اتصل بنا
 

مقلة العين .. قُدسنا

نيسان ـ نشر في 2021-06-04 الساعة 20:14

نيسان ـ تُعد الحريّة من أكبر النعم التي منَّ الله بها على الإنسان، الحرية في الأوطان، التي يأمن بها على أهله وماله ونفسه، فهي حقٌّ ،و نُدرك جميعًا بكل ما أوتينا من عروبة أن هذا الحق مسلوب في فلسطين العز والشهامة.
فلسطين وما تضمه بين أضلعها من قداسة الأقصى والقدس الشريف، ودماء ذكيّة روّت أرضها بعبق من الكرامة ، جعلت قضيتها تخص كل العرب والمسلمين ، فكما حثّنا ديننا الحنيف بالذود عن مقدساتنا ، كان الأردن من أوائل الدول التي سعت وعصفت باليهود ولُمام دولتهم ، وسجّل التاريخ صولات وجولات للجيش العربي الأردني على ثرى طُهر فلسطين ، واختلطت دمائهم العطرة بدماء أشقائنا الفلسطينين ، ليس هذا فحسب ، فقد نشأنا وترعرعنا على حب فلسطين ، وأن حماها مقدّس ، والذود عنه أمانة في أعناقنا ، غُرست قداسة الأفكار في عقولنا من الآباء والأجداد ، وعُزّزت في مناهجنا المدرسية .
زُرِع في قلوبنا وجع الاحتلال ، ونحن نرى أشقاءنا المقدسيين في دفاع مستميت ، بالحجارة قُبالة مدافعهم، غير عاجزين عن رد العدوان عن أنفسهم ، نكاد نسمع أصوات المآذن وأجراس الكنائس تستجدي الأمان، تطالب بأن تسمع صوت المآذن بلا توتر صوت المؤذن خوفًا من أن يقتحم في أي وقت، وصوت قرع الكنائس بلا رجفة الأجراس خوفًا من أن تهدم فوق رؤوسهم، هذه هي مطالبهم كفلسطينيين، فقط أن يصلوا بمسجدهم الأقصى وكنائسهم صلاة تريحهم من ضجيج ما عانوه .
ومما لا ريب فيه بأن الضعيف بمثل هذه المواقف، ليس هم ذاتهم، بل نحن القريبين منهم جغرافيا ، ودمويا وعشائر ًيا ولكن لم نستطع القيام بشيء، لله درّ أبناء الدول الصديقة والشقيقة لربهم لأجل سلام فلسطين ونعيم أهلها ونصرة دينها.
لم تعش فلسطين يوما لم تفقد به أبنائها، ويُستضعف أهلها، وتُهدم ملامحها الجميلة، وتُر ّوع سكينة أطفالها، ما ذنب أطفا ٍل لم َيروا في حياتهم سوى تدافع واشتباكات؟
وبذلك لا نستطيع إغفال دور الهاشميين تجاه كل القضية برمتها،
صفوة الكلام لبلادي التي لم أزرها يوما ولكني أحلم برؤية بريق قبتها الذهبية، أميرة رسولي -عليه افضل الصلاة واتم التسليم- ومعراجه السماوات العلا، نعم نحن لا نستطيع أن نغير واقعكِ الأليم والذي هو واقع محكم عليكي وعلى أبنائك، ولكني سأؤكد لك بأنك لن تبقى وحيدة ، فلديكي شباب خرجوا من جوفك يعلمون من أنت وما قُدُسيّتك، وبأن تحريرك حاصل عاجلاً كان أم آجلا.
لك مني سلامي ودعائي بأن تبقي رضيّة مرضية.

نيسان ـ نشر في 2021-06-04 الساعة 20:14


رأي: آيه مالك الحياصات

الكلمات الأكثر بحثاً