بين (طزٌ) و (سلامٌ) على مجلس النواب ​

نيسان ـ لفظان أُطلقا من مجلس النواب أحدهما لرئيس الحكومة حيث قال (هذا مجلس النواب!! فسلام على مجلس نواب المملكة الأردنية الهاشمية) من ضمن سلامات وزعها دولته بشكل استعراضي بلا مناسبة واضحة، أما ال(طز ) فقالها النائب أسامة العجارمة بمناسبة انقطاع الكهرباء الأسطوري عن كافة المحافظات بشكل غامض، بعد تحرك فعاليات عشائرية لنصرة القدس..
السؤال المطروح: هل يجتمع الطز مع السلام في مكان واحد وزمان واحد؟، فالاردنيون يقولون في أمثالهم: (شو دخل طز بمرحبا) ومرحبا هو بمثابة السلام..
الأصل أنهما لا يجتمعان، إلا إذا اجتمع الخير والشر والجد والهزل، وحتى إذا اجتمعا افتراضياً، يريدان مكانا بمواصفات خاصة كي يجمعهما، مكاناً أسطورياً خارجاً عن المنطق والحقيقة، مكاناً يقلب الحق باطلا والخير شراً، مكاناً صنع للحرية والعدل ويمارس فيه القهر والظلم، يصنعه الناس ليعزهم فإذا به يذلهم، يقوم على الاختيار الحر ظاهراً وباطنه انتقاء مزاجي..
يصوت أعضاؤه أمام الناس على قرار وكأنهم يمارسون الحرية، وفي الخفاء الذي يكشفه الناس، يصوتون على القرار المطلوب منهم رغماً عنهم..
قبل أن يقول النائب (طز) لهكذا مجلس قالها الشعب عند الاقتراع الذي أوصل هذا المجلس، فهذا المجلس وصل بنسبة تصويت ضئيلة جداً، وأغلبية الشعب الفاعلة قاطعت الانتخابات الا من تحركوا لاعتبارات عشائرية، أو لاعتبارات إذعان، فإذا كانت عبارة “طز فيك” يقصد بها السخرية واللامبلاة وعدم الاهتمام فقد قالها معظم الشعب، فعلا لا قولا..
أغلبية الشعب تقول لمجلس النواب (طز) لأنه لا يعبر عن مشاعرهم ولا يتبنى قضاياهم من الصغيرة الى الكبيرة، أما الحكومة فهي تقول:(سلام لمجلس النواب) لأنه ينفذ كل ما تطلبه منه حتى لو كان المطلوب يعارضه الشعب وحتى لو أضر بالبلد ككل..
سألني شيخ كبير ما قصة النائب الذي فصلوه؟ قلت له قال لمجلس النواب (طز)..
ضحك الشيخ حتى دمعت عيناه ثم قال: (طز- طزين- ثلاثة)