اتصل بنا
 

أسر عفيفة وأطفال يشكرون نائباً تصدّق عليهم بلقمة من حمأ مسنون

للتواصل مع الكاتب:

نيسان ـ نشر في 2021-04-27 الساعة 12:20

أسر عفيفة وأطفال يشكرون نائبا تصدق
نيسان ـ إبراهيم قبيلات..لم أتذوق مرارة العلقم من قبل، لكني تجرعت قبل قليل، فيديو لفقراء من ذوي الاحتياجات الخاصة يشكرون سياسياً أو تاجراً ثرياً صار نائباً..كان الفقراء وأطفالهم يلهجون باسمه بعد أن من عليهم بلقمة من حمأ مسنون.
هذا فقير ذليل مريض مستباح وأنا أمنحه بعضاً من صدقاتي وعليه أن يشكرني بفيديو، فقد تجاوزنا مرحلة الصور .
بعضنا لم يكتفِ بالمن، ولم يلحقها أذى فقط، بل عجن الاثنين: المن والاذى، وطبخهما على نار قبيحة، ثم قدمها للفقراء على شكل عطايا موثقة.
بعض الصدقات يتبعها منّ، منّ على الفقراء، ها قد أعطيناكم، المن يأتي على أشكال وأشكال. أما ما لا يمكن استيعابه هو ان يتبع "الصدقات" أذى، الأذى أدهى وأمر، كنا قد اعتدناه على شكل صورة تقول للرأي العام: هذا فقير ذليل وأنا امنحه صدقاتي.
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ". هذا قول الله تعالى يلخص كل شيء.
البعض هذه الأيام جمع المن والأذى معاً، ثم صاغهما بفيديو واحد وأطلقه على شكل أطفال من الاحتياجات الخاصة، وأطفال فقراء، واسر محتاجة جعلهم يسجلون مقاطع مصوّرة يشكرون فيها فعله الحسن، واسمه الاحسن.
هذا الأذى المركب غير موجه للفقير أو الطفل الفقير وأسرته، بل نقصف به جميعنا، تقصف فيه أخلاقنا، ويقصف فيه مجتمعنا.
كنت أتذوق وأتحسس طعم القهر وأنا احضر المقاطع المصورة للأطفال الفقراء وهم يلهجون باسم المتصدق شكراً له، كان قهراً مخلوطاً بالذل وامتهان كرامة الإنسان..كأني اصفع مرات ومرات.
هذه ليست صدقات، وليس مناً ولا هي أذى، والصحيح أنني لم اجد الكلمة الدقيقة لمثل هذا الفعل الذميم.
زمان. كنا نقول للمتصدقين لا تصوروا الفقراء فتفضحوهم. اليوم اتبع بعض المتصدقين صدقاتهم بمقاطع مصورة يجبر فيها الفقراء على الإشادة بكرمهم غير المسبوق.

نيسان ـ نشر في 2021-04-27 الساعة 12:20


رأي: ابراهيم قبيلات

للتواصل مع الكاتب:

الكلمات الأكثر بحثاً