تكاتفوا

نيسان ـ من تعاليم جميع األديان السماوية الحث على مساندة اآلخر
والوقوف إلى جانبه للخروج مما يمر به من ضيق الحال, ولهذا
نجد الدين اإلسالمي وفي حديث رسولنا الكريم يحثنا على هذا
األمر »مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل
الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر
والحمى« صدق رسول اهلل, نجد هذا الجانب من األهمية في
مكان أن نادى به جميع األنبياء والرسل منذ بدء الخليقة,
والسبب أن اإلنسان وجد ليعمر هذه األرض ومن يعمرها هو نفسه اإلنسان الذي يستطيع
رفع الحاجة عن أخيه اإلنسان.
الفقر هالك وموت للنفس البشرية من هنا قال الصحابي الجليل رضي اهلل عنه علي بن
أبي طالب »لو كان الفقر رجّال لقتلته«, داللة قاطعة بأن الحاجة والعوز تقتل النفس وتجبرها
على االستـسالم والتفكير بعيدًا عن المنطق, ما يمر به المواطن وإن كانت الحالة عامة في
جميع الدول، لكنها هنا في األردن صعبة وقاسية, لهذا تجد قبوًال من البعض في
التعاطي مع حاجات اإلنسان والسعي للوقوف إلى جانبه والبحث عن سبل لتجاوز الظرف
المعيشي الذي يمر به.
أصحاب األموال بعضهم يقدم من ماله ما يستطيع الغاثة من يطلب المـساعدة, لهذا تجد
كثيرًا من القضايا التي تبث من خالل البرامج اإلذاعية نسمع االستجابة الفورية في تقديم
الممكن لهؤالء المحتاجين, عندما تستمع لهم تدرك كم الناس في ضيقة وخاصة أن
جائحة كورونا فاقمت الوضع وزادته صعوبة, أسر تستغيث للحصول على مبلغ مالي لدفع
إيجار المسكن او دفع مستحقات طالب جامعي أو شراء عالج او إجراء عمـلية الحد األبناء أو
تكلفة دفن احد أفراد األسرة كما حدث قبل أيام على برنامج إذاعي, المفرح أن هذه القضايا
تجد آذانا صاغية وُتلبى على الفور.
دعوة لكل من زاده اهلل من نعيمه أن يهب بعــضه ألصحاب الحاجات, كثير من األسر تمر
بظروف بالغة الصعوبة, دعونا نتجاوز هذه الظروف بتكاتفنا وتعاضدنا والوقوف إلى جانب
من له مطلب, ما المانع ان نجد في كل منـطقة أو تجمع سكني من لديه الرغبة في البحث
عن أصحاب الحاجات ومساندتهم بأساليب إنسانية كريمة, غالبية هذه األسر تكون
معروفة, أو أن يتم الذهاب إلى أصحاب المخابز أو المحال التجارية وتسديد القيم المالية
المترتبة عليهم..
رغم ما تنفقه الحكومة مشكورة من خالل الجهات المعنية كصندوق المعونة الوطنية
وغيره والتي تتجاوز مئات الماليين في السنة، لكن هذه الظروف تستدعي وقوف الجميع
حكومة وقطاعًا خاصًا وأثرياء لنخفف عن الناس هذه األحوال الصعبة ويكون هذا الوطن
كالجسد الواحد إذا اشتكى منه مواطن تداعى له بالعون جميع المواطنين.