اقطعوا دابر الفتنة ..!
حسين الرواشدة
كاتب صحافي
نيسان ـ نشر في 2021-06-07 الساعة 10:14
نيسان ـ اذا تجاوزنا واجب ادانة " الاستقواء " على الدولة ايّاً كان مصدره، ومهما كانت مبرراته، فإن ما جرى من أحداث في بلدنا خلال الأيام المنصرفة يمكن فهمه في أربعة سياقات على الأقل، الأول انها امتداد "للفتنة" او فصل جديد منها، بما تضمنته من إشارات "لتأجيج" الغضب الشعبي وتوظيفه في اتجاه بلورة حالة من "النقمة" العامة للوصول الى أهداف غير بريئة.
السياق الثاني انها جزء من مشهد "الرداءة" السياسية والاجتماعية، الني انتهى اليها بلدنا بعد سنوات من الانفعال والتيه والارتباك، وأفرز بالتالي أسوأ ما لدينا من خطابات وممارسات، ذلك أنه لو كان لدينا تجربة فاعلة في الحياة السياسية، ولو لم نضع فرصة "الإصلاح" والتحول الديمقراطي التي بدأناها منذ ثلاثين عاماً، لما كان لمثل هذه الصور ان تطفو على سطوح مجتمعنا٫ وتعيدنا الى ما بل الدولة.
أما السياق الثالث فهو ان ما حدث كان نتيجة "للعبث" الذي جرى في "العشيرة"٫ كركن اجتماعي أساسي من اركان الدولة، صحيح ان "الفراغ" السياسي الذي تركته الأحزاب والقوى السياسية الأخرى دفع "العشيرة" الى ملئه أحياناً، لكن الصحيح ايضاً هو ان تتويج العشيرة واستخدامها لممارسة الفعل السياسي أفضى الى نتيجتين: الأولى إحساس عام "بالتأطير" لأهداف محددة خارج الوظيفة الاجتماعية، والثانية إحساس عام "بالتهميش" ٫ وذلك اثر رواج وصفات الانتقال من الدولة الرعوية الى الدولة الإنتاجية.
ثمة سياق رابع وهو ان ما حدث جرى في توقيت "ملغوم"، سواء من جهة محاولات "تعطيل" حركات الإصلاح السياسي التي احتشد المجتمع من أجلها في الشهرين المنصرفين، او من جهة محاولات "اضعاف" الجبهة الداخلية لتمرير "استحقاقات" قادمة لها علاقة بالتحولات التي تجري في الإقليم، او من جهة تصفية الحسابات بين "النخب" السياسية، سواءً اكانوا من دعاة الحفاظ على "الوضع القائم"٫ او من دعاة خلط الأوراق لإيجاد ممرات آمنة من اجل الوصول الى "وضع قادم" مختلف يتناسب مع طموحاتهم.
هذه السياقات الأربعة، وغيرها ايضاً، استندت الى الحالة الصعبة التي يعاني منها الأردنيون، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط، وانما السياسي والاجتماعي ايضاً، بكل ما فعلته بهم من احتقانات وانعدام للثقة والأمل، وانتشار "للقيم" السلبية، وعجز "النخب" عن تقديم أي شيء لتطمين الناس على واقعهم ومستقبلهم، هذه الحالة "الصعبة" كانت بمثابة "الأرض" العطشى لاستقبال اية "زخة" ومن أي طرف لكي تهتز، حتى لو كان الاهتزاز مجرد "وهم" لا علاقة له بالواقع والحقيقة.
لا أريد ان اقلل من خطورة ما حدث، فهو يمثل – في تقديري- حالة "تمرد" لم يألفها بلدنا بمثل هذه الصورة على عكس ما ألفناه من احتجاجات ومطالبات في السنوات الماضية، وخطرها يكمن في الأرضية التي خرجت منها، والأطراف التي دخلت فيها، والمناخات العامة التي سادت وساهمت في انتاج "الصورة"، والأهم من ذلك في حالة "الاستقطاب" والاستقواء التي أفرزت "أغرب" ما في مجتمعنا من تناقضات، ليس فقط على صعيد العلاقة بين الدولة والعشيرة، حيث جرت عملية "اختطاف" الطرفين معاً، وانما على صعيد استدعاء التاريخ والعبث فيه واستخدامه لأهداف مشحونة وقابلة للانفجار...
