اتصل بنا
 

الأردن..لاتكفروا العشير‬

قاص وأكاديمي

نيسان ـ نشر في 2015-09-05 الساعة 12:15

نيسان ـ

غمرتنا المواقع الإخبارية المختلفة خلال الأيام القليلة الماضية بصورة الطفل السوري الذي قذفت به أمواج البحر العاتية إلى أحد شواطئ تركيا، وقد كان في طريقه لليونان مهاجراً بصحبة أسرته، وتركت من الأثر ما تركت في قلوب الإنسانية جمعاء، واختزلت آلام الأمة العربية، وتابعنا معها ردود الفعل التي تنوعت بين العتاب والشتم من جانب، والملامة والتحسر من جانب آخر.
فهذا عربي يدين العرب وتقاعسهم، ويعكس تردي حال الأمة وضياعها، ويذهب بالشكر لتركيا ويصفها بالمنصفة العادلة، وآخر يذهب وينشر صور زعماء الإتحاد الأوروبي ويثني على سعة استقبالهم وكرمهم منقطع النظير، وثالث ينشر صورة أحد زعماء الغرب وقد نزلت دمعته أمام كاميرات الصحفيين والتلفزة العالمية حزناً ومشاركةً ،ورابع يفتخر بصور عربات وقد حُملت ببعض الأطعمة ووضعت انتظارا للسوريين.
وهنا لا ننقص من الدور الإنساني الذي قامت به كل الدول في هذا العالم بشتى طرق المساعدة والعون سواء كانت المساعدات عينية أو مادية، لكن من حقنا أن نسأل سؤالأ مشفوعاً بألف ألم وعتاب، أين كانت تلك الضجة من حدود الأردن وهو يفتح أبوابه ليل نهار للإخوة السوريين وأطفالهم؟.و لِمَ لُجمتْ الأفواه عن صورة الجندي الأردني وهو يحضن بين يديه الصغار، ويحمل على كتفيه الكبار، ويخلع لباسه ليكون كسوة لهم من برد قارص؟ أين كانت بلاغة المفوهين والمعتزين بالغرب و"جهادهم"الإنساني مع الإخوة السوريين منذ أربعة أعوام فيما يتجرّع الأردني تبعات اللجوء القسري. عكس الأردن هموم اللجوء في كل المحافل الدولية وأثرها في استنزاف موارده لكن كل الآذان صمّت ولم نرَ إلا وعوداً دولية جادت بها كاميرات التلفزة وأقلام الكتّاب.
ما قدمه العالم لا يوازي كلف اللجوء وضغطه على مناحي الحياة.
هل من بلد بالعالم يعاني ما يعاني من نقص وقلة في الإمكانيات ومديونية وعجز ويكون حدّه مفتوحاً لكل من ضاقت به السبل؟.
لماذا كل هذا ويزيد؟ أواجب على الأردن وهو "خبز شعير" مأكول مذموم وفعل غيرنا ولو مرة أو قليل يشكر عليه وتنهال عليه عبارات الثناء وكأنه الحاضن الأوحد والموفر الفريد لكل متطلبات السعادة؟.
ولن تكون لقمتنا زعافاً وإن انكر الناكرون فعلنا فنحن نعمل بواجب الشقيق وخُلق الدين الحنيف.

نيسان ـ نشر في 2015-09-05 الساعة 12:15

الكلمات الأكثر بحثاً