أُقْظُبْ لِيْ البطيخة (أشرف ليك) من هالسولافة
نيسان ـ نشر في 2015-04-15
جولات للعلاقات العامة. هذا كل ما تقوم بها الحكومة وهي تنظم زيارات الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء وفريقه الوزاري إلى المحافظات.
يعرف النسور، أو نظنه كذلك، أن القناعة الشعبية راسخة بأن ما يجري مجرد حفلات لا ينقصها سوى الشواء، دأبت الحكومات على تصنيعها كلما احتاجت إلى ذلك.
حاجة الحكومة اليوم الى زيارة المحافظات لإدراك مستشاريها أن مياهاً راكدة في الشأن المحلي، وهو ما تسعى إلى تغييره، فما الحل؟
لا حديث جدي أو مفتعل – رسمي أو شعبي - عن أي ملف محلي. كل الأضواء اليوم مركزة ما وراء الحدود. اليمن وسوريا والعراق. مجددا .. ما الحل أيضاً؟. الحل بافتعال خبر، والخبر اليوم لا يجب أن يكون متوتراً، فالساحة لا تحتمل. هنا سيكون على مستشاري الرئيس أن يخبروه أن عليه أن يشغل نفسه قليلاً في حفلات شواء في المحافظات (بدل القعدة).
لا بأس لو انشغلت الصحافة في الحديث عن عدم جدوى هذه الزيارات، والمطالبة بان تكون جولات الطاقم الوزاري خطوة تصحيحية. المهم أن ينشغل الناس بشيء ما.
اتذكرون كيف يشغل قادة الجيوش جنودهم أوقات السلام بما لا جدوى منه بدلاً من انشغال الجنود بأنفسهم.
قصة أن يهدم الجنود - في أوقات السلم- سوراً قائماً وسط المعسكر بلا طائل ولا جدوى منه، ثم يطلب منهم أن يبنوه (هناك) تدخل في ذات السياق. الهدف عمليات إشغال. تمارس - في العادة - في أوقات الرخاء بأخبار متوترة وتأخذ طابعا حادا. لكن اليوم من الخطر أن ترفع عمليات الإشغال منسوب التوتر في الشارع. المطلوب إشغال لا طائل منه (سواليف حصدية) تنتهي بانتهاء الحدث.
من المزار، تلك التلة في محافظة الكرك تسمع ردود فعل تهكمية على زيارت الرئيس من شاكلة "ييه يخي ويش ادهم يسووا لينا"؟ "اقظب لي البطيخة أشرف ليك من هالسولافة". – هذا هو المطلوب تماما، اشتم كما تشاء المهم أن تشغل نفسك بشيء ما.