اتصل بنا
 

هزائمنا تزداد.... إنهيارت أخلاقية

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-06-15 الساعة 20:30

نيسان ـ أَيُ علامةٍ تلكَ التي يرغبها والد الفتاةٍ التي قُتِلَت صبيحَةَ هذا اليوم؟!
هَل حَقاً قُتِلَت بسبب علاماتها المُتَدنية؟! يا الله...
-نعم قبل يومين ضُرِبَتْ وأُسعفت للمستشفى وما لبثت ان فارقت الحياة والقي القبض على والدها وتم تحويله للقضاء و توقيفه في احد مراكز الاصلاح والتاهيل...
حسناً تَخَيَّلوا أن هذه الفتاة، تَسكُنُ عمان الغربية، وتزيٍِنُ جُملها المُعتادة بِبضعِ كلماتٍ إنجليزية، فرنسية، أو إيطالية
تَخَيَّلوا أن هذه الضَّحية تَسكُنُ عمان الغريبة التي تراها حكومتنا المُتعاقُبَة على أنها الأردن فقط، وَ تَختَزِلُ كُلَّ الاردنِ بها.
مُنذُ أن وردني الخبر، وأنا أُلحِقُ سِيجارةً بِأُخرى، عَليّ أستطيعُ إستيعابَ ما حَدَثْ، لَن أتذكر أحلام،أو بتول أو جريمة ماركا... او او او
سأعود للبداية وأتخيل ان هذه الفتاة تَقومُ بِمراجَعَةِ دروسِها رِفقَةَ أَصدِقاء وصديقات لها في أحد المقاهي الفارِهة في عبدون او دابوق او دير غبار او الصويفية
وَ تَخَيَّلوا أن شَعرَها يُمارِسُ الرقصَ كُلما تحركت، أو أسقطوا هذه الجزئية ولِنَقُل أنها تَضَعُ حِجاباً وبأن إبتسامتها نصرٌ لِبعضِ الكادحين..
المُشكلة حكومية بإمتياز، الإفقار، غياب العدالة، التجهيل،
ما يحدث الآن نتيجة سياسات حكومية فاشلة تماماً، تراكمات أودت بالحالة الأردنية نحو هذا التردي، يهربُ الأردني نحو القتل، نحو الموت... فنحن نموتُ يومياً اما عبر ازدحامات عمان إثر باصٍ سريع لم يرَ النور منذ العام 2009،واما بسبب ديوان خدمةٍ مدنية لا علاقة له باي خدمة، وإما بأخبار الهيئات والتنفيعات، وإما بسبب حظر جزئي لا نعلم فائدته وغايته، وإما بسبب إرتفاعات جنونية للسلع والخدمات بين فينك واخرى وبلغة عامية ( نقي واستحلي، اللي ما يذبحك يذبح غيرك)
لن أكون على الحياد هذه المرة وسأقول قبل أن نطالب وننادي بقانون لنحمي ( ضلعاً قاصراً) فلنطالب بحياةٍ لا قاصر فيها، فلنأمل من لجان الإصلاح إخراجنا من عنق زجاجة الملقي، ومن طائرة الرزاز، ولن أعتب على دولة بشر الخصاونة فهو منذ يومه الأول في اجازة مرضية.
نحن الآن نمارِسُ التطور ونواكب التكنولوجيا في عصر جاهلي، نحن نبيت في بيوت فاخرة، نركب سيارات فارهة، ولكننا نقبع في قاع الزمن... منظومتنا الأخلاقية، وأمننا المجتمعي باتت مصطلحات فيسبوكية لا أكثر، بات خبر القتل أمراً حتمياً تقرأه كلما تصفحت منصات التواصل الإجتماعي بل وتجد من يبرره ويفسره ويشرحه.
ختاماً تذكروا هذا للحديث جيداً عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات، الغاليات، الـمُجَهّزات".

نيسان ـ نشر في 2021-06-15 الساعة 20:30


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً