جدالات السياسة المريضة وحفلة تزييف الوعي
محمد قبيلات
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2021-07-03 الساعة 12:55
نيسان ـ كتب محمد قبيلات..
في ضوء ما يستجد على صعيد الجدل السياسي الأردني، خصوصا ما طفا على السطح خلال الشهر الفائت، نكتشف مجددا أن الضعف يعتري الحالة السياسية المحلية عامة، سواء الرسمية أو الشعبية.
كأن هناك تفاهمات معينة، على مستوى معين، لانخراط الأطراف جميعهم في حفلة التزييف التي تستهدف الوعي الجمعي.
للتوضيح؛ أطراف العملية السياسية ينقسمون إلى قسمين؛ قسم تعبر عنه البنى السياسية جميعها القائمة حاليا، الموالية والمعارضة، وقسم آخر (النقيض) ما زال قيد الولادة، وعدم ظهوره على الساحة السياسية حتى هذه اللحظة يؤكد وجود الأزمة ويكرسها.
فما كل تلك الزوابع الإلكترونية إلا أفعال مقاومة لغير عنواينها المعلنة، والموضوع ليس أخلاقيًا أو قيميًا كما يحلو لبعضهم أن يصوروه، وبالتالي يكون له دور الناصح العاقل لهؤلاء الجموع من الجهلة، أو كما يحلو لبعض المثقفين أن يسموها بالدهماء، وإنك لتعجب لحال هؤلاء المثقفين الذين هم فعليا يشتمون أنفسهم عندما يَقْذَعون الناس متخذين لأنفسهم بروجا عاجية معزولة.
لذلك، نقول إن التشكيلات السياسية مجتمعة بمختلف أطيافها، حتى هذه اللحظة تتشارك، على رفض الجديد، وتتكالب على تهشيم وتشويه أي وليد معارض، خوفا من أن يكون المولود المنتظر، وتشمل عملية التهشيم استخدام أسلحة رخيصة، جهوية وتجهيلية وقمعية، وبعد كل جولة تعقيم للأجواء من أية بارقة للتجديد، تبدأ الأطراف من جديد بعملية حمام للعقل الجمعي من أجل غسله وإحكام السيطرة عليه.
التاريخ ، الذي لا يرحم، يراقب بعدم اهتمام، فعندما تنغلق قنوات التطور الطبيعي للمجتمعات، يبدأ التاريخ بتعرجاته، وممارسة ألعابه وحيله، وهذه الحالة أطلق عليها هيغل مكر التاريخ، أي محاولة إحداث اختراقات في البنى القائمة، فيُقدّم على سبيل المثال فردا انفعاليا، وكما قالوا فإن الفرد لا يكون فاعلا إلا إذا كان منفعلا.
وقد أكد هيغل على أن التاريخ يستغل الأفراد لتحقيق مآربه، ثم يرمي بهم كما تُرمَى قشور الموز، وهو لا يفعل ذلك عن عبث، بل ليثبت أن الأفراد مهما تسلقوا قممه، ومهما طال تشبثهم بمفاصله فلن يصنعوا أحداثه، ولن يؤثروا في مساراته.
الحديث عن الفرد (التأريخي) المنفعل ينطبق على بعض المجموعات سواء الانفعالية، أو الحالمة، أو المتطرفة.
لِمَ يستخدم هؤلاء السادة الأسلحة الرخيصة؟ لأنها أشد فتكا، وكلفتها قليلة، كونها غير مقيّدة بمعايير أخلاقية.
وعادة ما تختم السلطات احتفالات تزييف الوعي بتلاعبات واسعة النطاق، من خلال العبث بتدرجات الإدارة الطبيعية للمؤسسات، تحييد الأجهزة الرقابية، وتزوير القوانين، وتعطيل مواد الدستور، إضافة إلى التهرب من الواجبات بتشكيل اللجان والعبث بالضوابط وبالتمثيل.
يبقى أن نتذكر أن هذا الذي يُجرى ليس رغبويًا تماما، بل إنه تعبير عن تشوهات بنيوية عميقة، ما زالت تؤخر نضوج تمثيل سياسي حقيقي لمختلف فئات المجتمع.
في ضوء ما يستجد على صعيد الجدل السياسي الأردني، خصوصا ما طفا على السطح خلال الشهر الفائت، نكتشف مجددا أن الضعف يعتري الحالة السياسية المحلية عامة، سواء الرسمية أو الشعبية.
كأن هناك تفاهمات معينة، على مستوى معين، لانخراط الأطراف جميعهم في حفلة التزييف التي تستهدف الوعي الجمعي.
للتوضيح؛ أطراف العملية السياسية ينقسمون إلى قسمين؛ قسم تعبر عنه البنى السياسية جميعها القائمة حاليا، الموالية والمعارضة، وقسم آخر (النقيض) ما زال قيد الولادة، وعدم ظهوره على الساحة السياسية حتى هذه اللحظة يؤكد وجود الأزمة ويكرسها.
فما كل تلك الزوابع الإلكترونية إلا أفعال مقاومة لغير عنواينها المعلنة، والموضوع ليس أخلاقيًا أو قيميًا كما يحلو لبعضهم أن يصوروه، وبالتالي يكون له دور الناصح العاقل لهؤلاء الجموع من الجهلة، أو كما يحلو لبعض المثقفين أن يسموها بالدهماء، وإنك لتعجب لحال هؤلاء المثقفين الذين هم فعليا يشتمون أنفسهم عندما يَقْذَعون الناس متخذين لأنفسهم بروجا عاجية معزولة.
لذلك، نقول إن التشكيلات السياسية مجتمعة بمختلف أطيافها، حتى هذه اللحظة تتشارك، على رفض الجديد، وتتكالب على تهشيم وتشويه أي وليد معارض، خوفا من أن يكون المولود المنتظر، وتشمل عملية التهشيم استخدام أسلحة رخيصة، جهوية وتجهيلية وقمعية، وبعد كل جولة تعقيم للأجواء من أية بارقة للتجديد، تبدأ الأطراف من جديد بعملية حمام للعقل الجمعي من أجل غسله وإحكام السيطرة عليه.
التاريخ ، الذي لا يرحم، يراقب بعدم اهتمام، فعندما تنغلق قنوات التطور الطبيعي للمجتمعات، يبدأ التاريخ بتعرجاته، وممارسة ألعابه وحيله، وهذه الحالة أطلق عليها هيغل مكر التاريخ، أي محاولة إحداث اختراقات في البنى القائمة، فيُقدّم على سبيل المثال فردا انفعاليا، وكما قالوا فإن الفرد لا يكون فاعلا إلا إذا كان منفعلا.
وقد أكد هيغل على أن التاريخ يستغل الأفراد لتحقيق مآربه، ثم يرمي بهم كما تُرمَى قشور الموز، وهو لا يفعل ذلك عن عبث، بل ليثبت أن الأفراد مهما تسلقوا قممه، ومهما طال تشبثهم بمفاصله فلن يصنعوا أحداثه، ولن يؤثروا في مساراته.
الحديث عن الفرد (التأريخي) المنفعل ينطبق على بعض المجموعات سواء الانفعالية، أو الحالمة، أو المتطرفة.
لِمَ يستخدم هؤلاء السادة الأسلحة الرخيصة؟ لأنها أشد فتكا، وكلفتها قليلة، كونها غير مقيّدة بمعايير أخلاقية.
وعادة ما تختم السلطات احتفالات تزييف الوعي بتلاعبات واسعة النطاق، من خلال العبث بتدرجات الإدارة الطبيعية للمؤسسات، تحييد الأجهزة الرقابية، وتزوير القوانين، وتعطيل مواد الدستور، إضافة إلى التهرب من الواجبات بتشكيل اللجان والعبث بالضوابط وبالتمثيل.
يبقى أن نتذكر أن هذا الذي يُجرى ليس رغبويًا تماما، بل إنه تعبير عن تشوهات بنيوية عميقة، ما زالت تؤخر نضوج تمثيل سياسي حقيقي لمختلف فئات المجتمع.