اتصل بنا
 

حقيقة سجون البوليساريو .. مُعذبون ومجانين وقُصَّر

نيسان ـ نشر في 2015-09-08 الساعة 11:20

x
نيسان ـ

من قلب دهاليز سجن "الذهبية"، القريب من الرابوني، الذي تشرف عليه قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية، نشرت احدى وسائل الاعلام المغربية مقاطع فيديو قصيرة، توثق مرة أخرى لأوضاع غير إنسانية يعيشها سجناء صحراويون، وظروف عيش أقل ما يقال عنها بأنها تصلح لكل شيء إلا للبشر.

ونشرت صحيفة هسبريس المغربية صورا وتسجيلات حصرية من داخل سراديب "غوانتامو البوليساريو"، قام بتسريبها الناشط الصحراوي، سيد أحمد لعروسي بومهدي، أحد أبناء مدينة الداخلة، والذي ذاق ويلات المعتقل هناك، قبل أن يُفرج عنه، ليعيش حاليا حياة أشبه بالقط والفار مع أمن وعسكر الجزائر والبوليساريو.

ويقول بومهدي بأنه يتواجد في الوقت الراهن في تندوف، ويعاني من وضعية صحية صعبة، ولا يستطيع التطبيب لعدم توفره على أوراق ثبوتية، على حد روايته، قبل أن يكشف تعرضه لمحاولة اغتيال ليلة أمس، بواسطة سيارة دفع رباعي من نوع "طويوطا لاند كروزر"، حاولت دهسه، وتحمل لوحة ترقيم حكومي، تابعة لما يسمى وزارة الدفاع بالبوليساريو.

وأردف بومهدي بأنى تلقى اليوم تهديدا مباشرا من طرف عناصر مجهولة على قارعة الطريق بتندوف، حيث أخبروه بأن المحاولة السابقة لن تفشل كسابقتها"، مضيفا أنه ذهب إلى مركز الدرك الجزائري ليقدم شكايته، لكنه فوجئ بتجاهل قضيته، وقالوا له "اذهب واشتك عند الملك محمد السادس، فهو يقول إن تندوف مغربية".

ويظهر أحد الفيديوهات شاب يدعى سيد أحمد حمدي البو، من قبيلة اركيبات أولاد بورحيم، تعرض لتعذيب شديد على يد زبانية البوليساريو، بسبب أنه أعلن تأييده لأطروحة الحكم الذاتي، وسبق أن اعتصم أمام المفوضية السامية للمينورسو في أبريل 2014، وهو حاليا مُضرب عن الطعام رفقة السجين كمال الداودي.

ويقول المعتقل في التسجيل، الذي صوره وأنجزه سيد أحمد لعروسي بومهدي قبل إطلاق سراحه، إنه مصاب بارتجاج في الدماغ، وإعاقة مستديمة على مستوى الرأس، متمثلا في ثقب في الأذن، لازال يسيل منه الدم والقيح جراء التعفنات وغياب التطبيب، مؤكدا أنه وباقي السجناء يعيشون في الجحيم.

وأردف البو، ضمن ذات التصريح الموقف بالصوت والصورة من داخل سجن الذهيبية الرهيب، بأنه تعذب كثيرا قبل رميه في المعتقل، وبأنه وُضع في البداية في إحدى الحاويات لمدة أربعة أيام، بأمر ممن يسمى "وكيل الجمهورية الصحراوية"، قبل أن يجزم بأنه وزملاؤه من حركة "شباب التغيير" يتهددهم الموت في كل وقت وحين.

وأورد مُصور اللقاء مع المعتقل المضرب عن الطعام في سجن الذهيبية، بأن الصور المرئية لأقبية هذا المعتقل تُظهِر بجلاء الظروف اللا إنسانية التي يعيشها المعتقلون، كما أنها تبين الفوارق الشاسعة بين حقوق الإنسان في ما يسمى تعسفا "الجمهورية الصحراوية"، وبلدان الجوار.

وفي تسجيل مُصور آخر، يظهر معتقل في سجن "الذهيبية" بثياب رثة وغير متناسقة، يدعى محمد، لكنه لا يعرف اسمه، ويجهل أين يتواجد بالتحديد، ويتمتم بكلمات لا معنى لها، وذلك بسبب إصابته بالجنون، حيث إنه رغم وضعيته الإنسانية لا زال يتواجد رفقة باقي السجناء، في ظروف لا يمكن أن توصف سوى بالمرثية.

ويقول معتقل ثالث من داخل سجن الدهيبية، ضمن تسجيل آخر بالصوت والصورة، إنه من مواليد 2001، حيث لا يتجاوز عمره 14 عاما، ورغم ذلك دُفع به إلى السجن ليقضي مدة سجن تبلغ عاما كاملا بلا حكم قضائي، وفق تعبيره، مبرزا أنه في السجن قاصرون يتعرضون للتحرش والاعتداءات الجنسية من طرف "رجال كبار يحكرو علينا".

وفي باقي التسجيلات التي حصلت عليها هسبريس، تتضح بجلاء ظروف عيش المعتقلين المعارضين في سجن "الذهيبية" الشهير لجبهة البوليساريو، حيث تبدو الأبواب متهرئة، والأبواب صدئة، والصراصير تعيث في المكان فسادا، والجدران متسخة، وذلك ضمن ظروف حياة لا تليق بالإنسان.

http://t1.hespress.com/files/poi_ta_1_118894129.jpg

وطالب أغلب السجناء الصحراويين من داخل سراديب معتقل "الذهيبية" بتدخل عاجل من لدن المنظمات الحقوقية الدولية، سواء في بلدان الجوار، أو تلك التي لها صيت عالمي، لوضع حد لأحداث التعذيب والتعنيف التي يتعرض لها المعتقلون، ومنحهم أسباب حياة تتسم بالكرامة داخل السجن الرهيب للبوليساريو الانفصالية.

نيسان ـ نشر في 2015-09-08 الساعة 11:20

الكلمات الأكثر بحثاً