتملقاً، وتشكلت شللية الصغار على أنهم الكبار ، وبدأت مع الزمن تكبر وتعلو وتسطو بسطحيتها وسخفها ورخصها لا بنضجها ووعيهها وفكرها ، إلى أن أصبحوا واجهة مؤسساتها وأعمدتها(وصدقوا حالهم) وبدأ الإعلام بتقديمهم على أنهم الأخيار( ويا ليت الأبابيل تأتي لتقصفهم بحجارتها.)
وهناك القيادات التاريخية(فقد أفلح الآباء ولم يفلح الأبناء) الذين ورثوا إسم الأب والجد والعشيرة فقط، وليس لدى أغلبهم ابجديات الكلام والمسؤولية والحضور والاقناع، ولا لديهم ابسط اطلاع على نظام الخدمة المدنية والتراتبية الوظيفية الحكومية ليحجزوا مقاعدهم السلطانية في الدولة ابد الدهر.
والنتيجة التي خيمت على مؤسسات ومرافق الدولة وصول أسطول مدجج بما يسمى( قيادات وكفاءات وشخصيات) لكنها مصنعة وقابلة للطيران على أرخص بساط، فتجول و لا تُصهل في اروقة الدولة بلا إنتاج ولا رؤى ولا إنجاز، فتراكمت اخطاؤها ومشاكلها، فكيف لا فالعقول التي تسبب المشاكل ليست هي من تقدم الحلول.
حكومة الخصاونة تتسارع بوتيرة غير عادية(هور يابو الهوارة) فلا نرى مبادرات حقيقية عملية منطقية قابلة للتطبيق في القطاعات كافة، فالحكومة أصبحت شكلية بامتياز وغير مقنعة لأبسط العقول، تقبع في مكاتبها تتلقى الصدمة تلو الأخرى، تنتظر الأحداث لتأتي إليها، لا تحسن صناعة الحدث والخبر، وتهرع للإعلام بإجراء عملياته التجميلية من شد ونفخ، وأصبح الوزراء شاغلي مناصب بلا نشاط ولا مبادرة ولا إنتاج ولا حلول، ونتفاجأ بأسماء وزراء لا نعلم عنهم شيئاً وكأنهم يعدون ساعات يومهم لا يحملون قلما ولا كتابا ولا ممحاة لاخطائهم، فهم الاخيار وأبناء التاريخ الذين انتجتهم المصالح وتقاطعت بهم الأنساب، فقمعوا مؤسسات الدولة وكفاءاتها الحقيقية فَرَشًّقوها على مقاسهم ومقاصدهم.
فلا غرابة عزيزي المواطن الأردني من هذه الحكومات غير المؤهلة لقيادة ملفات وازمات قطاعاتها كافة، فبدل ان تنهض صباحا لتسقي ثمار وطنها ، نجدها تحطب احضرها، فكثرت جراحها وادمتها لحد أن باتت تدوس على دمامل منتفخة زاد قيحها حد الغثيان.

نيسان ـ نشر في 2021-03-22 الساعة 08:17


رأي: د. آمال جبور

الكلمات الأكثر بحثاً