حمى الله بلدنا من كل شرّ.
الدستور
السياق الثاني انها جزء من مشهد "الرداءة" السياسية والاجتماعية، الني انتهى اليها بلدنا بعد سنوات من الانفعال والتيه والارتباك، وأفرز بالتالي أسوأ ما لدينا من خطابات وممارسات، ذلك أنه لو كان لدينا تجربة فاعلة في الحياة السياسية، ولو لم نضع فرصة "الإصلاح" والتحول الديمقراطي التي بدأناها منذ ثلاثين عاماً، لما كان لمثل هذه الصور ان تطفو على سطوح مجتمعنا٫ وتعيدنا الى ما بل الدولة.
أما السياق الثالث فهو ان ما حدث كان نتيجة "للعبث" الذي جرى في "العشيرة"٫ كركن اجتماعي أساسي من اركان الدولة، صحيح ان "الفراغ" السياسي الذي تركته الأحزاب والقوى السياسية الأخرى دفع "العشيرة" الى ملئه أحياناً، لكن الصحيح ايضاً هو ان تتويج العشيرة واستخدامها لممارسة الفعل السياسي أفضى الى نتيجتين: الأولى إحساس عام "بالتأطير" لأهداف محددة خارج الوظيفة الاجتماعية، والثانية إحساس عام "بالتهميش" ٫ وذلك اثر رواج وصفات الانتقال من الدولة الرعوية الى الدولة الإنتاجية.
ثمة سياق رابع وهو ان ما حدث جرى في توقيت "ملغوم"، سواء من جهة محاولات "تعطيل" حركات الإصلاح السياسي التي احتشد المجتمع من أجلها في الشهرين المنصرفين، او من جهة محاولات "اضعاف" الجبهة الداخلية لتمرير "استحقاقات" قادمة لها علاقة بالتحولات التي تجري في الإقليم، او من جهة تصفية الحسابات بين "النخب" السياسية، سواءً اكانوا من دعاة الحفاظ على "الوضع القائم"٫ او من دعاة خلط الأوراق لإيجاد ممرات آمنة من اجل الوصول الى "وضع قادم" مختلف يتناسب مع طموحاتهم.
هذه السياقات الأربعة، وغيرها ايضاً، استندت الى الحالة الصعبة التي يعاني منها الأردنيون، ليس على الصعيد الاقتصادي فقط، وانما السياسي والاجتماعي ايضاً، بكل ما فعلته بهم من احتقانات وانعدام للثقة والأمل، وانتشار "للقيم" السلبية، وعجز "النخب" عن تقديم أي شيء لتطمين الناس على واقعهم ومستقبلهم، هذه الحالة "الصعبة" كانت بمثابة "الأرض" العطشى لاستقبال اية "زخة" ومن أي طرف لكي تهتز، حتى لو كان الاهتزاز مجرد "وهم" لا علاقة له بالواقع والحقيقة.
لا أريد ان اقلل من خطورة ما حدث، فهو يمثل – في تقديري- حالة "تمرد" لم يألفها بلدنا بمثل هذه الصورة على عكس ما ألفناه من احتجاجات ومطالبات في السنوات الماضية، وخطرها يكمن في الأرضية التي خرجت منها، والأطراف التي دخلت فيها، والمناخات العامة التي سادت وساهمت في انتاج "الصورة"، والأهم من ذلك في حالة "الاستقطاب" والاستقواء التي أفرزت "أغرب" ما في مجتمعنا من تناقضات، ليس فقط على صعيد العلاقة بين الدولة والعشيرة، حيث جرت عملية "اختطاف" الطرفين معاً، وانما على صعيد استدعاء التاريخ والعبث فيه واستخدامه لأهداف مشحونة وقابلة للانفجار...
حمى الله بلدنا من كل شرّ.
الدستور
نيسان ـ نشر في 2021-06-07 الساعة 10:14
رأي: حسين الرواشدة كاتب صحافي