الامن لدول حوض البحر المتوسط / فراغ القوة
رعد الزبن
كاتب أردني
نيسان ـ نشر في 2015-04-15
على الرغم من عدم الاجماع على تعريف مفهوم الامن الوطني وحداثته، فبعد انتهاء مرحلة الحرب الباردة وظهور النظام الدولي الجديد وفي كيفية تحقيق الامن الجماعي للدول والشعوب بعدم انتهاك حقوق الشعب والسيادة لاي دولة، وبظل الواقع المعقد الذي تعيشه دول حوض البحر الابيض المتوسط وعلى الاخص دول الشرق الاوسط، فقد أصبحت أزمة تحقيق الأمن الوطني هاجساً ليس فقط للحكومات وإنما للشعوب أيضاً مما يدل على ان مفهوم الامن متمدد مرن مع الظروف التي جعلته يبدو أكثر اتساعاً في ظل الواقع الدولي الراهن التي اصبحت الحروب مع جماعات وليس دول (جيش ضد جيش) نتيجة فراغ القوة لهذه الجماعات والتي أثرت انعكاساتها سلباً وأصبح تهديدها مباشراً على مجتمعات الدول وأنظمتها.
ففي النظام الدولي الحالي ظهر فاعلين ووجوه جدد دوليون ومؤثرين على مجريات الامور في العالم أجمع التي تؤثر على مستقبل الانسانية كافة والتي من نتائجها تصاعد استخدام القوة العسكرية من الجماعات ضد الحكومات الوطنية الشرعية حول العالم لفرض سلطة مركزية جديدة على المحيط والتي من أهم وأخطر التحديات التي تعمل عليها اخفاء دول وظهور دول اخرى كمحاولة انشاء الاقليات على الساحة الدولية.
فالجماعات التي تظهر على الساحة الدولية تخطت قوة السلاح حيث شكلت هذه العقول تأثيراً سلبياً على الواقع الانساني حول العالم وفي حالة استمرارها ستؤثر على حياة الملايين التي قد تخرج السيطرة عليها من حيث الاطار العام الوطني والتي من أحد أبرز الحلول لمواجهتها تشكيل نظام أمني جديد لاعادة تحقيق وتثبيت الامن الجماعي لدول حوض البحر الابيض المتوسط مبني على التقارب بين الاطراف الدولية والتحالفات ذات التأثير المشترك، فالتحالفات السابقة أنشئت بهدف الرد والردع للعدو وهي كاستراتيجية لمواجهة الارهاب الحالي تعتبر غير مجزية، في حين ان الارهاب يشكل مصدر أخر للقوة الذي يخلق حالة عدم استقرار وعدم اتزان مما يعرض الارهاب أمن أي دولة وسيادتها للخطر،فمفهوم الامن الوطني أصبح أوسع وأكثر تعقيداً من مجرد تحقيق الحماية من الاسلحة والحرب وسيادة الدول، فالكم الهائل من القتلى والضحايا نتيجة قوة تأثير الفكر المتعصب الذي ولدت النزعة الانتقامية في المجتمع الدولي وخاصةً في منطقة الشرق الاوسط وعلى جميع المستويات والابعاد الامنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية وغيره، فالنظام الامني الجديد يجب ان يقوم على التعاون والاندماج مع تأمين المصادر الحيوية للتعامل مع الازمة الراهنة، كما يجب ان يجمع ويوائم بجانبي المهمة للهدف، والهدف للمهمة وهي جوانب اداء قياسية ضمنية خوفاً من تشكل مشكلة مستعصية تغرق جميع دول حوض الشرق الاوسط في سيناريو حرب مخيفة ومروعة.
وعليه، فالجمع والموائمة بين المستويات والابعاد بنفس الوقت يعمل على تحقيق الامان الامني الجديد القابل للتطبيق.
Raad.z@hotmail.com