'ظلم ذوي القربى' و'نكد الدنيا'
نيسان ـ نشر في 2021-04-13 الساعة 15:42
نيسان ـ لم أجد أصدق من طرفة بن العبد وأبو الطيب المتنبي في وصف حالنا، سيما في مناخات "حجر كورونا" و"حظر النشر" في القضية المنظورة أمام القضاء.
الأول، جاهلي كما يُصنف، مع أنني أجد مشقة في ابتلاع وصف "الجاهلية" الذي يُطلق على حال العرب قبل الإسلام، فقد كانوا أهل حضارة وثقافة وشعر وتجارة وعمارة، وربما نجدنا بحاجة لزيارات أخرى لتاريخنا، لتنقيحه وتنقيته، وهذا ليس موضوعنا على أية حال.
يقول ابن العبد في معلقته:
"وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند"
يحتفظ بيت الشعر هذا، بـ "صلاحيته" و"راهنيته" برغم مرور خمسة عشر قرناً على نظمه وتعليقه على جدران الكعبة، وأحسب أن الأردنيين، وهم يتابعون فصول الفتنة/المؤامرة، التي تعرضت لها بلادهم وعرشهم في الأيام الفائتة، سيجدون فيه ما يلامس شغاف أنفسهم، ويصف حال سبعة ملايين أردني في أفواههم مياه كثيرة.
و "ذو القربى"، ليسوا من أهل بيتنا فحسب، بل ومن أشقائنا وجيراننا، الذين لم يتورعوا عن التفكير بالعبث بأمننا واستقرارنا، بل والتورط بالعبث بهما فعلياً، مع أننا لم نكن يوماً، إلا عوناً لهم، خضنا معاركهم والتي لم تكن بالضرورة معاركنا، ودائماً من منطلق الإحساس برابط العروبة ومشاعر الأخوة والجيرة، ومندرجات المصلحة القومية المشتركة.
أما "ذو القربى" من أهلنا وأبناء جلدتنا، أبناء بيتنا وأهله و"أرقامنا الوطنية"، فذلكم جرح غائر في الكف، سيما حين "يؤتى الحذر من مأمنه".
أبو الطيب المتنبي، أشعر العرب، الذي وإن كان الأخير زمانه، فقد جاء بما لا تستطعه الأوائل كما قال أبو العلاء المعري في وصف حاله ومكانته كشاعر للفلاسفة وفيلسوف للشعراء، المتنبي صدح مغرداً: "ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى...عدواً له ما صداقته بُدُّ"...وليت لي ما للمتنبي من قدرة على نحت مفرداته، لأشتق عبارة تنزع عن إسرائيل، العدو، صفة "الصداقة" التي أوردها المتنبي في قصيدته، بعد أن أوغل في التآمر علينا، مذ أن شعر بأننا شوكة في حلقه الذي لا يتوقف عن ازدراد حقوقنا وتطلعاتنا.
لكن قاتل الله السياسة و"عملية السلام" و"الاتفاقات المبرمة"، التي تجبرنا، أو البعض منّا، على ابتلاع ألسنتنا حين نشرع في رسم شكل مضمون علاقاتنا بهذا الكيان العنصري...في ظني أن الوقت لن يطول، قبل أن تتكشف نواياه الخبيئة والخبيثة، فمن أشهر بالأمس، "سيف داوود"، على إيران، وكل من هم في الطريق إليها، لا يمكن أن يكون صديقاً.
"جنون العظمة"، أو "رقصة الديك الذبيح" تدفع بنتنياهو، لإشهار "حرب يهودية" على الإقليم برمته، ومن موقع "القوة العالمية" وليس الإقليمية فحسب، وبصورة تذكر، بحروب الغرب "الصليبية" على منطقتنا وأمتنا ومقدساتنا، قبل مئات السنين...هم بالأمس، استلوا "الصليب" من الكتب المقدسة، لتجييش المتطوعين واستحضار الأساطير واستنفار الغرائز، للتغطية على أطماعهم الاستعمارية، وهو اليوم، يُشهر في وجوهنا "سيف داود ونجمته"، لمخاطبة الغرائز واستثارة التوحش، للتغطية على فضائحه وأطماع كيانه...فهل يريدها حرباً دينية علينا وعلى إيران والعرب والمسلمين؟...أي خبل أصاب الرجل، وأي منزلق تنحدر إليه إسرائيل؟
ابن العبد والمتنبي، لخّصا من دون أن يدريا، بعضاً من جوانب ما شهدناه في الأيام العشرة الأخيرة: "ظلم ذوي القربى" الأقربين والأبعدين، و"نكد الدنيا" المقيم على الضفة الثانية للنهر المقدس...ولأنهما شاعران، والشعراء عادة ما يتبعهم الغاوون، فما بالكم حين يكون أحدهما "جاهلي" والثاني "متنبنٍ"، فسنختتم "كليلة ودمنة" هذه، بآيات من ذكر الحكيم، "ولا تفرقوا فتذهب ريحكم" و "إن الله لا يغير ما بقوم..." و "إن أريد إلا الإصلاح...".
