اتصل بنا
 

انقسام سياسي واجتماعي عميق في الولايات المتحدة وشجاعة وكفاءة في طرح المشكلة وعلاجها

كاتب اردني

نيسان ـ نشر في 2021-03-26 الساعة 12:22

نيسان ـ في سؤال وجهته الصحفية في نيويورك تايمز نور قاسم إلى اثنين وعشرين كاتبا وشخصية عامة في الولايات المتحدة ما الكتاب الذي تنصح الرئيس بايدن أن يقرأه؟ أظهر المجيبون إجماعا على الشعور بالقلق من الانقسام الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة. وقد بدا أيضا بوضوح في اتجاهات واختيارات المثقفين والسياسيين تنامي النزعة اليسارية في الحزب الديمقراطي وفي المقابل تنامي النزعة اليمينية لدى الجمهوريين، وانحسار الوسط السياسي التاريخي الذي كان السمة الغالبة للحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة، ومؤكد أنهما اتجاهان يعمقان الصراع والخلاف السياسي والأيديولوجي في الولايات المتحدة.
فقد نصحت وزيرة الخارجية السابقة مادلين أولبرايت الرئيس الأمريكي بايدن أن يقرأ كتاب الرئيس التشيكي الأسبق فاكلاف هافل "فن المستحيل" في إشارة إلى إدارة هافل للانقسام بين التشيك والسلوفاك، وكيف ركز على التسامح والتقبل والقيم الإنسانية والاجتماعية العليا لبناء التماسك الاجتماعي، وتلافي الصراع الداخلي.
ونصحت الكاتبة والناشطة السياسية اليشيا جرازا الرئيس بايدن أن يقرأ كتاب ابرام اكس. كينيدي "stamped from the beginning" "مدموغ منذ البداية" والذي يتحدث عن العنصرية والانقسام بين البيض والسود في المجتمع الأمريكي، وكيف يجري بتخطيط مسبق منع فئات من الأمريكيين من القدرة على المشاركة والتأثير في السياسات والقضايا التي تؤثر في حياتهم ومصيرهم.
وتنصح الأكاديمية والروائية من أصل مغربي ليلى العلمي الرئيس بايدن أن يقرأ كتاب آدم كوهين "عدم المساواة المسنود قضائيا" (supreme inequality) والذي يتحدث عن تجربة الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون في إسناد المحكمة العليا إلى مجموعة من القضاة اليمينيين المتطرفين، وسخروا المحكمة للعمل ضد حقوق التصويت والهجرة والمساواة والفقراء في مواجهتهم مع الشركات.
وينصح الاقتصادي توماس بيكيتي مؤلف الكتاب الشهير "رأس المال في القرن الحادي والعشرين" وكذلك كتاب "رأس المال والايديولوجيا" الرئيس بايدن أن يقرأ كتاب نيكولاس باري "ذهب وحرية" والذي يتحدث عن تجربة الحزب الديمقراطي في إعادة إعمار الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية (1861- 1865) يقول بيكيتي: إنها تجربة مفيدة لهذه المرحلة.
وتنصح الروائية هاربيت أ. واشنطن الرئيس بايدن أن يقرأ كتاب بول فارمر "لإصلاح العالم" وهو طبيب وأنثروبولوجي أمريكي وناشط في الحقوق والحريات، ويتحدث كتابه عن التعصب الثقافي في الولايات المتحدة وظروف الحياة والعمل البائسة التي يعيشها الملونون والأجانب والصراع العنصري.
وينصح الصحفي والمحامي الجمهوري ديفيد فروم الرئيس بايدين أن يقرأ كتاب آدم توز "الطوفان" والذي يتحدث عن المرحلة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى ثم الأزمة الاقتصادية الكبرى مؤملا أن يدرك الرئيس الأمريكي الجديد الفوائد الكبرى للتجارة الحرة العالمية، وأن يلاحظ المخاطر التي تهدد السلام والازدهار، إذ يعرض آدم توز أسباب الفشل والنجاح المستمدة من تجربة الحرب والكساد.
وينصح أستاذ العلوم السياسية بجامعة جون هوبكنز ياشا مونك الرئيس بايدن أن يقرأ كتاب جون ستيوارت ميل "قضية المرأة" مؤكدا بذلك على أهمية العدل والمساواة معتبرا إياها القضية التي تتحدى الإدارة الأمريكية الجديدة، ويقول إن ميل يساعدنا لأجل رؤية تؤكد على العدل والفوائد الاقتصادية والاجتماعية الممكنة بسبب الالتزام بالعدل.
ويوصي مؤلف كتاب "رؤساء الحرب" مايكل بشلوس الرئيس بايدن بقراءة كتاب رون تشيرنو "واشنطن" ليلاحظ الرئيس الجديد كيف استطاع القائد الأمريكي التاريخي جورج واشنطن بمثاله الشخصي وسياساته أن يعمل في ظروف من الديمقراطية الهشة لأجل حماية الحريات والدفاع عن البلاد وضمان سيادة القانون، ويقول إنها تجربة ملهمة للأمريكيين في الظرف الذي يعيشونه اليوم.
