اتصل بنا
 

الاردنيون .. وجدل الهوية

كاتب صحافي

نيسان ـ نشر في 2021-06-23 الساعة 22:38

نيسان ـ ثمة من يريد ان نعيش دائما تحت “ قلق “ الهوية وان نتلاوم ونتشاكس: من هو الاردني ومن هو غير الأردني، من هو الوطني الأصيل ومن هو الوطني البديل، وثمة من يحاول ان يوظف مثل هذه الفزاعات لابقائنا وسط دائرة الخوف في الحاضر وعلى المستقبل، واقناعنا باننا لا نستحق الا ما نحن عليه، ولا نستأهل الا ما فعلناه بانفسنا او ما فعلوه بنا، وكأننا نحصد ما زرعوه ليس اكثر.
على هامش هذا الجدل اسجل ثلاث ملاحظات :
الأولى : ان مجتمعنا ما زال فعلا يعاني من “قلق” الهوية، صحيح ان القوانين حسمت قضية من هو الأردني من خلال الجنسية وتبعاتها، لكن الصحيح أيضا ان قضية المواطنة والوطنية لم تحسم بعد، فما زال البعض يتصور ان الأردن- الدولة، ليست قضيته الا في اطار ما يحصل عليه من مكاسب وامتيازات، وما زال اخرون يعتقدون ان القضية الأردنية ليست أولوية بالنسبة لهم، فيما يصر فريق ثالث على المحاصصات والمظلوميات، ويخشى طرف رابع من هواجس التهميش والانقراض، ووفق هذه الجدليات يبقى قلق “ الهوية “ في غياب المشروع الوطني للدولة عاملا مهما في تأجيج نوازع التعصب والخوف وربما الكراهية، كما انه قد يوظف من قبل بعض الأطراف في تحصيل المزيد من المكاسب او التمهيد لاستحقاقات مشبوهة.
الملاحظة الثانية تتعلق بالذات او بالشخصية الاردنية التي اتسمت تاريخيا بالنخوة والاعتدال ومحبة الاخرين واحترام الضيف، وتقدير الأواصر العربية والدينية، وهذا ما انعكس على النظام السياسي وعلى الدولة الأردنية أيضا، لكن هذه الشخصية ( والدولة ايضا ) تعرضت على مدى عقود ماضية لاصابات من الداخل كما تأثرت بما يحدث في المحيط، فاصبحت تميل للحدة والعنف، وربما شعرت بلحظة ما بعد ان اصطدمت بانسداد السياسة وعسف الظروف الحياتية بانها مجروحة وغير قادرة على التحمل، فأفرزت اسوأ ما فيها من مكبوتات، واستقالت من القيم والفضائل التي كانت مصدر اعتزازها في السابق لحساب غرائز مثيرة او هواجس غير مفهومة .
أما الملاحظة الثالثة فهي ان اسوأ وصفة يمكن ان نصرفها او نقبلها لبلدنا هي وصفة الانقسام على أي أساس، ديني او ديموغرافي او طبقي، ليس فقط لان تجربة غيرنا مع هذه الوصفات قاتلة ومفزعة، وانما لان مثل هذه القابلية للانقسام، أصبحت واردة وموجودة لدينا للأسف، ولنا ان نتصور فقط لو أن مجتمعنا مثلا تعرض لحدث كبير -لا سمح الله - كيف يمكن ان نتوحد لمواجهته في ظل تراجع الثقة بيننا وانكشاف اجنداتنا وحدة خطاب الكراهية الذي يتبناه “ بعضنا “.

نيسان ـ نشر في 2021-06-23 الساعة 22:38


رأي: حسين الرواشدة كاتب صحافي

الكلمات الأكثر بحثاً