اتصل بنا
 

من تشوهات الحب... حبيبتي تصوري اشوفك، فتفترش أرض زنزانة

كاتب أردني

نيسان ـ نشر في 2021-07-05 الساعة 21:25

نيسان ـ من قال ان الجرائم الإلكترونية هي فقط لتكميم الأفواه ونزع حق التعبير
صحيح أنني من المطالبين بإيقاف قانون الجرائم الإلكترونية ولكن منذ ١٠ أيام وانا أتابع عن كثب ما يقومون به، في الحقيقة القصة تتكرر في بلادنا بشكل يومي لدى البحث الجنائي.
في التفاصيل البسيطة، قصة حب بين شاب وفتاة وكالعادة
( حبيبَتِي تصوريلي، حبيبتي هاتي اشوفك، يا روحي يعني اخونك بتقبلي اخونك، حبيبتي رنيلي فيديو مشتاقلك، حياتي انت ام أولادي..! الخ) وغيرها من كلمات الإستدراج، والغبن العاطفي الذي يذهب نحو نهاية تراجيدية، مهما قاتل المخلصون لتكون النهاية سعيدة... الفتاة والشاب إنفصلا عن بعضهما البعض لأسباب منطقية او غير منطقية هو شأنهما، ولكن ما حدث بعد ذلك هو ما قام به هذا الشاب، حيث بات الإستفزاز والتهديد سلاحة الوحيد للحصول على بعض المال ولا بأس ببعض ( الحب) على حد قوله.
التهديدات والصور التي وصلت للفتاة من حساب فيسبوك وهمي، جعلها مرتعبة، باكية... لن نبرر ها هنا خطأها، وضعفها، ولن نبرر أيضاً ما قامت به، المهم في الأمر انها بعد أن إستنفذت حلولها التي لا تتجاوز الرضوخ والإستسلام لفارس أحلام فترة من عمرها، الى أن تواصلت معنا ونحن بدورنا تواصلنا مع أحد الذين إذا تم ذكر الأمن العام لا بد من ذكره ( عامر بيك السرطاوي الناطق الإعلامي لجهاز الأمن العام) الذي بدوره لم يتوان لحظةً في إنهاء مأساة هذه الفتاة وإنقاذها من حبيب كان ملجأ أمنها وأمانها ذات ليلة...
عامر بيك فارسٌ لن توفيه بعض الكلمات حقاً او وصفاً، فهو كما يعلم كل من يعرفه بأنه الشهم الأصيل النبيل، الذي يجبرك أن تبتسم مهما كانت مشكلتك التي تواجه.
بعد التنسيق بين أفراد شعبة البحث الجنائي والفتاة، استطاعوا إلقاء القبض على حبيب سابق وخوفٍ حالي وإنهاء مصدر تهديد وقلق كان لعائلة وادعة، ليس لها ذنب سوى ان إبنتهم آمنت بأن الحب مباح، وأن الجسد وسيلة وليس غاية، وأن من أُعجِبت به وهربت نحوه دون تردد، ما هو إلا سبب لانكسارٍ سيبقى أبد الدهر حتى وإن جَمَّلَت التفاصيل.
هذه القصة ما كانت لتنتهي لولا جهودٍ ودعم وكلمات ووقفات رجال الامن العام ممثلين بشعبة البحث الجنائي... فرغم سيئات قانون الجرائم الإلكترونية الا أن حسنته هذه كان لا بد لي من ذكرها والوقوف عندها كثيراً، وشكرهم أيضاً...
الشاب ينام ليلته هذه في زنزانةٍ ما، والفتاة تسجد الآن شكراً لله وتحمده، وأنا أكتب وأقول : أرجوكم دعوا نهاياتكم سعيدة، البغض والكره سينتهيان، الحب مشروع روحاني لن يبيد، الحب مصدر أمان وطاقة وفرح، وزاوية أمل لا ينضب، أرجوكم دعوا عنكم نزعاتٍ جنسية تنتهي بعد دقائق، الحب غذاء الروح، وأكسير سعادة لا تنجلي، الحب هو أن تثور لها لا عليها، الحب أن تكون رجلاً لها لا عليها، الحب أن تراقص كلماتها حد التعب، الحب أن تحتضن نفسك كل ليلة على أمل اللقاء غداً،.
يقول جلال الدين الرومي :" من آيات الحب، يتمنى كل الجسد لو صار قلباً"
وأنا أقول :يا صغيرتي لا زِلتُ عالِقاً هناك.. هوَ عِطْرُكِ الآنَ يَجْتاحُ أنفاسي، (تَتملْملينَ) في ثَنايا ثَوبِكِ المُؤقّتِ كاحتمالاتِ العاصفةِ، (تَكْشفُينَ) عنْ مَفاتِنِكِ بِرقُيِّ سَيّدةِ الحضورِ الجميلِ، لا لمْ ( تُراوِدينِي) عَنْ نَفْسكِ، إنّما انتِ ( تَحّتلُّينَني) بِقوْةِ الألَقْ، نعمْ أنا لمْ أُقدّم بَعدُ ( فُروضَ) الطاعةِ، ولا انتِ بَعدُ قَدّمتِ ( تٌفاحةَ) المَنفى الأخيرْ.

نيسان ـ نشر في 2021-07-05 الساعة 21:25


رأي: رأفت القبيلات كاتب أردني

الكلمات الأكثر بحثاً