كورونا.. كأننا فتحنا على أنفسنا أبواب جهنم

نيسان ـ ابراهيم قبيلات...قال وزير الصحة فراس الهواري، الثلاثاء، بوجود إصابات مسجلة في الأردن من السلالة المتحورة البرازيلية والجنوب أفريقية من فيروس كورونا المستجد، منذ منتصف آذار.
كلّما قلنا أوشكنا على الانتهاء من هذه الجائحة حتى تراءى لنا طارئ من بعيد، علمنا منه أن ما كنا فيه مزحة، أمام ما نحن مقبلون عليه.
أتذكرون مثل هذه الأيام، في العام الماضي؟. كنا حينها نتجهز لنفتح أبوابنا من جديد لاستقبال الحياة..كأنا حينها فتحنا على أنفسنا أبواب جهنم.. بدا الامر أبشع مما كنا عليه سابقا.
ثم استرحنا، وقلنا: وإن يكن، ففتحنا أبوابنا أكثر، فطاف علينا الفايروس، فكثر الدفن، وازدادت حرارة الجائحة، وفي الاثناء فتحت علينا أبواب اخرى من الكوارث، اقتصادية وسياسية واجتماعية وصحية.
اليوم، يفشي وزير الصحة فراس الهواري، سراً كأنه فيلم رعب، لو تفشّى لا سمح الله، سنقول فيه لأنفسنا إن كل ما كنا عليه سابقا مجرد مزحة أمام ما ينتظرنا.
في تصريح وزير الصحة ما يدعو الى القلق، فهو يقول: إن لدينا 4 إصابات بالمتحور البرازيلي و5 من المتحور الجنوب أفريقي، وأن هناك إصابتين من سلالة لا يُعلم تأثيرها، والاخيرة ادهى وأمر لعدم معرفتنا بما ستعبث فينا علمياً وعملياً.
أما الملاحظة الاخرى التي على صاحب القرار الوقوف عندها فهي: أن 10 إصابات من أصل 12 لم تأت من الخارج وإنما هي نتاج التكاثر الطبيعي للفيروس.
صحيح ان الوزير قال إن أعراض المصابين بها خفيفة جدا، ومعظمهم لا يحمل أي أعراض، مضيفاً "وثقنا حقيقة أن الفيروس لم يأت من الخارج وإنما هو نتاج طبيعي" لكن مع تجربتنا بخداع الفايروس ندرك اننا في لحظة علينا فيها ان نحرص.
علميا، هناك عدة آلاف من السلالات المختلفة والمنتشرة للفيروس المتسبب بمرض كوفيد..ولمن لا يعرف السلالة المتحورة البرازيلية من الفايروس، فهي سلالة عثر عليها في بريطانيا، وهي شديدة العدوى وقد تستطيع مقاومة المناعة المكتسبة من إصابة سابقة، حسب ما قال العلماء.
ما يدعو للقلق هو اننا لسنا على يقين بأي شيء حيال الفايرس، أما اذا اضفت سلالات اخرى تتعلق بالجائحة السياسية والاقتصادية، فلن يعني ذلك الا اننا امام منعطف تاريخي، قد لا ندرك خطورته الا بعد المرور منه ورؤية ما جرى لنا فيه من تحوّر اقتصادي وسياسي وطبي.