التلفزيون الأردني ينتدب زملاء صحافيين قسراً إلى المكتبة الوطنية..هل انطلقت صافرة الهيكلة؟
نيسان ـ نشر في 2021-04-15 الساعة 12:51
نيسان ـ إبراهيم قبيلات...تلقى أمس ثلاثة زملاء صحافيون عاملون في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون كتباً رسمية، بانتدابهم إلى دائرة المكتبة الوطنية دون علمهم أو حتى مشاورتهم قبل الانتداب، وسط تخوفات من اقتراب "ساعة الصفر" لانطلاق صافرة الهيكلة، ليس في الإذاعة والتلفزيون وحدها، بل وفي وكالة الانباء الأردنية "بترا".
فجأة ودون سابق إنذار تلقى الزملاء كتبا رسمية تقول "أعلمكم بالموافقة على انتدابك للعمل لدى وزارة الثقافة/ دائرة المكتبة الوطنية لمدة سنة، على ان تتقاضى راتبك وعلاواتك من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون خلال فترة انتدابك"..
ندرك أن المؤسسة تضع على طاولتها الإدارية ملف الهيكلة منذ وقت، وندرك أيضاً أهمية إعادة تنظيم مؤسسات الدولة التي تعاني من ترهل وتزاحم لا طائل منه، شريطة أن لا يذهب الصالح بعروى الطالح.
لعل من أخطر أمراض الإدارة الأردنية الحديثة، هو الترهل الإداري الذي بلغ أشده مؤخراً في جل مؤسسات الدولة ووزاراتها، فاكتشف الحكومة أنها في ورطة إدارية ومالية، كنتيجة حتمية لانتهاجها سياسة التنفيع والتزريق والمحسوبية والشللية لزبائن ولّدوا عبئاً على الدولة.
ما حدث أمس مع الزملاء ناهد هاله ومحمد حتما سيحدث مع زملاء آخرين إذا بقيت المعالجات الإدارية قاصرة، وتنطوي على كثير من الغبن والتعسف.
المسألة ليست سهلة، منذ سنوات والحكومة تحشو في الوظيفة الواحدة عشرات الموظفين، ومنذ سنين والحكومة تراكم العبث في مؤسسات الدولة؛ ما أدى الى ظهور أورام غير حميدة؛ أثّرت على حيوية ونشاط مجمل الموظفين .
عملياً، ما فعلته الحكومة ومن باب "العلاج الإداري" أنها نقلت صحافين ومحررين إلى وظائف بعيدة كل البعد عن سيرتهم الوظيفة، وسيكون عليها انتهاج الطريقة ذاتها مع آخرين، وفي مؤسسات أخرى؛ لنصل في نهاية المطاف إلى زراعة موظفين جدد بمؤسسات لا عمل لهم فيها، بذريعة الهيكلة.
الإدارة الناجحة هي تلك التي تنجح في إيجاد حلول ناجعة تخفف فيها من أوجاع المعالجات بالقدر الذي لا تتحول فيه المعالجات نفسها الى مشكلات جديدة.
أن يجري نقل محررين مبدعين في مؤسسة إعلامية عريقة إلى موظفين في إحدى المؤسسات الرسمية فلن يعني هذا سوى أننا أضفنا الى ما نعانيه من ترهل إداري مشاكل إضافية وبخبرات أكبر.
لا أحد يقول إن الحلول سهلة، أو أنها ستكون مرضية للجميع، لكن علينا أن نخضع هذه الحلول لشروط صارمة يجري تطبيقها على الجميع..عندما نقول على الجميع، فهذا يعني أن لا نعيد تجربتنا السابقة مع الفشل، لكن على شكل ما، نسميه معالجات هيكلية.
ما نريده هو حلول بـ"مسطرة" يجري وزنها على كل الموظفين وفي كل المؤسسات والوزارات المتخمة بموظفين لا عمل لهم سوى تصفح الفيسبك وتويتر؛ ولئلا تعود لنا المعالجات بمشاكل إضافية، سواء بنقل الموظفين الى مؤسسات أخرى لا تحتاج إليهم، أو بنقل موظفين يلعبون أدواراً وظيفية ومهنية مهمة في مؤسساتهم الأولى، لكن لشيء ما جرى نقلهم هم دون غيرهم.
إذا تسبب محمد وناهد وهالة في تراجع آداء التلفزيون، وعزوف الأردنيين عن مشاهدة الشاشة الرئيسية؛ فنحن مع إنزال أشد العقوبات بهم ليكنوا عبرة لمن لا يعتبر.