تنصح مؤلفة كتاب "الانقراض السادس" اليزابيت كولبر الرئيس بايدن بقراءة كتاب ادوارد أو. ويلسن "مستقبل الحياة" ذلك ان سلوك الإدارة السياسية الأمريكية يؤثر على الناس في جميع أنحاء العالم، كما الكائنات الحية الأخرى، ويحذر ويلسون في كتابه هذا من انهيار التنوع البيولوجي على كوكب الأرض.
وتوصي المؤرخة والأستاذة بجامعة هارفارد أنيت غوردن الرئيس بايدن بقراءة كتاب دبليو. اي. بي دو بوا "إعادة الإعمار في أمريكا 1860 – 1880" والذي يعرض الجهود المبذولة لإعادة تشكيل المجتمع الأمريكي في أعقاب الحرب الأهلية، ويوضح كيف أفشلت وعرقلت جهود الحكومة لبناء المساواة في المجتمع الأمريكي من قبل المتعصبين البيض.
وينصح رئيس مجلس العلاقات الخارجية والدبلوماسي السابق ريتشارد هاس الرئيس بايدن بقراءة كتاب وزير الخارجية الأمريكي في عهد الرئيس ترومان؛ دين أتشيسون" حضور الخلق
‘Present at the Creation,’ by Dean Acheson
ويعرض فيه مرحلة يصفها بأنها الأكثر ابتكارا ونجاحا في السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة، " ويقول إن بادين ورث عالما من الفوضى، وسيكون التحدي هو تصميم وبناء ترتيبات جديدة لإدارة التنافس مع الصين وتضييق الفجوة بين التحديات العالم والرغبات والقدرات في الاستجابة لها.
وتوصي الروائية من أصل كوري مين جين لي الرئيس بايدن بقراءة كتاب ماثيو ديزموند "مطرود" ويعرض أزمة الإسكان ومعاناة المواطنين الذين يطردون من البيوت لعجزهم عن دفع الإيجار أو سداد الأقساط للبنوك، وسيكون في مقدور الرئيس بقراءته للكتاب أن يتعرف على جانب من حياة المواطنين الأمريكان.
ويوصي أستاذ الأدب بجامعة برينستون إدي غلود الرئيس بايدن بقراءة كتاب "بالدوين" تحرير توني موريس؛ إذ يقدم الكتاب رؤية واضحة لأزمة الشعور الوطني كما يشهد على آثارها الروائي والأديب الأمريكي الشهير والمؤثر جيمس بالدوين. وهو روائي أمريكي من أصول أفريقية، وقد شغل كثيرا في كتاباته الروائية والمسرحية بالهوية والتمييز.
وتنصح أستاذة الأدب الانجليزي بجامعة بروكلين كاي هايمويتز الرئيس بايدن بقراءة كتاب نيكولاس ابرستادت "رجال بلا عمل" ويعالج قضايا البطالة وفقدان مهارات العمل بين فئة واسعة من الأمريكان، ومتوالياتها من العجز عن المشاركة والفقر والتفكك الأسري واليأس وعدم المساواة.
ويوصي كاتب السيناريو والمسرح والممثل من أصل باكستاني إياد أخطر الرئيس بايدن بقراءة كتاب كريستوفر لاش "الجنة الحقيقية والوحيدة" وقد تنبأ فيه من قبل ثلاثين عاما بكثير من المتاعب والتحديات التي تعيشها اليوم الولايات المتحدة.
ويوصي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد (2015) أنجوس ديتون الرئيس بايدن بقراءة كتاب مايكل لويس "المخاطرة الخامسة" وفيه يكشف لويس مدى الجهل المتعمد وإساءة استخدام السلطات.
يوصي فان جونز الرئيس بايدن بقراءة كتاب ياشا مونك "الشعب مقابل الديمقراطية" ويوصي أستاذ العلوم السياسية يوفال ليفين الرئيس بايدن بقراءة كتاب "السياسة الأمريكية" تأليف صمويل ب. هنتنغتون والذي تنبأ فيه حين صدر عام 1981 بالصراع بين الاتجاهات المتطرفة الصاعدة من جميع الاتجاهات اليمينية والراديكالية واليسارية.
وتوصي الكاتبة الأمريكية الشابة من أصل اكوادوري كارلا كورنيخو فيلافيسنسيو الرئيس بايدن بقراءة كتاب ديفيد آلن سيبلي "ما يشبه أن تكون طائرا"
يصعب في هذه المساحة عرض وتحليل الكتب والأفكار المقترحة، لكنها إشارات وأمثلة توضح عمق الشعور والهواجس لدى المثقفين الأمريكان بالأزمة العميقة، كما أنها تؤشر إلى الثراء الفكري والشجاعة في وصف المشكلات ودراستها بمنهجية علمية نزيهة. وربما يكون ذلك أكثر ما يعنينا في دولنا ومجتمعاتنا العربية.

نيسان ـ نشر في 2021-03-26 الساعة 12:22


رأي: إبراهيم غرايبة كاتب اردني

الكلمات الأكثر بحثاً