أميركا تحجب مواقع إعلامية إيرانية
نيسان ـ نشر في 2021-06-26 الساعة 08:13
نيسان ـ حجبت السلطات الأميركية الرسمية مواقع إعلامية إيرانية متعددة. الحجب لم يتم على أسس نشر الأكاذيب والتضليل الإعلامي أو الخط التحريري لهذه المواقع الإعلامية، فهذه أخطاء تقوم بها مؤسسات إعلامية أميركية أيضا، قرار الحجب أتى لأن هذه المواقع مرتبطة وتأتمر بأوامر المؤسسات الأمنية الإيرانية، وأنها عبارة عن أدوات تستخدم لغايات أمنية. لا أحد يستطيع أن يزاود على الديمقراطية الأميركية الناجزة، ولا أحد يستطيع أن يدعي أن أميركا أصبحت تتصرف كالصين الشيوعية التي تلجأ للحظر والحجب الصارم لكثير من وسائل الإعلام ومحركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن الجهات الأميركية المختصة قررت أن هذه الأدوات الإعلامية الإيرانية ما هي إلا أدوات أمنية استخبارية قد توظف في شؤون تمس الأمن القومي الأميركي، وهي ليست وسائل إعلامية طبيعية تقوم بعمل الإعلام الأساسي في البحث عن الحقيقة وإخبارها للجمهور المتلقي.
هذا القرار من ديمقراطية راسخة يفتح العيون ويؤكد ما يقوله العديد من الخبراء أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بالضرورة أداة من أدوات المواجهة بين الدول، وأن فيالق من العاملين والمجندين تقوم بتوظيف هذه الوسائل من أجل تحقيق مرامي وأهداف الدول المختلفة، وأن هناك جنودا وفاعلين يقومون بهذه الأدوار بشكل وظيفي مستمر، وتماما كما أن هناك فرقا وفيالق عسكرية وبحرية وبرية وجوية وسيبرانية، فإن هناك فيالق إعلامية توظف لأغراض أمنية ولأهداف التأثير بالرأي العام، وخلق انقسامات مجتمعية تمس الأمن والاستقرار، ولإحداث حالة من عدم اليقين تقلل من قيم المواطنة والانتماء الذي يتحول لاحقا لمظاهر تمس الأمن والاستقرار. الدول والأنظمة تستغل الانفتاح المجتمعي والإعلامي في دول أخرى، والحرية على وسائل التواصل الاجتماعي لديها، من أجل إحداث اختراقات تخدم مصالحها وتنال من استقرار المجتمعات.
نحن في الشرق الأوسط أكثر من نعاني هذه الظواهر، وإيران في طليعة مستخدميها. الدول في منطقتنا تعتبر وتستعمل أي درجة من الانفتاح الإعلامي أو التواصلي الاجتماعي من أجل زيادة قدرة التأثير في الرأي العام والنيل من استقرار الدول. دول جهزت غرف عمليات ضخمة وجندت الآلاف من أجل السيطرة على الفضاء الإعلامي والتواصلي، ومن أجل بث الفرقة والفتنة وضرب الاستقرار. خيارات الدول المستهدفة ضيقة، فهي من جهة لا تريد أو ترغب بفرض جدار سيبراني حول مجتمعاتها لأنها تعتقد بالانفتاح وتؤمن به، ومن جهة أخرى تريد حماية مجتمعاتها من عبث العابثين، فلا يتبقى أمامها إلا المقاومة باستخدام أدوات تأثيرها الإعلامية، وإن كانت محدودة، وبزيادة الوعي المجتمعي إننا مستهدفون وفي وسط حروب إعلامية واتصالية، وإن الفضاء الإعلامي والاتصالي مضلل ويتم استغلاله لأسباب النيل من استقرار المجتمعات ومعنوياتها. رفع منسوب الوعي، وتحصين المجتمع بأدوات إعلامية متقدمة مقنعة، هي الأدوات المتاحة للدول لتقوية خواصرها الاتصالية الرخوة، التي تستغل من دول ترى فيها فرصة لزيادة التأثير وإحداث الشروخ والفتن.
(الغد)
هذا القرار من ديمقراطية راسخة يفتح العيون ويؤكد ما يقوله العديد من الخبراء أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بالضرورة أداة من أدوات المواجهة بين الدول، وأن فيالق من العاملين والمجندين تقوم بتوظيف هذه الوسائل من أجل تحقيق مرامي وأهداف الدول المختلفة، وأن هناك جنودا وفاعلين يقومون بهذه الأدوار بشكل وظيفي مستمر، وتماما كما أن هناك فرقا وفيالق عسكرية وبحرية وبرية وجوية وسيبرانية، فإن هناك فيالق إعلامية توظف لأغراض أمنية ولأهداف التأثير بالرأي العام، وخلق انقسامات مجتمعية تمس الأمن والاستقرار، ولإحداث حالة من عدم اليقين تقلل من قيم المواطنة والانتماء الذي يتحول لاحقا لمظاهر تمس الأمن والاستقرار. الدول والأنظمة تستغل الانفتاح المجتمعي والإعلامي في دول أخرى، والحرية على وسائل التواصل الاجتماعي لديها، من أجل إحداث اختراقات تخدم مصالحها وتنال من استقرار المجتمعات.
نحن في الشرق الأوسط أكثر من نعاني هذه الظواهر، وإيران في طليعة مستخدميها. الدول في منطقتنا تعتبر وتستعمل أي درجة من الانفتاح الإعلامي أو التواصلي الاجتماعي من أجل زيادة قدرة التأثير في الرأي العام والنيل من استقرار الدول. دول جهزت غرف عمليات ضخمة وجندت الآلاف من أجل السيطرة على الفضاء الإعلامي والتواصلي، ومن أجل بث الفرقة والفتنة وضرب الاستقرار. خيارات الدول المستهدفة ضيقة، فهي من جهة لا تريد أو ترغب بفرض جدار سيبراني حول مجتمعاتها لأنها تعتقد بالانفتاح وتؤمن به، ومن جهة أخرى تريد حماية مجتمعاتها من عبث العابثين، فلا يتبقى أمامها إلا المقاومة باستخدام أدوات تأثيرها الإعلامية، وإن كانت محدودة، وبزيادة الوعي المجتمعي إننا مستهدفون وفي وسط حروب إعلامية واتصالية، وإن الفضاء الإعلامي والاتصالي مضلل ويتم استغلاله لأسباب النيل من استقرار المجتمعات ومعنوياتها. رفع منسوب الوعي، وتحصين المجتمع بأدوات إعلامية متقدمة مقنعة، هي الأدوات المتاحة للدول لتقوية خواصرها الاتصالية الرخوة، التي تستغل من دول ترى فيها فرصة لزيادة التأثير وإحداث الشروخ والفتن.
(الغد)
نيسان ـ نشر في 2021-06-26 الساعة 08:13
رأي: د.محمد المومني