لسنا مع حلول التسكين التي يدفع ثمنها غالباً صغار الموظفين في مؤسسات الدولة، فيما لا تقترب شفرة التعليمات من رواتب وامتيازات كبار موظفيها الذين لا يعرف أحد كيف دخل جلهم وجلس على كراسي الإدارة في الكثير من مؤسسات الدولة.
فجأة ودون سابق إنذار تلقى الزملاء كتبا رسمية تقول "أعلمكم بالموافقة على انتدابك للعمل لدى وزارة الثقافة/ دائرة المكتبة الوطنية لمدة سنة، على ان تتقاضى راتبك وعلاواتك من مؤسسة الإذاعة والتلفزيون خلال فترة انتدابك"..
ندرك أن المؤسسة تضع على طاولتها الإدارية ملف الهيكلة منذ وقت، وندرك أيضاً أهمية إعادة تنظيم مؤسسات الدولة التي تعاني من ترهل وتزاحم لا طائل منه، شريطة أن لا يذهب الصالح بعروى الطالح.
لعل من أخطر أمراض الإدارة الأردنية الحديثة، هو الترهل الإداري الذي بلغ أشده مؤخراً في جل مؤسسات الدولة ووزاراتها، فاكتشف الحكومة أنها في ورطة إدارية ومالية، كنتيجة حتمية لانتهاجها سياسة التنفيع والتزريق والمحسوبية والشللية لزبائن ولّدوا عبئاً على الدولة.
ما حدث أمس مع الزملاء ناهد هاله ومحمد حتما سيحدث مع زملاء آخرين إذا بقيت المعالجات الإدارية قاصرة، وتنطوي على كثير من الغبن والتعسف.
المسألة ليست سهلة، منذ سنوات والحكومة تحشو في الوظيفة الواحدة عشرات الموظفين، ومنذ سنين والحكومة تراكم العبث في مؤسسات الدولة؛ ما أدى الى ظهور أورام غير حميدة؛ أثّرت على حيوية ونشاط مجمل الموظفين .
عملياً، ما فعلته الحكومة ومن باب "العلاج الإداري" أنها نقلت صحافين ومحررين إلى وظائف بعيدة كل البعد عن سيرتهم الوظيفة، وسيكون عليها انتهاج الطريقة ذاتها مع آخرين، وفي مؤسسات أخرى؛ لنصل في نهاية المطاف إلى زراعة موظفين جدد بمؤسسات لا عمل لهم فيها، بذريعة الهيكلة.
الإدارة الناجحة هي تلك التي تنجح في إيجاد حلول ناجعة تخفف فيها من أوجاع المعالجات بالقدر الذي لا تتحول فيه المعالجات نفسها الى مشكلات جديدة.
أن يجري نقل محررين مبدعين في مؤسسة إعلامية عريقة إلى موظفين في إحدى المؤسسات الرسمية فلن يعني هذا سوى أننا أضفنا الى ما نعانيه من ترهل إداري مشاكل إضافية وبخبرات أكبر.
لا أحد يقول إن الحلول سهلة، أو أنها ستكون مرضية للجميع، لكن علينا أن نخضع هذه الحلول لشروط صارمة يجري تطبيقها على الجميع..عندما نقول على الجميع، فهذا يعني أن لا نعيد تجربتنا السابقة مع الفشل، لكن على شكل ما، نسميه معالجات هيكلية.
ما نريده هو حلول بـ"مسطرة" يجري وزنها على كل الموظفين وفي كل المؤسسات والوزارات المتخمة بموظفين لا عمل لهم سوى تصفح الفيسبك وتويتر؛ ولئلا تعود لنا المعالجات بمشاكل إضافية، سواء بنقل الموظفين الى مؤسسات أخرى لا تحتاج إليهم، أو بنقل موظفين يلعبون أدواراً وظيفية ومهنية مهمة في مؤسساتهم الأولى، لكن لشيء ما جرى نقلهم هم دون غيرهم.
إذا تسبب محمد وناهد وهالة في تراجع آداء التلفزيون، وعزوف الأردنيين عن مشاهدة الشاشة الرئيسية؛ فنحن مع إنزال أشد العقوبات بهم ليكنوا عبرة لمن لا يعتبر.
لسنا مع حلول التسكين التي يدفع ثمنها غالباً صغار الموظفين في مؤسسات الدولة، فيما لا تقترب شفرة التعليمات من رواتب وامتيازات كبار موظفيها الذين لا يعرف أحد كيف دخل جلهم وجلس على كراسي الإدارة في الكثير من مؤسسات الدولة.
نيسان ـ نشر في 2021-04-15 الساعة 12:51
رأي: ابراهيم قبيلات