الأول، جاهلي كما يُصنف، مع أنني أجد مشقة في ابتلاع وصف "الجاهلية" الذي يُطلق على حال العرب قبل الإسلام، فقد كانوا أهل حضارة وثقافة وشعر وتجارة وعمارة، وربما نجدنا بحاجة لزيارات أخرى لتاريخنا، لتنقيحه وتنقيته، وهذا ليس موضوعنا على أية حال.
يقول ابن العبد في معلقته:
"وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند"
يحتفظ بيت الشعر هذا، بـ "صلاحيته" و"راهنيته" برغم مرور خمسة عشر قرناً على نظمه وتعليقه على جدران الكعبة، وأحسب أن الأردنيين، وهم يتابعون فصول الفتنة/المؤامرة، التي تعرضت لها بلادهم وعرشهم في الأيام الفائتة، سيجدون فيه ما يلامس شغاف أنفسهم، ويصف حال سبعة ملايين أردني في أفواههم مياه كثيرة.
و "ذو القربى"، ليسوا من أهل بيتنا فحسب، بل ومن أشقائنا وجيراننا، الذين لم يتورعوا عن التفكير بالعبث بأمننا واستقرارنا، بل والتورط بالعبث بهما فعلياً، مع أننا لم نكن يوماً، إلا عوناً لهم، خضنا معاركهم والتي لم تكن بالضرورة معاركنا، ودائماً من منطلق الإحساس برابط العروبة ومشاعر الأخوة والجيرة، ومندرجات المصلحة القومية المشتركة.
أما "ذو القربى" من أهلنا وأبناء جلدتنا، أبناء بيتنا وأهله و"أرقامنا الوطنية"، فذلكم جرح غائر في الكف، سيما حين "يؤتى الحذر من مأمنه".
أبو الطيب المتنبي، أشعر العرب، الذي وإن كان الأخير زمانه، فقد جاء بما لا تستطعه الأوائل كما قال أبو العلاء المعري في وصف حاله ومكانته كشاعر للفلاسفة وفيلسوف للشعراء، المتنبي صدح مغرداً: "ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى...عدواً له ما صداقته بُدُّ"...وليت لي ما للمتنبي من قدرة على نحت مفرداته، لأشتق عبارة تنزع عن إسرائيل، العدو، صفة "الصداقة" التي أوردها المتنبي في قصيدته، بعد أن أوغل في التآمر علينا، مذ أن شعر بأننا شوكة في حلقه الذي لا يتوقف عن ازدراد حقوقنا وتطلعاتنا.
لكن قاتل الله السياسة و"عملية السلام" و"الاتفاقات المبرمة"، التي تجبرنا، أو البعض منّا، على ابتلاع ألسنتنا حين نشرع في رسم شكل مضمون علاقاتنا بهذا الكيان العنصري...في ظني أن الوقت لن يطول، قبل أن تتكشف نواياه الخبيئة والخبيثة، فمن أشهر بالأمس، "سيف داوود"، على إيران، وكل من هم في الطريق إليها، لا يمكن أن يكون صديقاً.
"جنون العظمة"، أو "رقصة الديك الذبيح" تدفع بنتنياهو، لإشهار "حرب يهودية" على الإقليم برمته، ومن موقع "القوة العالمية" وليس الإقليمية فحسب، وبصورة تذكر، بحروب الغرب "الصليبية" على منطقتنا وأمتنا ومقدساتنا، قبل مئات السنين...هم بالأمس، استلوا "الصليب" من الكتب المقدسة، لتجييش المتطوعين واستحضار الأساطير واستنفار الغرائز، للتغطية على أطماعهم الاستعمارية، وهو اليوم، يُشهر في وجوهنا "سيف داود ونجمته"، لمخاطبة الغرائز واستثارة التوحش، للتغطية على فضائحه وأطماع كيانه...فهل يريدها حرباً دينية علينا وعلى إيران والعرب والمسلمين؟...أي خبل أصاب الرجل، وأي منزلق تنحدر إليه إسرائيل؟
ابن العبد والمتنبي، لخّصا من دون أن يدريا، بعضاً من جوانب ما شهدناه في الأيام العشرة الأخيرة: "ظلم ذوي القربى" الأقربين والأبعدين، و"نكد الدنيا" المقيم على الضفة الثانية للنهر المقدس...ولأنهما شاعران، والشعراء عادة ما يتبعهم الغاوون، فما بالكم حين يكون أحدهما "جاهلي" والثاني "متنبنٍ"، فسنختتم "كليلة ودمنة" هذه، بآيات من ذكر الحكيم، "ولا تفرقوا فتذهب ريحكم" و "إن الله لا يغير ما بقوم..." و "إن أريد إلا الإصلاح...".
نيسان ـ نشر في 2021-04-13 الساعة 15:42
رأي: عريب الرنتاوي