المصري يعلق الجرس..لا تندهي ما في حدا

نيسان ـ إبراهيم قبيلات... مفزع ما أدلى به رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري للمشاركين في المؤتمر الدولي "الملك المؤسس الشخصية والقيادة والتاريخ" في جامعة الحسين بن طلال مؤخراً.
بعد مئة عام يأتي رئيس وزراء مخضرم ويعلق الجرس.. احذروا.. قال أبو نشأت، لكن الآذان لن تسمع، أو هكذا يراد لها أن تبقى بعيدة عن نبض الشارع.
يقرأ المصري الساحة الأردنية من أبعاد عدة، على رأسها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ومعيشة الناس وما طرأ عليها من تغييرات عديدة.
كل هذه الأركان الأربعة تعاني، وتعاني بشدة، بسبب "تقصير الدولة والحكومات"، حسبما يرى المصري الذي يكتف بالقول إنه تقصير، بل عجز الدولة أو فشلها، أو ترهّل إداراتها، أما ما لم يقله فهو إن ردود الفعل تجاه هذا العجز كان في الإعلاء من شأن العصبية الفرعية والجهوية على حساب تصحيح المسار وتغيير النهج.
إن حالة طحن الهواء الذي أشغلتنا به الدولة منذ سنين طويلة عاد لنا اليوم بأكُلِهِ ونتائجه، فلا اقتصاد، ولا سياسة، وهو ما انتهى الى اننا فقدنا ما كنا نمتلكه أصلاً من أصول؛ سواء مادية أو معنوية.
فحتى ملف التعليم عدنا الى الوراء الى سبعين وثمانين سنة الى الوراء، وبات كل ما لدينا مجرد أطلال، يقول فيه قائلنا: كان هناك تعليم ثم تبخّر.
الحق أنني غير متفائل من جدوى تحذيرات طاهر المصري، فقد سبق المصري آخرون وصرخوا عالياً بوجه الرسمي الذي ردّ على كل ذلك للمصري ولغيره، بإدارة وجهه إلى الخلف.
أما إلى متى هذه الحالة؟ فمن يدري.. ربما هناك مزيد من الانهيارات في قطاعات ما زالت متماسكة، أو تبدو لنا متماسكة ونريدها أن تبقى محصّنة، بوصفها آخر القلاع الوطنية.