اتصل بنا
 

حسام عبد القادر ودلال مقاري باوش.. نحو لغة إنسانية في رسائل من الشاطئ الآخر

نيسان ـ نشر في 2021-07-17 الساعة 11:49

x
نيسان ـ كتب : حسين دعسة
ثالثة عوالم تجمعها »رسائل« غير تقليدّية؛ ذلك أَّنها أحدثت مكاشفة فكرّية- حضارّية، بما
مَّيزها من اشتراك وتشاُبك جمالي إنساني بين المرِسل، والمرَسل إليه، ونشدانهما
الَّتنوير الذاتي، إلصالح ما تركته »صدمة« الغربة على نفوٍس ُمرهفة، شاعرّية، تتوق إلى
النجاة في العراء مع الُّسفن الّراسية على الشاطئ الآخر، من منظومة حياتنا اجتماعًّيا
وسياسًّيا واقتصادًّيا، عدا عن األثر التربوّي وصراع الحرّية
(2)
فاقت رسائل »حسام عبدالقادر« إلى »دالل مقاري باوش«، أّي نموذج معروف، أو موَّثق، أو
تاريخي؛ فلهذه الَّرسائل دالالت حيوّية، تباَدَلها أعالم في الخبرات اإلعالمّية والثقافّية
والفكرّية، ما جعل حلم نشر الَّرسائل، مقِّدمة إلطالق كل هذه الحمائم التي غَّيبتها
الحضارة والتحُّوالت الرقمّية وعراكنا اليومّي في ظِّل حرّية التشابك والتواصل المعلوماتي
مع العالم.
كيف ذلك ونحن في العشرَّية الثانية من القرن األَّول لأللفّية الثالثة؟!
.. لم تُكن اإلجابة صوفّية، أدبّية كما في رسائل إخوان الّصفا أو رسائل أحمد أمين »إلى
ولدي«، وقد ننسى، لكن لن ننسى رسائل »جبران خليل جبران« مع »مي زيادة«، أو رسائل
»غادة السمان« مع »غسان كنفاني«.
)3(
حَّدثني المبدع المستشار اإلعالمي حسام عبدالقادر، كاشًفا عن كنز من الَّرسائل الرقمّية
التي اجترحها أفق األحوال في غربِته في كندا، وأطلقها بفرح عميم ملهم، مع الفّنانة
المدهشة، الدكتورة دالل مقاري.
.. ُكّنا في صحيفة الرأي األردنّية، نتلّقى تداعيات صدمة تفّشي جائحة فيروس كورونا
)كوفيد19)؛ صدمة اإلغالقات وتوُّقف إصدارات الُّصحف الورقّية بحجة أَّن الُّصحف وتداولها
وتوزيعها ُيسهم في نقل وتفّشي الفيروس في المجتمع وبين الناس، فجاءت هدّية
حسام- دالل، رسالة من اهلل، أذنت لي بخالٍص معرفٍّي ثقافّي، ُيقَّدم للقّراء، وكان أْن
أكَرَمني عباقرة الَّرسائل بفيض من المحّبة، وكانت حكاية المسلسل الذي تحملونه اآلن
وليًدا بين يديكم، مسلسل صحفي أسبوعي: )رسائل من الشاطئ اآلخر(، منحٌة ُتعلي من
ثقافة الحوار والَّتسامح واالختالف وحرية األديان، وتبادل الَّشغف في الَّسعادة والمحّبة
والجمال.
كيف ذلك يا حسام؟
ما هو ذلك يا دالل؟
هذا ما كان في الجزء األَّول من مغامرة العام 2020 ،التي تحَّدينا فيها قدرتنا على إبداع
الجمال والَّشغف، وقهر الغربة، فضَّمت ثالثين حلقة، في كل حلقة ثالث شمعات، تنير
رسالة حسام عبدالقادر الَّشمعة األولى، فيظِّللها قبٌس من نوٍر يأتي من دالل مقاري، وأّما
الضوء الثالث فيسطع من خالل تلك اللوحات، الجسم الملصق بالَّرسائل؛ الُمكاَشفة بالّلون
والتكوين والكوالج، تلصق وتقص دالل مقاري، في لوحاتها، كوالج من حياة البشرّية، وفق
عشرات الحكايات عن كل إنسان مّنا في هذا الكون.
*مقدمة الكتاب الذي نشر
في القاهرة عن دار غراب للنشر

نيسان ـ نشر في 2021-07-17 الساعة 11:49

الكلمات الأكثر بحثاً