اتصل بنا
 

أزمة أخلاق

نيسان ـ نشر في 2015-09-11 الساعة 15:54

نيسان ـ

أصبح الجميع يشعر بها المواطن والزائر ، اصبحت ماهية حديث الشباب كيل الشتائم لبعضهم بعض ومن العيار الثقيل ، أصبحنا نرى في مجتمعنا المحافظ جرائم أخلاقيه لم نكن نسمعها حتى نهاية تسعينيات القرن الماضي ، ألفاظ تخدش الحياء أصبحت متداولة في الشارع والأسواق ، ظهر لدينا ( الأزعر ) بعد أن كنا على خلق عظيم لا تجرح لاحدنا كرامة وعوراتنا مصانة وبيوتنا آمنة مطمئنة ، لم نكن نقفل باب بيت وكانت سيارتنا ومواصلاتنا لا تحتاج إلى كل إجراءات الحماية التي نتخذها الآن ، كنا نفسح المكان في الأسوق للنساء وكنا نحمر خجلا إذا سمعت امرأة منا قولا فاحشا ، كنا ننادي الكبير بالعم وكنا نهب لمساعدة الغريب والقريب تربينا على هذه الأخلاق ، كانت تجمعنا العادة الحسنة وكنا ابناء المنطقة الواحدة أهل وأخوة فبيوتنا واحدة ، نفرح لفرح الآخرين و نحزن لحزنهم ، مصابنا واحد . هذا ماكنا عليه وما يفترض أن يكبر فينا ما كبرنا .
أصبحنا اليوم نتبجح بالفحش من القول والفعل ، كلامنا يخدش الحياء ، لم نعد نحترم كبيرا أو نقدره ألا من رحم ربي ، أصبح الفحش و البغض و العداوة هو ما يجمعنا ، أسواقنا لا تدخل ، هرج ومرج ومجون في العلن ، لم تعد بيوتنا آمنة من السرقات وحتى مركباتنا و أرزاقنا ، أصبح تجمعنا للشر أسرع منه للخير . غزتنا آفة المخدرات بكافة أنواعها ، فالمتعاطون لها من أبنائنا كثر ، والترويج لها أصبح سهلا يسيرا فأصبحت سلعة تتداول بكل يسر وسهولة ، وهذا ما أدى إليه قانون التعاطي الأخير الذي لا يجرم اي تاجر أو مروج بتهمة التعاطي أذا تم حرزه.
المجتمعات في الأردن تعاني بدوا وحظرا وريفا , الكل بلا استثناء تغير ودخلت عليه الكثير من الثقافات الدخيلة أثرت عليه لا سيما ثقافته , هي هجمة منظمة على مجتمعاتنا لنعاني من الانحلال الأخلاقي فم يعد للوازع الديني و الأخلاقي التأثير والدور الذي كان له قديما .
كما ساهمت الحكومات المتعاقبة على تفكك المجتمعات ، فالأنتقائية والمناطقية والجهوية في تطبيق القانون جعلت من الشعب متمردا رافضا لهذه القوانين ، ناهيك عن الثغرات القانونية المفتعلة لأشخاص معينين حتى لا يطولهم العقاب ، أدى التهاون في تطبيق القانون وعدم جدية القائمين على تطبيقه إلى ازدراء هذه القوانين فلم تعد القوانين وسيلة رادعة تستخدم ضد الخارجين عليه .
وساهم الإعلام في الهجمة على منظومة الاخلاق لدى المجتمعات ، فمفهوم الحداثة والأنفتاح الأعلامي وارتفاع سقف الحريات مع غياب الجهات الرقابية ، أوجد لدينا مجموعة من البرامج الأعلامية الهابطة التي تحث على الرذيلة والفحش ولعل أخرها ما قامت به قناة رؤيا من أستخدام حكايات الأطفال لتمرير أيحاءات جنسية وألفاظ خادشة للحياء العام .
لم يعد لرجل الدين مكانته في مجتمعنا فلا يحظى بالشعبية والأحترام اللازم كما كان سابقا ، فبعض تصرفات من يدعون أنهم رجال دين تثير الريبة والشك لدى الأفراد ، ولم يعد التربويون يحظون بثقة الأهل والطلاب فيؤخذ على الكثير منهم عدم كفائتهم العلمية والأخلاقية لقيادة اجيال قادمة .
كل هذا وأكثر أدى إلى تردي مجتمعنا ، فأزمة الأخلاق أصبحت ظاهرة يجب معالجتها والوقوف على مكامن خطرها ، قوانين بحاجة الى مراجعة وتفعيل أكثر ، يجب أن يكون هناك برنامج تصحيح و إلا فالعاقبة وخيمة والخطر كبير ، فنحن نعيش في أجواء ملتهبة أذا لم يكن لدينا جيل واع وقادر على تحمل المسئولية فالنهاية أصبحت قريبة ووشيكة ...

نيسان ـ نشر في 2015-09-11 الساعة 15:54

الكلمات الأكثر بحثاً