أبو عبيدة.. رجال صاغوا لنا النموذج

نيسان ـ إبراهيم قبيلات... كنت دائما ما أعجب من "فاعل الخير" الذي يتصل بإحدى الإذاعات في حملة خيرية ما ويتبرع بالآلاف.
هو لا يريد ان يكشف اسمه. لا يريد أن يشكره الناس، فمن يريد أن يجزيه خيرا يعرف أنه الفاعل لا سواه.
تذكرت هذا وأنا استمع الى الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة، هل تعرفون من هو؟
ببساطة هو فاعل خير، لكنه فاعل خير يقدم الجهاد على طبق من دماء من دون أن يرغب في كشف هويته.
كفرت الناس بكل الزعامات وبكل الرؤساء؛ فجاءهم من يضبطون ساعة عزهم وفخرهم على وعده، جاءهم من يرد الصاع صاعين للصهاينة في الوقت الذي يدس القادة العرب رؤوسهم في الوحل.
أما محمد الضيف هذا الرجل الغامض الذي فقد أقدامه في محاولة اغتيال .. ولم يكشف وجهه منذ سنوات طويلة، ولا يعرف اليوم إلا بالاسم؛ فحدث عنه ولا حرج.
استمعت اليوم الى كلمة إسماعيل هنية وهو يصف الضيف بابننا البار، فقلت: هل يعقل أن تكون هذه الفئة هي الطائفة المنصورة.
أنا لا أتحدث عن أبو عبيدة نفسه ولا عن محمد الضيف، بل عن رجال صنعوا لنا النموذج وهذا هو الأهم.
أخطر ما يجري اليوم في فلسطين ومعركتها ولا يدركه الاحتلال انها تصنع لنا النموذج.
نموذج من عزة كنا دائما ما نبحث عنه باستمرار، فإذا هو بين ظهرانينا.
وانت تراقب من يعيش بين ظهرانيك، ثم يمنحك كثيرا من العزة والأنفة بعد كل هذا الخذلان، تربت على كتفك وتقول لنفسك: هذه البلاد لا تكف عن إدهاشنا بولادة رجال آمنوا بأنفسهم، وأخذوا على عاتقهم شرف الدفاع عن كرامتنا ومقدساتنا.